آخر الأخبار
The news is by your side.

انقلاب على طريقة علي غانم

انقلاب على طريقة علي غانم

بقلم: كمال كرار

في نهايات ١٩٧٣ ونحن آنذاك في أولى ثانوي عالي بالقطينة كنا قد أعلنا الإضراب لأسباب عجيبة، وغريبة.

وسبب الغرابة أن بعض الأخبار والبيانات وصلتنا تفيد بإضراب طلاب جامعة الخرطوم فقررنا الإضراب أيضًا على خلفية مذكرة تعجيزية للإدارة طلبنا فيها بناء المعمل وتجهيزه في ظرف ٢٤ساعة.

وعشية نفس اليوم شكلنا لجنة على هيئة اتحاد ودعونا الطلاب لاجتماع عاجل..

وقدم صديقنا (علي غانم ) اقتراحًا أظنه مأخوذ من قصة شرلوك هولمز بأن ننفذ تفجيرات بقنابل موقوتة على القطارات التي تمر بخط الخرطوم مدني سنار، وتشكيل فرق انتحارية تهبط بالمظلات في مواقع حيوية واحتلالها وإسقاط نظام السفاح نميري.

ولو سمعنا كلامه ونفذناه لكنا أول مدرسة في العالم تعمل انقلاب، ولكن الرأي الغالب كان التأكد من أن مدرسة حنتوب (وكانت قائدة المدارس آنذاك) مضربة، وكلفنا علي غانم نفسه للتأكد.. حيث ركب اللواري وقطع الفيافي وجاءنا بعد ثلاثة أيام بالخبر اليقين وهو إضراب طلاب حنتوب.

أضربنا وأغلقت المدرسة أبوابها، وظننا أن الثورة مشتعلة في كل مكان. وسرعان ما اكتشفنا أننا الوحيدون الذين أضربوا عن الدراسة.

وبعد شهرين تم إخطارنا عن طريق الإذاعة بالحضور وكان نصيب كل منا عشر جلدات وإنذار نهائي بالفصل يوقع عليه ولي الأمر.

ولاحقًا سألنا علي الانقلابي عن أخباره الخاطئة حول إضراب حنتوب، فقال لنا أنه لم يركب البنطون ولم يصل حنتوب بل تخفى تحت شجرة وهو يتقمص دور الكوماندوز مراقبًا ركاب البنطون فلم ير طالبًا فيه وبالتالي استنتج أنهم مضربون.

وتمر السنوات ويسقط نميري ومن بعده نظام الإنقاذ المخلوع ،، ويستولى الهبوط النااااعم جدًا على الفترة الانتقالية وانتقلنا من فشل إلى فشل ولما اقترب ٣ يونيو ضربتهم الجرسة وقال كبيرهم الذي علمهم السحر وجدتها وجدتها .. نقول الشيوعيين عاوزين يعملوا انقلاب ونقفل الكباري ونعلن حالة الطواري.. ونجهجه ناس البراري.. ونعمل فاصل مداري.

والهابطون النواعم لا يدركون أن الشعب صانع الثورة يعرف كل الحقائق، وأنه مصمم على استرداد ثورته وشعاره الحل في البل.

وأما بعد:

أي كوز ندوسو دوس.

قال انقلاب قال..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.