بروفيسور :عطا البطحاني..عالم تزينت به المحافل الأكاديمية
بروفيسور :عطا البطحاني..عالم تزينت به المحافل الأكاديمية
بقلم :سامية عبدالله البربرى
امتدادا لادوارها التاريخية في قيادة حركة التنوير المعرفي والتغيير الثقافي ومواكبة منها للتحولات الاجتماعية بالسودان ظلت جامعة الخرطوم تشكل حضورا طاغيا في الفضاء العام بعد ان تجاوزت رسالتها الأكاديمية.
باتت شريكا موثوقا به في معالجة قضايا البلاد الملحة حيث وضعت خبراتها العلمية وامكانياتها البحثية في خدمة المجتمع بشرائحه المختلفة وقد مثلت مبادرة اساتذتها الشرفاء احد اهم اطروحاتها لمعالجة الازمة السياسية بالبلاد و هذا هو دور مؤسسات التعليم العالي من جامعات مراكز بحثية ومنابر تنوير .
وهو دور ريادي وقيادي تطلع به الجامعات في تطوير وقيادة حركة التغيير بالاوطان من خلال بناء الهوية الجامعة ورتق النسيج الاجتماعي وتقوية اللحمة الوطنية بالحوار والتفاهم بعيدا عن المزيدات و المكايدات والمناكفات والطعن في الكفاءات والمحصصات والانانية والتسلق على اكتاف الاخرين لبناء الذات التي حتما هي فانية .
وهنا لابد ان نفرد حيزا من هذا المقال للوفاء في كلمات في حق العالم الزاهد العابد المتواضع العفيف المجتهد المبادر المثقف المربي النبيل بروفيسور البطحاني .
احد العلماء الأجلاء الذين انجبتهم جامعة الخرطوم وهو مثال حي للكفاءه الأكاديمية التي بمثلها تبني الامم وتربي الاجيال وتتحقق التحولات الفكرية والسياسية لانه خلق من طينة الكبار الذين تساموا فوق الصغائر وترفعوا عن السفاسف فقدموا بأنفسهم سيرة ناصعة لم يكيدوا لأحد ولم يتملقوا احد ولم يتسلقوا علي اكتاف زملاءهم.
بل كان من اوائل الذين رفعوا شعارات الثورة حرية سلام وعدالة ولكن بهدوء العلماء ورصانة المثقفين لم يبخلوا في النصح والتوجيه والارشاد ولم يبيع ذمته مثل اخرين باثمان قليلة لم ولن يكن من الذين تاسلموا ثم قفزوا و ركبوا قطار الثور وتثورجوا وباتوا ملكيين اكثر من الملك.
كانت خطاه ثابتة راسخة رسوخ مبادئه السامية حاور بادب و اختلف في الرأي بادب ولم يفسد ذلك مع الآخرين لودهم قضية كان لكل ما ينطقون به ويخرج من افواهم الف حساب حتي لا يحسب عليهم في صفحات حياتهم لان التاريخ لا يرحم وقبلها الواحد الاحد .
نال مثل اقرانه درجة الاستاذية بالجدارة والشطارة ليست بالشعارات او التمكين استحقوها بافكارهم و بكتاباتهم واقلامهم التي لا تخشي في قول الحق لومة لائم لم يغتابوا احد من زملاءهم من خلف ظهورهم لانهم يعلمون قيمة المؤسسة التي ينتمون اليها لم تكن شيمتهم (الحفر والدفن ) فعذرا لاستخدام هذه المصطلحات لان هنالك من لايفهم الا مثل هذه الكلمات لكثرة استخدامه لها قولا وفعلا وسلوكا.
لمن لايعرفون البطحاني فهو فيض من الحكمة والحنكة ووسامة مدرسة في التنظير السياسي تستحق ان تدرس لطلاب العلم الذين يبحثون عن الجدارة والتميز عارض البطحاني الانقاذ من الداخل ثلاثون عاما بشجاعة دخل السجن دفاعا عن اراءه ومواقفه ثم افرج عنه ثم عاد للسجن مرات ومرات فاخجل بادبه الجم سجانيه واذا تحدث الرجل اجبرك على الاستماع اليه بحرص شديد فهو لبق ذكي يدعك تستوعب ما يقوله دون عناء فتصلك رسالته وترسخ في الذاكرة وتعود دورة استراجاعها متي ما كان الزمن مناسبا لذلك.
