آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق  …  بقلم: صلاح الدين عووضة  .. الظل !!

بالمنطق  …  بقلم: صلاح الدين عووضة  .. الظل !!

*فقد وظيفته بالصالح العام ..
*بحث عن عمل آخر – وهو في حالة نفسية سيئة – حتى فقد كثيراً من صحته..
*صاحب بقالة (الجرورة) كان يواسيه بعبارات رقيقة..
*ثم يطلب منه أخذ ما يريد إلى أن تُفرج..
*بعد أسبوعين – ولم تُفرج بعد – لاحظ تغيُّراً في تعامل صاحب البقالة تجاهه..
*هو لم يمنعه شيئاً طلبه ؛ ولكن سلامه صار مقتضبا..
*وكذلك كلامه ؛ بعد أن كان يجد عنتاً في التخلص من قيود كلامه (المحكمة)..
*لم يعد يواسيه كما في السابق…ولا حتى يتبسم في وجهه..
*بعد فترة أخرى حلت التكشيرة محل عدم التبسم..
*ثم جاء يوم اعتذر له عن تجميد (كراسته) جراء ديون عليه هو نفسه في السوق..
*ففقد (مصدر عيشته) ؛ هو…وزوجته…وأولاده..
*بلغ تذمر زوجته (المتذمرة) هذه مداه ؛ عقب مرور شهر على انقطاع (الشُكُك)..
*فيوم يجود عليه الطيبون من زملاء عمله السابق بشيء..
*وأيام لا يجودون…بل ولا حتى يسألون..
*وكذلك الأمر بالنسبة لأصدقائه الذي بدأوا يتناقصون سريعاً..
*ثم فقد زوجته – وأبناءه – حين رجع عصر يوم بخفي حنين فلم يجد أثراً لهم..
*أو بالأحرى ؛ وجد آثار ذكريات مفعمة بالشجن..
*ثم وريقة مهترئة كُتب عليها بخط يعرفه جيداً (لن أرجع ؛ فلا تبحث عني)..
*وحان الأوان الذي فقد فيه كل أصحابه…وزملائه…ورفاق دربه..
*وعندما كان يسير صباح يوم – على غير هدى – استرعى انتباهه شيءٌ غريب..
*فهو ليس له ظلٌ يتبعه…رغم الشمس السافرة في كبد السماء..
*ورغم طوله ؛ وقد كان أحد أسباب إعجاب زوجته به..
*وتلفت نحو السائرين من حوله ؛ فشاهد ظلاً ممدوداً يتبع كلاً منهم…ولا عجب..
*تملكه رعبٌ مزلزل لم يشعر به طوال حياته..
*جالت بخاطره أفلام الرعب الأجنبية كافة التي تحكي عن مسوخ لا ظل لها..
*ولكنه ليس مسخاً أصيلاً…بل هو آدمي (مسخته) الظروف..
*هم بسؤال المارة هؤلاء إن كانوا يرون ظله…إلا أنه تراجع في آخر لحظة..
*فقد خشي أن يُرمى بالجنون…وما أكثر مجانين زماننا هذا..
*حين رأى رجلاً يهيم على وجهه – فَرِحاً – لملم أطراف شجاعته واتجه نحوه ..
*وما أن فرغ من شرح حكاية ظله له حتى انفجر الرجل ضاحكاً..
*ثم غمغم بلسان ثقيل (يا عم أحمد ربنا أنه خلَّصك من همه)..
*وما درى أن الرجل السعيد ذاك كان من (أهل المزاج)…الهاربين من دنيا الراهن..
*لم ينم ليلته تلك في انتظار الصبح…على أحر من جمر (الواقع)..
*انتظره ليرى إن كان ظله قد عاد إليه…أم غادر بلا رجعة…كحال زوجته..
*توجه صباحاً إلى (كشك) الجرائد…دون ظل..
*هناك سمع حديثاً عجيباً من زبائن المكتبة…غلب على مألوف حديثهم كل يوم..
*وما كان مألوف حديثهم هذا إلا (الراهن الأليم)..
*قيل أن(ظلاً) طويلاً شوهد ضحى البارحة فوق حافة الجسر الشمالي الجديد..
*وكان…..بلا (رجُل !!).

من أرشيف الكاتب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.