آخر الأخبار
The news is by your side.

الهتافات العنصرية ضد ابراهيم الشيخ .. بقلم: بشرى احمد علي

الهتافات العنصرية ضد ابراهيم الشيخ .. بقلم: بشرى احمد علي

الرجل وصل إلى أرض الاحتفال مسالماً ويحمل النوايا الحسنة ، وفي حياته لم يرتدي الزي العسكري او شارك سواء معنوياً او مادياً في كل الحروب التي اشعلتها الإنقاذ، كنت أتفهم لو كانت هذه الكراهية موجهة ضد حميدتي والذي دخل الي الدولة السودانية من بوابة معركة قوز دنقو ضد الحركات المسلحة، وهو الانتصار الوحيد الذي كسبه في حياته ، أو ضد الفريق برهان والذي كان أحد مهندسي الابادة الجماعية في دارفور، ولكن الهتافات العنصرية كانت موجهة ضد الاستاذ ابراهيم الشيخ الرجل السياسي الذي اشتهر بحلوله الوسطية ومواقفه المتوازنة حتى مع أشد خصومه .
ربما تكون الهتافات ضد ابراهيم الشيخ عنصرية بامتياز حيث تم النظر اليه كدخيل تسلل الي حفلة خاصة لم تتم دعوته إليها ، وما يؤيد ذلك النشاط المريب في صفحات التواصل الاجتماعي والدعوات لتطهير البلاد من ابناء الشمال النيلي بحكم انهم قد تنعموا بالامتيازات على حساب مواطن الهامش.
وربما يكون السبب أيضاً تحريض المجلس العسكري على قوى الحرية والتغيير، فهناك تخوف من التحول للحكم المدني و تحقيق مطالب العدالة، وربما يكون الفريق القادم من جوبا هو فريق اغتيال للتخلص من الحكم المدني الي الأبد ، فيكون حكم السودان دولة بين برهان وحميدتي وفصائل جوبا، وهذا نوع من الشراكة انتهجه نظام المخلوع البشير في التفاوض وله سجل في التعامل مع كل الذين رقصوا اليوم على مخلفات البشير في الساحة الخضراء ، وسوف يكون الهرم المؤسسي المتوقع في الدولة هو الفريق برهان رئيساً وحميدتي نائباً اما الرجل الثالث سوف يكون بالتناوب بين فريق جوبا.
خطورة هذا المسعى انه أهمل مطالب النازحين والضحايا في الحروب في مناطق الهامش ، وسار فرقاء – كما كان يفعل البشير – على شيطنة عبد الواحد وتكفير عبد العزيز الحلو…
لكن القارب الممتلئ بالركاب سوف يغرق الجميع، فاتفاق لوردات الحرب افشل مساعي السلام في الصومال، كما أنه جعل من أفغانستان هارفارد الجماعات الإرهابية في العالم ، ولم يفعل الشركاء اليوم سوى نقل مربعات الحرب من الأطراف الي الخرطوم، وهي استنساخ لنظرية (الكماشة) التي أطلقها عبد الرحيم محمد حسين عندما هاجمت حركة العدل والمساواة الخرطوم، حيث أكد ان مواجهة الحركة في الخرطوم افضل من مواجهتها وهي تتقدم في الطريق، وخيط النهاية يقودنا الي نبوءة الفريق حميدتي عندما رسم سيناريو الحرب المتوقعة و كيف يمكن أن تتحول العمارات (السمحة) الي بيوت تسكنها القطط والكلاب الضآلة اذا دوّرت الذخيرة في الخرطوم، ولذلك احتاطت مصر واختارت مروى لتكون (سيغون) السودانية اذا ساءت الأوضاع الأمنية في الخرطوم، مصر قامت بإنشاء buffer zone في الشمالية وهي تعمل تحت ستار المناورات العسكرية مع السودان، وقادة المجلس العسكري المدفوعين بحب السلطة والهروب من العقاب انحصر تفكيرهم في حماية أنفسهم فقط وسلموا السودان ووضعوا إمكانياته تحت تصرف مصر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.