انا مالي ومال الويكة … بقلم: كمال كرار
انا مالي ومال الويكة … بقلم: كمال كرار
كلما نقول ان البنك الدولي وابن عمه الصندوق يحترفان نهب الموارد وسرقة الشعوب،يرد علينا بعض المغرر بهم بالقول ان العالم عاوز كدة،وان الاشتراكية من مخلفات الماضي،وان العولمة تعني الاستجابة لشروطهما.
وكلما قلنا أن الفقر نتيجة حتمية لسياسات البنك والصندوق،رد علينا هؤلاء بأن المنح قادمة،والقروش جاية،ولكنها لا تأتي الا يوم القيامة العصر.
وانظر للحال الاقتصادي الراهن،لتعرف ماذا فعل بنا الصندوق وزبانيته بالداخل.
لقد قيل ان رفع الدعم عن المحروقات لن يزيد التضخم،وان تأثيره قليل على تكاليف الانتاج،وان الاقتصاد سيزدهر لأن الدعم سبب البلاوي.. فماذا كانت النتيجة ؟ ارتفعت اسعار المواصلات بالخرطوم بنسبة ٤٠٠٪،وكذا السلع الضرورية التي وصلت بعض الزيادات فيها الى ١٠٠٠٪،وهل انتهت صفوف البنزين ؟ لا بل زادت طولا ..وهكذا دخل الاقتصاد فيما يسمى دوامة التضخم،أي الشيمة التي تبلع الفقراء ومحدودي الدخل ..فتسكنهم المقابر .
وقل لي هل هبط سعر الدولار ؟ أقل لك اسأل أهل الآلية الاقتصادية،وحكاية تصدير الذهب والدفع المقدم .
وقل لي إلى أين يتجه الاقتصاد؟أقل لك إلى مثواه الأخير إن لم يتم تدارك الأمر .
وكلما بعدنا عن الصندوق،كلما خرج الاقتصاد من المشرحة الى عنبر النقاهة .
والحل في الداخل،وليس في الديون الخارجية.
عندما كانت الانقاذ المبادة تشحد الصندوق بعد انفصال الجنوب،قال لي عبد الرؤوف العربي أن (شوال)الويكة سيصل الى مليون جنيه ..(بالجنيه القديم)،وكانت ويكة الخلاء من تخصصات أبو عبده،فصدقت نبوءته،وطار سعر الويكة بعد ذلك لارقام فلكية،وأصبحت طعام الأثرياء.. يتفنكهون بالكسرة وام رقيقة في مناسباتهم الفارهة كالتحلية بعد صحن المشويات.
عندما تبيع بيتك الكائن في ضواحي الكلاكلة،بناء على نصيحة سمسار حرامي ،لتؤجر شقة في قاردن ستي،فستكتشف بعد حين أنك غير قادر حتى على دفع الايجار الشهري .وستطرد إلى الشارع بأمر المحكمة، وستصبح متشردا .
هذا ما يفعله الصندوق الدولي بشعوب العالم،ولكن ثورة ديسمبر لا تزال مستمرة ..ولن نقع في الفخ مرتين ..وهذه العبارة موجهة إلى من يهمهم الأمر …والسلام .
وأي كوز مالو ؟
