بالمنطق … بقلم: صلاح عووضة .. معاش الناس !!

كان أسوأ معاش للناس أيام الإنقاذ..

وكلما ضاق عليهم معاشهم انبرى علماؤها – السلطانيون – للتذكير بأسباب الضيق هذا..

فهم أنفسهم السبب – الناس – بما كسبت أيديهم..

ومن ثم فعليهم العودة إلى الله…الأوبة إلى الله…الرجوع إلى الله ؛ إن كانوا يريدون فرجا..

ومن علماء السلطان هؤلاء القابعون في مجمع الفقه..

والآن فقط – وبعد مرور نحو عام – التفت وزير الشؤون الدينية مفرح إلى المجمع هذا..

واكتشف وجود أكثر من ثلاثين عالماً سلطانياً فيه..

كلهم كانوا يحملون مسؤولية الضيق في معاش الناس هذا إلى الناس ؛ لا حكومة الناس..

أو الحكومة التي قال عنها رئيسهم : للناس…كل الناس..

وبالأمس خرج أنصار البشير في تظاهرة باسم معاش الناس ؛ يطالبون برحيل الحكومة..

وبارك خروجهم هذا – ومنهم من شارك فيه – علماء الإنقاذ..

ولم يقل عالمٌ واحد من المجمع الثلاثيني – الفقهي – أن الحكومة بريئة من الضيق هذا..

وإنما هو ضيق بما كسبت أيدي الناس..

ورغم هذا ظلوا يمارسون كسبهم في المجمع هذا – ويتكسبون منه – قرابة عام من الثورة..

ولم ينتبه لهم مفرح – وزير الشؤون الدينية – إلا البارحة..

وعلى ذلك قس ؛ في مختلف مواقع الدولة…والأسواق…والدولار..

فهم – علماء وغيرهم – ما زالوا يتكسبون حلالاً…وحراماً…ويحاربون الحكومة في كسبها..

والناس في معاشهم !!.