آخر الأخبار
The news is by your side.

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية (1)

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية (1)

بقلم: محمد خير

لا شك ان العالم الان يمضى نحو تكتلات اقليمية ودولية؛ من اجل انجاز اهداف شعوبها وحماية مصالحها لذا تنشأ احيانا بعض التقاطعات في المصالح الدولية؛ مما ينتج عنها احتكاكات تختلف مع حجم الموثر.

ربما يتعدي التناحر المرن الي استخدام القوة المفرطة من اجل ايقاف خطر تهديد مصالحها ايا كان نوعها، وبالرغم من ان العلومة قد اجبرت الكثير من المفاهيم ان تتراجع سوا كانت مفاهيم الهيمنة والوصالية وسيطرة القطب الواحد، حيث أنها فرضت واقع جديد لابد التعامل معها.

لذا كان لابد من ايجاد توليفة سياسية تتماشي مع هذا الطرح لذلك نشات دوائر سياسية واجتماعية قوية في ما بعض سمي بمنظمات المجتمع المدني، حيث تبنت قضية الديمقراطية والضغط علي الانطمة من خلال هذه المطلوبات، وهذه الدوائر لها مراكز قوة مهيمنة علي قرارها.

وبالطبع معظم دول العالم الثالث هي شمولية الإدارة والنخب الذين يتولون امر السياسة فيها لا يرغبون في الاصلاح مطلقا لذا يجدون انفسهم مضطرين للتعامل مع الدول العظمي لارضائها، وتجدهم يقدمون تنازلات كبيره من اجل بقائهم والاستمرار في انتهاك حقوق شعوبهم والتي تتمثل قي غياب التنمية المتوازنة ومصادرة الحريات وانتشار الفقر والجهل وهما بيئتان يمكن ان تحتضن جميع انواع التخلف مما يسهل قيادتهم وتوجيههم حسب رغبة النخب، وهم مدريكين تماما بمسؤلياتهم تجاه شعوبهم لكنهم لا يكترثون لها.

وهذا نوع من انواع التخلف والارتداد ويمكن ان نسميها بالرجعية الجديدة والغريبة يعيشون في عصر متقدم بينما يختارون لشعبهم التخلف والانحطاط، وهذا النوع من المجتمع هو مجتمع بدائي و مثالي في نفس الوقت ودائما لم يكن موفقا في اختيار الصواب لذا تتكاثر المشكلات وتتعقد بشكل مستمر وهذا يؤدي الي صعوبة مواجهة التحديات واحداث التغيير ايا كان نوعها سواء كانت بالعقليات والعده القديمة او الحديثة.

اذا لافكاك من تغيير المفاهيم والمعايير ونمط التفكيير البدائي وهذا لايتأتي الا عن طريق التدريب وممارسة عقلانية جديدة، بان لا مجال للتفكير الاحادي علي جميع الشعب ان يفكر بشكل مستقل من اجل نهضة وتطوير وطنه وان تطرأ تغييرات شاملة في نمط التفكير بان يتم كسر قلق الحتميات والضروريات، وان تتجه نحو الخلق والابداع المستمر للواقع واعمال المقدرات العقلية في التمييز بين الاشياء.

لذا ينتج هذا الاتجاه الخروج من عقلية الثبات والمحافظة التي تأسس للتراجع والتبعية والمضي قدما صوب الابتكار والتحديث وديناميكية التحول لان من يدرك اهمية التغيير يستطيع ان يواجه المتغيرات ويشارك في صناعة العالم وادارة التحولات .

ان فكرة الاصلاح دائما تتصدر اولويات المجتمعات التي تعيش انظمة متردية سياسيا علي النقيض من الدول المتقدمه فهي تحدث انظمتها بشكل مستمر وبشكل تلقائي.

اذا لابد للذين يطالبون بالتغيير او الاصلاح ان ياخذوا بعين الاعتبار المعطيات التي يعيشها العالم وما تفرضه من تحديات وخاصة العالم تجاوز العصر الراسمالي الصناعي وعصر الحداثة والدولة القومية والديمقراطية، والنخب الثقافية نحو عالم جديد بمشهد جديد ومعالم واليات وفعاليات جديدة.

كما تشهد لها اللغة الرقمية واقتصاديات المعرفة والهويات الهجينة والمهام المتعددة والانظمة المفتوحة حيث حققت اقصى درجات التطور ولكن للاسف العالم الثالث لازالت اولوياتها الديمقراطية، ورفع المستوي المعيشي للمحتمع والامن ومحاولة معالجة الاوضاع الاقتصادية وسط انظمة فاسدة مستبدة.

ويتضح جليا ان لامجال للشعون سوي ان تتحرر من الاستعمار الداخلي وليس الخارجي لان الاستعمار الداخلي تاثيراته اكبر لما تحدثه من فوراق اجتماعية طبقية، وغبن اجتماعي بين مكونات المجتمع الواحد والفساد هو مفتاح الانحطاط الاخلاقي حيث تتداعي كل انواع اللاخلاق وراء لفظ الفساد.

ويمكن ان تهدر موارد عشرة دول فقط لوجود نظام واحد فاسد ومهما تتوفر من موارد لا محاله سوف تنهار لسوء الاستخدام وعدم تطوير القطاعات.

ولان الاصلاح لا تقوم به نخبة اوقلة كما انه ليس تطبيق للنظريات وانما هي حصيلة لمجمل جهود المنخرطين فيه والكل يؤثر في وسطه او داخل مجتمعه بان تكون ثورة معرفية وتنويرية بمآلات التغيير والاصلاح.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.