آخر الأخبار
The news is by your side.

الوظيفة العامة… هل لا زالت جميلة ومستحيلة ؟

الوظيفة العامة… هل لا زالت جميلة ومستحيلة ؟
الخرطوم: سودان بوست
تقرير سامي سمري

ظلت وظائف الخدمة المدنية (صعيبة) المنال لأبناء الشعب السوداني من غير الموالين للنظام ابان حكم الانقاذ طيلة الثلاثين عاما ، ورغم ان كثير من الوظائف كانت تعلن في الصحف ووسائل الاعلام وتجرى لها المعاينات ، إلا انها كانت في غالبها معاينات وهمية، ولمعظم المتقدمين لوظائف الخدمة المدنية قصص وحكايات بعضها يضحك ويثير الدهشة وبعضها الاخر مؤلم للغاية ويشيب له الولدان.

بعد سقوط الانقاذ، ورفع العدالة شعارا ، تفائل الناس خيرا خاصة الشباب الذين يتنظرون فرص التعيين لتبدأ حياتهم التي اوقفتها الانقاذ سنين عددا وكادت ان تدمرها ؛ إلا ان الشروط لكثير من الوظائف بقيت على حالها ، خاصة الوظائف المتوسطة وبعض الوظائف العسكرية.

وقبل أسابيع قليلة نشر جهاز الأمن إعلان عن حوجته تعيين ضباط من حملة الشهادات الجامعية ، يشترط فيه على المتقدمين حصولهم على معدل امتياز أو جيد جدا على أقل تقدير ، وان يكون المتقدم خريج الاعوام الاربع الأخيرة وأن لا يتجاوز عمر المتقدم الخامسة والعشرين ربيعا.

اعلان قوبل بالسخط والسخرية من قبل (جيش) الخرجيين الذين بدأوا تنظميم انفسهم في كيان اسموه (تجمع الخريجين السودانيين ) ، والذي سير موكبا قبل أيام لمكتب رئاسة الوزراء وسلم مذكرة طالب فيها بأسقاط الشروط التعجزية (حسب وصفه) وامهل رئاسة الوزراء ايام للرد على المذكرة.

تجمع الخرجين هذا فتح النقاش على مصرعيه أمام مشكلات التوظيف في الخدمة المدنية وغير المدنية ، وابتدر الحديث عن كثير من العقبات والتمييز في التعينات والتوظيف في كافة القطاعات، ولعل قادم الأيام سيشهدا حركة اكثر تنظيما خاصة مع رفع الحظر وانتظار الكثيرين لفتح فرص التوظيف من قبل حكومة الثورة التي تعيش في سبات عميق.

هذا ويرى متابعون ان الخدمة المدنية ، جهاز المخابرات العامة ، الشرطة السودانية والدعم السريع ، كل هذه الاجهزة والجهات ، يجب ان تفتح فرص لتعيين الشباب حسب مؤهلاتهم وبعدالة تراعي فيها اهدار الانقاذ لاعمار هؤلاء الشباب ؛ سيما وان هولاء الشباب هم الذين تقدموا صفوف الثورة وانجزو هذا التغيير وبالتالي هم الاحرص على حراسة هذه الثورة ، لذلك يجب الاستفادة من طاقاتهم في أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية بدلا من اهدارها في كيانات وتنظيمات هلامية بأسم الثورة تتلاشى تدرجيا او تصبح مثلها مثل اللجان الشعبية القديمة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.