آخر الأخبار
The news is by your side.

انقسام المجتمع الأمريكي والثورة الاجتماعية العالمية

انقسام المجتمع الأمريكي والثورة الاجتماعية العالمية

بقلم: جورج حدادين

لم يسبق أن كثرة شائعات وأقاويل وتحليلات عقلانية وغير عقلانية كما هي الحال اليوم مع نهاية ولاية الرئيس ترمب، وتطرح أسئلة معقولة وغير معقولة أسئلة واقعية وأخرى وهمية يعترف بالهزيمة أم لا، يسلم السلطة سلماً أم لا
يشن عدواناً على محور المقاومة، أم على طرف محدد منه، يسحب القوات الأمريكية من المنطقة كموقف نهائي أم يسحبها غطاء لشن هجوم ما؟

سياسة الدول عامة، والعظمى خاصة، لا تخضع لأهواء الرئيس ولا تخضع للتحذير والتخمين بل لمصالح الطبقة الحاكمة وضمن استراتجيات آنية ومتوسطة وبعيدة المدى، اسئلة من هذا النوع تنم إما عن عدم القدرة على استخدام أدوات التحليل العلمي أو اضطراب في الرؤية نتج عن حملة اعلامية مركزة استهدفت الوعي الجمعي للمجتمعات، لسبب ما، قد يكون إنفاذ مخطط محدد، خاصة ترافقها مع هستريا الجائحة التاجية.

المطلوب إعتماد التشخيص العلمي الدقيق للتعرف على الخطوات القادمة للإدارة القادمة على صعيد المنطقة، لكي نفهم ما يجري مؤخراً، على الساحة الأمريكية والعالمية، لا بد من القاء نظرة على طبيعة الصراع الدائر ومن هي القوى المتصارعة، على صعيد الولايات المتحدة.

بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وظهور “توافقات واشنطن ” شهادة ميلاد حقبة جديدة في تاريخ المنظومة الرأسمالية، محاولة الانتقال إلى الرأسمالية المضاربة ومحاولة الطغمة المالية العالمية السيطرة على القرار الدولي، الانتقال من رأسمالية منتجة للسلع والبضائع والخدمات ( نقد سلعة نقد ) إلى رأسمالية مضاربة تنتج أسواق مالية وادوات مالية وأوراق مالية وسندات ومشتقات مالية ( نقد أوراق نقد).

تزعمت الولايات المتحدة هذا التحول وفرضت توافقات واشنطن على السوق العالمي، واعتقد جهابذة الراسمال المالي انتصار المنظومة الرأسمالية غير المرتد، أنه قد تحقق، فجاءت النتائج عكس الأمنيات، شكلت أزمة عام 2008 أو ما أطلق عليه أزمة الرهن العقاري، صدمة مرعبة كأن المتضرر الأول منها الولايات المتحدة.

نتج عن هذه الأزمة تداعيات خطيرة على المجتمع الأمريكي وعلى الاقتصاد الأمريكي وعلى مؤسسات الدولة الأمريكية وامتدت ضحاياها في المجتمع لتشمل ليس فقط الكادحين وصغار المنتجين بل الشرائح الوسطى من المجتمع، وأصبح أطباء ومهندسين وعلماء وفنانين وخبرات وكفاءات هم وعائلاتهم بلا مأوى ولا تأمين صحي على قارعة الطريق، وهاجرت المصانع إلى الخارج وأغلقت الكثير من المصانع، وكان المتضرر من هذه النهج العمال البيض خصوصاً بينما استفاد الوسطاء منه بشكل كبير.

تعمق الصراع بين توجهين:

1. من يدعو للحماية الجمركية وعودة المصانع المهاجرة ، والإنغلاق، وخفض قيمة الدولار، لكي يعود المنتج الأمريكي للمنافسة في السوق العالمي، ورفض مقولة شرطي العالم وأنهاء تواجد قواعد عسكرية أمريكية في الخارج ، أي رفض خوض حروب خارج حدودها، تحت شعار ” أمريكا أولاً “.

2. ومن يدعوا للهيمنة المالية على السوق العالمي من خلال رفع قيمة الدولار، زيادة التواجد العسكري في الخارج، الهيمنة عبر القوة العسكرية، التحكم في الاقتصاد العالمي عبر المؤسسات المالية.

نتائج هذه الانتخابات أظهرت مدى عمق الشرخ في المجتمع الأمريكي ( كتلتين متقاربتين من ناحية الحجم 71 مليون ناخب مقابل 74 مليون ) حامليهما الاجتماعيين: اللبرالية الجديدة من طرف والإنكفائيين من طرف آخر، هو صراع ممتد وغير مرتد، صراع لن يحسمه سوى ثورة الطبقات والشرائح الاجتماعية الكادحة والمنتجة ضد المنظومة الرأسمالية بكافة صورها واشكالها، لأن التناقض بينها وبين أصحاب رأس المال هو تناقض تناحري أي طرف ينفي الطرف الآخر ويبدو أننا على أبواب ثورة اجتماعية عالمية.

ثورة اجتماعية ستكنس منظومة الرأسمالية العالمية في المركز واتباعها في المحيط خلاص دول ومجتمعات المحيط التابع يكمن في الإنخراط في هذه الثورة الاجتماعية العالمية.

” كلكم للوطن والوطن لكم “

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.