آخر الأخبار
The news is by your side.

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية-2-

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية-2-

بقلم: محمد خير

ما نشهده من عمليات اصلاح معطوبة لاسباب منهجية وقعت فيها النخب بان جعلو المجتمعات اداة فقط، ليست فاعله اصيلة في عمليات التغيير او الاصلاح لذلك اصبحت قضية الاصلاح والديمقراطية مشحونة بدوافع ايديلوجية ويجري الدفاع عن الانظمة بعقلية طوباوية ومنهج عقيم لا يصلح الا لتدهور وتردي المجتمعات.

لذا عندما يصبح المجتمع فاعلا اساسيا وله حق اصيل في اي عملية تغيير او اصلاح وهذا المفهوم يزعزع منظومة النخبة التي تمارس التضليل والوصايا علي الشعوب.

لا احد يملك الحق المطلق في ادارة الشؤون العامة والقضايا المصيرية دون الاخرين وهنا يتحقق مفهوم الديمقراطية، والتي تعترف بالتعددية ويستبعد مفهوم المطابقة والانفرادية او الاحادية في اتخاذ القرارات وادارة الدولة، وكما ان التعددية تعني الاعتراف بكون الاخر مختلف ولكنه مساوي من حيث الحقوق والواجبات، والاعتراف لا يقوم فقط علي الاقرار بحقوق الاخرين السياسية والاجتماعية، وانما تطبيقا وعملا وفق مسودات الدستور الذي تقره هذه الشعوب والتي ستكون المرآة التي يستشف الجميع اوجههم من خلالها. وهذا قطعا يأسس للتعايش السلمي واندماج المجتمعات مع بعضها في اطار sociopolitc.

تتضامن الشعوب من اجل مكتسباتها ومكتسبات اوطانها وتتوحد من اجل مصالح الاجيال القادمة ‘وثورة السود في امريكيا الشمالية مرت بتلك المراحل الصعبة، من النضال السياسي والاجتماعي من اجل حقوقها التي اقرها الدستور، والتي لم تنزل حيز التنفيذ لذلك قاد السود ثورة شعبية تضامن فيها كل مجتمع السود الا قليل منهم الذين يعيشون في ترف حسب زعمهم.

لذلك يسعون لابقا الوضعية المأزومة فقط لانهم مستفيدين لكن القس مارتن لوثر كنج قاد عملية التنوير وسط اتباع الكنيسة التي ينتمي، لها ومن ثم اصبح ينجذب له كل السود في امريكا وكذلك مالكم اكس المسلم ايضا فعل ما فعله كنج لينصب جهدهم كله في نتفيذ الوعود التي قطعها ابرهام لونكولن لتحرير السود ‘ تضامن الشعوب السودا وراء مطلبهم العظيم
imancipatio proclimation. كما شاركهم بعض البيض الذين يومنون بالمساواة والحقوق الاجتماعية والسياسية وكان نضالهم في غاية التحضر والسلام وارفع معاني التسامح .

ولكن كان لـ مالكم اكس وجة نظر مختلفة حيث كان يدعو الي ممارسة العنف في مواجه الحكومة الامريكية من اجل انتزاع حقوقهم، وكانوا قد عملوا وسط مجتمعاتهم بتفاني وجد وكان قدرهم ان تقتالهم ايادي المتطرفين المحافظين البيض من من يدعون الطوباوية في المجتمع الامريكي.

ولاحقا تحققت مطالبهم وامنياتهم التي كانوا يصبو لها وتوج في العام 2008 اوباما كاول رئيس اسود بانتخابات حكم لدورتين دون ان يمل منه الشعب الامريكي.

كما ايضا نتطرق لنموزج داعية الاصلاح نيلسون مانديلا حيث كان نضالهم في جنوب افريقيا ضد نظام الابرتايد نخبوي لحد ما ورغم الاستبداد والاستغلال الذي مارسه نظام الابرتايد الا ان حجم الاحتجاجات كانت ضئيلة مقارنة بكمية الشعب الذي ظل يعاني حرمان تام عن حقوقه الاساسية.

ولكن بكفاح مانديلا ورفاقه لفترات طويلة والعصيان المدني والسجون التي لم تكسر شوكة المطالبة بالاصلاح، استطاع مانديلا ان يحقق مطالب شعبه واصبح رئيس لدورة واحده ومن ثم تنحي بالرغم من مطالبة الشعب ببقائه، الا انه رفض ذلك ليخلف نظام ديموقراطي تعددي واصبح من اميز الانظمة الموجودة الان علي مستوي افريقيا وهذا ما اخفق فيه الكثير من الحكام الافارقة ودعاة التغيير.

اذا رجعنا الي التواريخ السياسية للدول العظمي نجدها مرت بازمات حادة جدا ولكنها تجاوزتها الي الابد، فلماذا يصر النخب في العالم الثالث علي التنكيل بشعوبهم وممارسة ابشع انواع الحرمان التي كان يخشي المستعمر ممارستها.

اولم يكن اجدر بالشعوب ان تحكم انفسها وتطور قدراتها المعرفية والصناعية لمقابلة الاحتياجات اليومية، التي اصبحت تتزايد بشكل مريع مما يتطلب عقول مبدعة تستطيع ان تخلق من المطالب الزائده.

اسواق تستوعب الانتاج والضخ التكنولوجي و صناعة العمل لتوطين الصناعات الخفيفة والثقيلة وحل مشكلة البطالة وسط الشباب، وكل هذا ممكنا لان افريقيا فيها من الموارد الطبيعية ما يكفي لان تكون القارة الاولي علي مستوي الارض، في صناعة التكنولوجيا لوجود كميات كبيرة من المعادن النفيسة التي تدخل في الكثير من الصناعات الخفيفة والثقيلة، فضلا عن وجود المراعي الطبيعية والكم الهائل للثروة الحيوانية التي تكفيها حوجتها من الالبان ومشتقاتها وتصدرها للعالم وكذلك المنتجات الزراعية ولكن للاسف تستورد لبن من هولندا والقمح من كندا واستراليا سنويا بليمارات الدولارات.

ببساطة لان النخب السياسية  فاشلة وليست لها اجندة واضحة في كيف تسمو بشعوبها واوطانها بقدر ما لها اجندة واضحة في عمليات النصب والفساد لكي تسمو بنفسها عاليا على شعوبها، ليشيدوا البنايات الشاهقة وامتلاك الارصدة البنكية في دول مستقره سياسيا سواء كانت في شرق اسيا او اروبا وغيرها من الدول المتقدمة، بينما الشعب يعاني الامرين.

الم يكن من الاجدي ان يأسسوا لانظمة او دول مستقرة سياسيا، وحتما عندما تستقر الدولة سياسيا فبالطبع هنالك متلازمات للاستقرار وهي:

التعافي الاقتصادي والسياحة والاستثمار وحتي مشاريع التنمية تنفذ في وقت وجيز وتكون هنالك حركة مستقرة  للصادر والوارد.

فلماذا لا تفرضوا الاستقرار لاوطانكم وانتم من تقودون زمام الادارة السياسية والعسكرية علي الارض؟

لذا يكمن سر غباء النخب السياسية وفشلها في العالم الثالث ليس لها ثقة في قدراتها وتحتقر مجتمعاتها وتجعلها مطية للاستنزاف والعبودية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.