آخر الأخبار
The news is by your side.

الهبوط الخشن !! .. أطياف .. بقلم:  صباح محمد الحسن

الهبوط الخشن !! .. أطياف .. بقلم:  صباح محمد الحسن

في نوفمبر من العام ٢٠١٩م دعا حزب الرئيس المخلوع إلى تنظيم مؤتمر مصالحة وطنية شاملة يضم الجميع بلا استثناء، جاء ذلك في تدوينة لرئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم غندور، بصفحته الرسمية على موقع فيسبوك، لاقت هذه التدوينة رفضاً كبيراً واعتبرها البعض واحدة من الاحلام التي تراود غندور في يقظته، ووصفوها بأنها عصية على التحقيق.

بالرغم من انها كانت واحدة من الخطط التي تدرس بعناية، ووضعت طبختها على نار هادئة داخل المطبخ الذي كانت تصنع فيه كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الثورة ومازالت، وصمت غندور حيناً من الدهر ، وتبنى دور التنفيذ شخصيات من النظام المخلوع اؤلئك الذين يمثلونه داخل الحكومة الانتقالية حتى تستوي الطبخة على نار هادئة، بأيادي اكثر مهارة في الطبخ السيئ من غندور ، وبدأت ثورة الهبوط الناعم الصامتة عبر زمرة من العساكر وبقايا الفلول والنطيحة والمتردية من قحت وإعلامهم وأصحاب المصالح الذين يريدون ان تستمر ( موائدهم )، فاليذهب البشير الى الجحيم المهم ان يواصلوا المسير ، وليس مهماً لو جاء ذلك غصباً عن الشعب او وفقاً لمشاعر الرضا عنده.

وتمت عملية السلام التي ماوجدت الدعم الا من الثورة وأنصارها الذين اعتبروا ان السلام هو عصب التغيير وعمود التنمية والأساس المتين لبناء وطن شامخ يسع الجميع دون تفرقة سياسية او عنصرية او مناطقية، بالمقابل كان المعتدلين منهم يعملون جاهدين لإجهاض عملية السلام وكالوا السب والشتائم على طرفي الاتفاق، ناهضهم انصار الثورة وصفقوا للسلام ورحبوا به وبقادته، ولكن ماذا فعل رجال السلام، جاءوا ليحققوا احلام غندور ويحولوها من أشواق السوشيال ميديا الى واقع ملموس تحت مسمى المصالحة الوطنية وقبول المعتدلين من الإسلامين، وبدأت بعد السلام مرحلة الهبوط الخشن (الجرئ) الذي يوهم أصحابه انفسهم انهم بعد ان ( دخلوا الخرطوم ) يمكن ان يزعجوا الناس بمثل هكذا رسائل.

اولها تصريح رئيس الجبهة الثورية الذي قال انا مع المصالحة الوطنية بما فيهم الإسلامين، ودعا بعدها رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي إلى وجوب ازاحة قوى الحرية والتغيير كحاضنة سياسية ليس لفشل قحت ولكن حتى يتسع المجال للمعتدلين من حزبه القديم، ليضحكك نبيل اديب الذي يكمل منظومة الاتفاق للانقضاض على الثورة من عدة اتجاهات بعد ان فشل في مهمته الأساسية او التي عين فيها ليفشل، فخرج ليخبرنا عن ضرورة حل لجنة التفكيك وبعده يأتي حزب الأمة بالمطالبة ايضاً بحل اللجنة ( ادوار محفوظة ).

فكل هذه التصريحات التي خرجت من قادة الجبهة الثورية مبكرة تعبر عن نفسية وشخصية أرعبتها الانقاذ وإذاقتها الويل لذلك لن تنوم في الخرطوم بسلام دون ان يراودها وجه الانقاذ (المُر عب ) الذي قتل الألاف من اهلهم في دارفور وشرد نسائهم وأطفالهم وحرق قراهم، وهزمهم في امدرمان وقتل قائدهم وردّهم خائبين، لهذا كله لم يمتلكوا الشجاعة لاستيعاب وفهم ( قصة حكم ) بلا الاسلاميين واتباعهم ، كحكاية مرّوعة ومخيفة عاشها طفل في صغره فأخلت بسلوكه النفسي فظلت تلاحقه في الكبر ، فالثورة رغم انها منحتهم كل الذي تحقق ان ذكروه او أنكروه، لكن لن تستطيع ان تمنحهم الثقة في انفسهم ان كانوا يفتقدونها في دواخلهم.

فتصريحات قادة الجبهة الثورية قبل جلوسهم في مقاعدهم باحتواء الإسلاميين، وقفز قادتهم على (قبور) شهداء الثورة، والوقوع في حضن أسرة شيخهم الراحل رحمه الله هو اكبر دليل على عدم معرفتهم بالثورة، وماحققته من هزيمة للاسلامين، وان تأثيرهم على المشهد السياسي اصبح صفراً ، لكن ان كانوا لم يعرفوا الثورة ولم يستنشقوا عبيرها و نسائمها فكيف لهم ان يستمدوا منها القوة ؟

والمعتدلون وما ادراك ماهم، إن قبلنا بهم وبمصالحتهم فمن هم ؟ وماهي مواصفات المعتدل، فالمعتدل يجب ان يكون شخصا شارك في حكم البشير لكنه اعترض على الحرب على دارفور ولم يمارس الصمت على الجرائم ضد الإنسانية، وان يكون له موقفا واضحاً وبينا من حملات الإبادة والتشريد ، ثانياً ان يكون قدم استقالته من منصبه تضامناً مع اهل دارفور بصفة خاصة وأهل السودان بصفة عامه، لكل الذي طالهم من ظلم وتعدي، ثالثاً ان يكون المعتدل ساهم في كشف الفساد وبلغ عن وزراء ونافذين في الحكومة اثناء حكم المخلوع ورفع يده بيضاء.

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.