آخر الأخبار
The news is by your side.

النفخ في النار بقلم: سمائل النور

حادثة تحرش بسيدة في منطقة الدندر، لم تأخذ مسارها الطبيعي والذي هو القانون ليأخذ كل ذي حق حقه، سرعان ما انفجرت المنطقة بأكملها وتعطلت الحياة وأُغلق السوق، حادثة تحرش تقود إلى اشتباكات دموية وسقوط قتيل ومصابين، ثم تتجدد الاشتباكات، وتتجدد الإصابات وأنباء عن سقوط المزيد من القتلى.
حوادث التحرش تحدث كثيراً في السودان وغيره، مسارها الطبيعي أن يتجه الطرفان إلى القانون وأحياناً تأخذ الفتاة حقها في لحظته وتمضي لكن ولأن العنف بات سمة من سمات المجتمع تحولت حادثة التحرش في الدندر إلى فوضى ودماء فليس مع الشرف صبر عند كثير من المجتمعات ولا صبر على القانون الذي يحفظ لكل الأطراف حقها.
الأنباء تشير إلى تجدد الاشتباكات في الدندر وربما تستمر، وهو أمر غاية في الخطورة، لأن هناك من يريد له الطابع القبلي. غياب السلطة في مثل هذه الحالات المحتقنة يعتبر مشاركة في الجريمة لأن الجريمة هنا تتعلق بالشرف ولا أحد يسمع ولا أحد يرى ولا أحد ينتظر، الحق يؤخذ باليد وكيفما اتفق.
منذ نهار أمس والمنطقة تغوص في فوضى ودماء مجانية بسبب حادثة تحرش.
والأسوأ من كل ذلك النفخ في نار القبيلة التي لن تنطفئ حتى بتدخل السلطة، وكأن هناك طرف يستثمر في هذا، بكل أسف نقلت عدد من وسائل الإعلام الحادثة باعتبارها قبلية بحتة، ولم تتوقف عند هذا بل سمت قبيلة المعتدي وقبيلة المعتدى عليها، بينما الأمر هو تحرش رجل بإمرأة وليس تحرش قبيلة بقبيلة.
مثل هذه القضايا شديدة الحساسية في مثل هذه المجتمعات، المسؤولية هنا تقع على الإعلام بالدرجة الأولى، ما الحاجة لذكر قبيلة المعتدي والمعتدى عليها، ما المكسب الذي يُمكن أن يتحقق من ذكر القبيلة ليس إلا صب المزيد من الزيت على النار.
القضية الآن اتجهت في مسار القانون، لكن المؤكد أن النار هناك لم ولن تنطفئ وسوف تحرق الأخضر واليابس إذا استمر نفخ النار هكذا بقصد أو بدونه.

يلزمنا الكثير في النشر الصحفي في مثل هذه القضايا وتقع المسؤولية الكبرى على الإعلام الذي إما حول الأمر إلى نار مشتعلة أو ساعد في إطفائها.. وحتى لا تسيل المزيد من الدماء ولا يتحول الأمر إلى حرب قبلية ينبغي التدخل العاجل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.