آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. هلاريخ !!

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. هلاريخ !!

تقديس الأفراد..
هذا من أسوأ ما في النظم الشمولية…العسكرية…الدكتاتورية..
ومن هذه الزاوية تجئ مقولة (الناس هم من يصنعون فرعونهم)…فيصيرون له عبيداً..
والإسلاميون صنعوا من البشير فرعوناً..
فطغى…وتجبر…وتكبر…وسمى نفسه (الذات الرئاسية)..
وتبعاً لذلك – أو كأثر جانبي حتمي – كان من الطبيعي أن يفسد…ويسرق…ويتسفه..
ومن مزايا النظم المقابلة – أي الديمقراطية – أنها ضد صناعة الفرعون..
فلا رئيس (يخلد) في السلطة ؛ وإنما يذهب ويأتي غيره..
وخلال فترة رئاسته يُراقب برلمانياً…وصحفياً…وقانونياً…وشعبياً ؛ فهو موظف عام..
ولذلك من الغريب – حقاً – محاولة البعض الآن تقديس حمدوك..
ليجيء هتاف (شكراً حمدوك) بمثابة صك على بياض له ؛ فيظن نفسه محبوباً…وإن أخطأ..
وهو ظن البشير ذاته حين كان يُهتف له (سير…سير…يا بشير)..
والآن حمدوك يخطئ ؛ ومن أكبر أخطائه الصبر المحير على الفاشلين (جداً) من وزرائه..
فإن لم ننتقده أصبحنا نحن أنفسنا خاطئين..
ونقترف جريرة عظمى في حقه…وحق الوطن…وحق الناس…وحق الضمير ؛ إن صمتنا..
حتى وإن تعامل معنا البعض بنظرية كرة القدم عندنا..
أي إن لم تكن هلالياً أزرق فأنت مريخي أحمر….أو العكس ؛ ولا خيار ثالثاً أمامك..
وانتقادنا له هذه الأيام من باب دفعه لتصحيح الأخطاء..
وأولها عدم التردد فيما هو مقدم عليه – كرهاً أو طوعاً – بشأن إجراء تعديل وزراي..
فقد تبقى له من الزمن نحو أسبوع فقط..
الزمن الذي حدده هو بنفسه لنفسه….أو حُدد له من تلقاء الحاضنة السياسية ؛ لا يهم..
المهم هو أن يتحرك من مربع اللا شيء..
اللا انجاز….لا فعل….لا تصويب…لا تعديل…لا إحساس بالزمن ؛ ولا معاناة الناس..
ولا ننطلق في نقدنا هذا من منصة هلال مريخ..
فالدكتاتورية مرفوضة – مبدأً – من جانبنا ؛ ولهذا ظللنا ضد البشير طيلة ثلاثين عاماً..
وما يفعله حمدوك الآن أيضاً مرفوض..
أو بالأحرى ؛ ما لا يفعله….فهو لا يفعل سوى مد البصر إلى ما وراء الحدود تطلعاً للغيب..
ولكنه رفض في إطار الإصلاح الداخلي..
إصلاح المسار الديمقراطي من داخل البيت ؛ وحواء هذا البيت ولود..
إن بات (ابنه) حمدوك عاقاً..
ومعوقاً !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.