*ماهي علاقة البطحاني بجامعة القضارف *:-
توثقت علاقة البطحاني بجامعة القصارف منذ العام ٢٠٠٠ م اذ اسدي الرجل معروفا و خدمة جليلة لجامعة القضارف من خلال تنظيم ورشة عمل عن قضايا التمويل الزراعي ومشاكل المزارعيين بولاية القضارف وكان ذلك في العام ٢٠٠٠ وكنت حينها منسق الورشة وقد تم تمويل الورشة من قبل منظمة فريدرش ايبرت الالمانية بالتعاون مع قسم العلوم السياسية جامعة الخرطوم وفي ذاك الوقت كان البطحاني ريئسا للقسم وتم ذلك بالتنسيف بين جامعة القضارف واتحاد مزراعي الولاية واتحاد مزارعي السودان وقد اقيمت الورشة بجامعة الخرطوم قاعة الشارقة واعتقد ان اوراق هذه الورشة موجودة حاليا بجامعة الخرطوم مكتبة قسم العلوم السياسية ولكن لا ادري هل توجد منها نسخ بجامعة القضارف ام لا لانني في ذلك الوقت لم التحق بحامعة القضارف التي بدأ تاريخ التحاقي بها في نهايات العام ٢٠٠٤ وبدايات العام ٢٠٠٥ .كما قدم البطحاني لجامعة القضارف مساهمات مقدرة ساعد في كتابة مقترح مشروع بعنوان Sexually transmitted diseases,: HIV AIDS
context and policy implications case from Gadarif State
تم تقديمه للسفارة الهولندية فكان الحظ حليفنا حيث كسبنا التمويل وايضا من اسهاماته البارزة مساعدة الجامعة في تاسيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم الادارية جامعة القضارف وايضا مركز دراسات السلام والتنمية بكلية تنمية المجتمع وقسم الاجتماع اذ قام بالعبء الاكبر في التأسيس وكنت انا في ذاك الوقت بمعية الاخ معتصم بشير والاستاذة سماح حسين عبد الرحيم وهم ايضا اعضاء باللجنة والاستاذ معتصم والاستاذة سماح لعبوا دورا محوريا في تصوير المراجع وزيارة بعض الجامعات للوقوف علي تجارب الذين سبقونا كما كان ضمن اللجنة بروف حسن محمد صالح وبروف موسي عبد الجليل وبروف سعاد ابراهيم عيسي وكان ايضا بروف منزول من علي البعد يبدي الملاحظات .
لاحقا تحديدا في العام ٢٠١٦ صاغ البطحاني مسودة مركز دراسات اللاجئين و الهجرة والتنمية بحامعة القضارف شارك بروف البطحاني ايضا في إعداد ورشة دور الحكم المحلي في السلام والتنمية والتي نظمتها كلية تنمية المجتمع في العام 2009 قدم ورقة بالاشتراك مع بروف ادم الزين عن دور مؤسسات الحكم المحلي في بناء السلام والتنمية في السودان.
وفي العام ٢٠١٠ صاغ معنا مقترح مشروع عن المراة المزارعة قدم للسفارة السويسرية وتم التمويل عنوان المشروع:
promotion of agriculture land tuner acessabilty,Security and productivity for women in Gadarif state
وفي العام ٢٠١٤ ساهم البطحاني في اجراء دراسة عنوانها women
in tribal economy
اذ تم تمويل هذة الدراسة بواسطةUN women منظمة الامم المتحدة للمراة.
وفي العام ٢٠١١ شارك البطحاني ايضا في دراسة بعنوان poverty and poverty reduction
strategies case fron Gadarif.
وهنا ايضا تاكيد لانجاز مشروع كبير كان البطحاني عنصرا اساسيا في كسب رهانه هو مشروع FGM مشروع بتر وتشويه الاعضاء التناسليه للانثي اذ ساعد الرجل في الصياغة الاساسية للمقترح الذي قدم لصندوق الامم المتحدة للسكان UNFPA وذلك منذ العام ٢٠١٠ وامتدت ملامح استشارته حتي ٢٠٢٠ م عندما قمت بوضع انشطة الربع الاول لهذا العام ٢٠٢٠م ومازالت انشطته مستمرة وستكون حتي ٢٠٢٢م.
