آخر الأخبار
The news is by your side.

الى حمدوك مع التحية ( ساقاتل اخطاءك معك .. ولن اقاتلك من اجل اخطاءك )

الى حمدوك مع التحية ( ساقاتل اخطاءك معك .. ولن اقاتلك من اجل اخطاءك )

بقلم: هشام عباس

هل كان السودان فى حاجة لثورة شعبية ؟؟ الاجابة ببساطة نعم ,, ليس فقط لطبيعة النظام

الدكتاتورى العسكري الامنى الاجرامي الذي كان يحكم السودان وليس فقط لكم المظالم

والتوحش الذى عاشه المواطن طوال تلك الاعوام وليس بسبب الفشل والانهيار الذي دفعنا ولا

زلنا ندفع ثمنه غاليا الى الان لكن الاهم من ذلك الثورة كانت ضرورة لان كل سبل الحل وامل

الخروج من تلك الحفرة سدت امام الناس بسبب نظام ربط مصيره بكرسى الحكم وكان يستخدم

السلطة كوسيلة لحماية نفسه من المحاسبة واتخذ الشعب رهينة لذلك .

ولكن ,, هل الثورة فى حد ذاتها غاية ام وسيلة ؟؟

من الخطر جدا فهم الثورة كغاية وادمانها كحالة مزاجية لانها حينها ستتحول ببساطة من نعمة

الى نقمة ومن اداة انقاذ الى اداة اغراق لان الثورة فى طبيعتها حراك شعبي يصعب التحكم فيه

متى ما خرج عن مساره … الثورة وسيلة من وسائل التغيير لكنها ليست الوسيلة الوحيدة ولا

هى اهم وسيلة هناك ماهو اهم لكنها تبقى اهم وسيلة حين تنسد الافق وتقفل الابواب ولا

يكون هناك خيار اخر غيرها .

لم يكن امامنا خيار او اى وسيلة اخرى فى مواجهة النظام السابق الا خيار الثورة لان كل الطرق

جربت معه ولم يصلح ,, ونجحنا فى اسقاط نظام كان عائق امام اى تحول او تغيير حقيقي فى

السودان …

هنا تنتهى مهمة الثورة كحراك شعبي لتغيير العائق امام الاصلاح والتغيير (مرحلة اسقاط

الدكتاتور ونظامه ) لكن هذا لا يعنى نهاية الثورة بل تاتى اهم مراحل الثورة . وهى عملية تحويل

الثورة نفسها من حراك شعبي الى حراك سياسي وهذا ما نعانى منه حتى اليوم .

سقوط نظام دكتاتورى مثل لدغة ثعبان ..قد تقتل الثعبان الذى لدغك لكن المؤكد انه سيترك جزء

من اسنانه فى جسدك ..لدينا الكثير من اسنان الثعبان فى جسد هذا الوطن ويحتاج لمعالجات

حقيقية وجادة .

هذه المعالجات اصلاحهها يحتاج الى عملية سياسية شاملة تبدا من مفهوم الحكم واولويات

الحكومة وتوسيع المشاركة وهو ما نعنيه بتحويل الثورة الى حراك سياسي وتطبيق المفهوم

الاساسي للثورة كاداة ووسيلة للاصلاح والتغيير وليس كغاية ومزاج وعادة تدمر كل المكتسبات

التى تحققت لان استمرارية الثورة كحراك شعبي يسهل استغلاله ويسهل تحويره فتتحول الى

نقمة .

حاليا هناك من يحاول استغلال حالة الانسداد فى المسار الثوري وحالة الغضب الموجودة عند

البعض لعدم تحقيق بعض المطالب وفى الغالب ستلاحظ ان اكثر من يتحركون فى هذا الاتجاه

هم يتامى النظام السابق ومراكيبهم من اللايفاتية وعديمى الذمم ورغم فشلهم الكبير فى

تحريك شعرة على الارض رغم المحاولات المتكررة لاستنساخ حراك شعبي يتحول الى ثورة

لكن البعض اصبح ينجر لهذا المخطط دون بصيرة ولا تبصر .

نحن حاليا امام فترة مؤقتة وليست دائمة وامام حكومة مهام محددة وليس نظام يحكم ونملك

الحق فى المطالبة وحرية الانتقاد وايصال رأينا ولسنا فى حالة كبت واعتقال وتعذيب وحرمان

من ابسط حقوقنا ..تبقى امامنا معرفة كيفية استغلال هذه الادوات للاصلاح والمعالجة بدلا من

هدم كل المكتسبات ويجب ان نفكر فى كيف سنبنى نظامنا الديمقراطي وكيف سنحكم انفسنا

ومن سياتى بعد هذه الفترة المؤقتة وليس هدم المعبد على رؤوسنا وتحقيق غايات اليتامى

والمراكيب لجرنا الى المجهول وربما نظام عسكرى دكتاتورى جديد .

هل هذا يعنى الصبر على الفشل فى بعض المجالات والبطء فى تحقيق بعض المطالب ؟

الاجابة ببساطة لا … لكن الاهم كيف نقوم بذلك بدون ان نقع فى فخ هدم المكتسبات التي

تحققت . حراك سياسي وليس غوغائي ووسائل ضغط ومحاسبة ومطالبة بتغيير الاداء لاكمال

النواقص حتى ولو احتجنا وقتا لذلك .

اقول هذا ليس لظنى ان محاولات اليتامى والمراكيب ستنجح فانا على يقين ان الشعب

السودانى فهم اللعبة لكن اقول هذا لانبه ان طاقة الغضب والمزاج الثورى يجب ان تستغل فى

الاتجاه الصحيح وتحويلها الى حراك سياسي هو الذي سيقود الى التغيير المنشود .

لذلك قاعدتى وقناعتى التي تحركني في التعامل مع حمدوك وحكومته هى :

( ساقاتل اخطاءك معك .. ولن اقاتلك من اجل اخطاءك )

وهي دعوتي لكل الشباب والثوار تعالوا لنقاتل الاخطاء معا ولا نتقاتل من اجل الاخطاء اما

اليتامي والمراكيب فصراخكم لا يهمنى بكل بساطة فانا اتعامل بمبدأ ان صراخكم نغمة محببة

الى نفسي تماما مثل استمتاعي باغنيات وردي .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.