في العام ٢٠١٥ ساعدنا ايضا في كتابة مقترح منظمة الفاو women house hold food security
في العام ٢٠١٥ حضر للقضارف معه بروف منزول لقيام دورة تدريبية لاعضاء هيئة التدريس في مناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية كما كان ريئس اللجنة التي اشرفت علي اختيار ملخصات البحوث التي شاركت في الورشة الاقليمية الاولي للهجرة من منطقة القرن الافريقي الي السودان migration from the Horn of Africa to Sudan and from there on ward.
وايضا كان باللجنة بروف موسي عبد الجليل وبروف منزول باللجنة ايضا علماء من خارج السودان
بروف لايف منقر من جامعة بيرنج بالنرويج بروف كورد بيك من جامعة بايرويت بالمانيا.
والان هذة الملخصات مجمعة وعددها ٣٠ في كتيب تصلح لقيام مشروعات بحث كبري .وحتي الورش االاقليمية الاثنين اللتان قامت بتنسيقهم كلية تنمية المجتمع من خلال مركز الهجرة واقيمتا بجامعة مكلي وجامعة بحر دار باثيوبيا و العام ٢٠١٨ والعام ٢٠١٩ وتم التمويل من Giz وموضوعهما العمالة الزراعية الاثيوبيةكان البطحاني شريكا اصيلا من خلال ملاحظاتة وكتابة concept note
الا يستحق هولاء التكريم ؟.
كنت اتحدث مع دكتور فرح عن بروف البطحاني فذكر لي ان بصمات بروف البطحاني باقية في جامعة القضارف منذ العام ١٩٩٤.
نتمني من الاخ الدكتور محمد خالد عميد كلية الاقتصاد والاخوة في قسم الاجتماع وقسم العلوم السياسية وادارة الجامعة تبني برنامج لتكريم هولاء العلماء اللذين قدموا لجامعة القضارف الكثير وما زال هنالك المزيد من عطاءهم سيطول الجامعة ولهم منا عرفانا و شكر وتقدير .
بروف البطحاني كان مشرفي علي الماجستير والدكتوراة وكنت اعمل مساعد باحث له لمدة عامين قبل التحاقي كمساعد باحث ومنسق بمعهد البحوث والدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم وحدة النوع والتنمية مع الدكتورة الفاضلة ساميه نهار وبعدها التحقت بجامعة القضارف كلية الاقتصاد والعلوم الادارية.
فجامعة القضارف لم تكن يوما بالساهلة فهي دوما مصدر فخر وعز وواجهة لمدينتنا الحبيبة القضارف فهي لها وبها.
انا هنا اتحدث الان عن النزاهة والاخلاق والكرامة اتحدث عن زملائي العلماء الاجلاء بكلية الاقتصاد كنا نختلف ونتفق ولكن بشرف كان هنالك دكتور فرح ياسين رجل عالم اتذكر كلامه جيدا عندما نثير نقاش كلمته المعهودة hold on ثم يتبعها بقوله يا اخوانا انتو جيتوا متين الجامعة ادو نفسكم فرصة افهموا الحاصل وهذا ان دل انما يدل علي الحرص علي المؤسسة وقواعدها وفنون الادب والتجلي فيها لم يتسلق هولاء علي اكتاف الاخرين.
ايضا كان هنالك بروف الجزولي بروف علي رجب واستاذ الريح رحمه الله ودكتور عادل ميرغني رحمة الله علية واستاذ مرتضي ودكتور شريف اسماعيل الرجل ذو المبادئ والاخلاق ودكتورة ابتسام دكتور مختار يحي استاذ محمد ادريس استاذ معتصم بشير ودكتورة ابتهاح د صلاح مرتضي استاذ عبد اللطيف د رفيدة،د معتز ابوعاقلة والرجل الحق دكتور سيد جبارة وكثر من الذين عاصرتهم ولم تسعفني الذاكرة لذكرهم ثم التحق بالركب بعد ذلك د محمد خالد و دمحمد عبد الرحمن د وايدام و د عبد المنعم القادمون الجدد new comers حقيقة كان العلم والعلماء كان الاشراق كانت الجامعة وكلية الاقتصاد روح الجامعة بها النور الساطع والعلم النافع بها اخوتي العلماء الذين صدقوا ما عاهدوا العلم عليه.
الي الامام جامعة القضارف والتوفيق حليف منسوبيها ودمتِ تاجا تتزين به القضارف واهلها.
