الملوك أبطال الليغا

الملوك أبطال الليغا
إعداد : الخير صالح عبدالله

كما أعتاد الجميع منه .. يعود مُحمُلاً بالعطايا ..ولايخيب ظناً ..متُجدداً لاتمله الألقاب .. ولاتغيب عنه الكؤوس .. كل الفرق تجتمع عليه مقصداً ..وتتفرق فيه صفة البطل ..إعتلوا هضبة التُوهج ..وفتحوا نوافذ الفرح من جديد ، ليهب نسمات الفخر في الديار ..في الأندلس وما حولها ..هم الأخيار ..أذاقوا خصومهم جُل أنواع الأسى ..وكأن الألقاب فصُلت لمقاساتهم بالضبط ..والبقية خارج نطاق الأحداث.

فخر الشموخ يتجلى بعلياءه ..زعيم التاريخ يصُدح بفنه ..شموع الفرح تبزغُ في الديار ..وإنين السرور يبلغ حناجر الأنصار .. هلا مدريد ..هلا مدريد ..هلا مدريد بفرسانه الأخيار ..تجليات الفرح والسرور ..بأقدام الكوكبة الذهبية التي بذلت الغالي والنفيس من آجل الكيان .

بإمكانك أن تقول بان شمس الليغا غابت آعوامًا عديدة لتُنير في بلاط الملوك ، لكن ستلمع حتمًا لتُضيئ جنبات الكؤوس الفاخرة . بروح التحدى والإصرار بإمكانك ان تُضيء عتبة طريق مُظلم – أيّا كانت شّدتهُ ، ودرجة تضحيتُه فهُناك دائمًا رجال فرسان يقبعون بعزيمة وإصرار لجعل المُستحيل مُمكنًا .

في خضم تلك الأحداث كانت البداية من ملعب الآسطورة الخالدة ” ألفريدو دي ستيفانو ” معقل الملوك . كان الجميع على موعد من عزف موسبقى جميلة وشيقة . الضيف ” فياريال ” ينتظر للصعود أكثر في مراكز الليغا – بينما ريال مدريد يحتاج إلى 3 نقاط فقط ليتوج بلقب الليغا الذي غابت زهاء 4 سنواتٍ من خزائن النادي التي تُعج بالآلقاب .

عقول كتيبة زين الدين زيدان مُنصبة نحو غاية واحدة ؛ الفوز فقط ..! أحذيتهم تضع أثر على العشب ، وطأت هنا وهُناك ، ولاتزال الأنظار ترى بعيونٍ مشدودة لما يسفر عنه لقاء الامس الصعب ، والآنصار يؤازرون الفريق خلف شاشاتهم البلورية ، يحدقون بقلق ماتُسفر عنه معركة الامس. وهُناك يقف العظيم زين الدين زيدان بعد عودة دون خسارة – يقف وقفة المُنتصر السعيد ، المتحدى الذي لاحدود لآحلامه .

كانت تمر الدقائق ، من على البعد لاح بريق كريم بنزيمة ، كفجر جديد بعد ظُلمة يدفعه شوق أقدامهُ لمعانقة شباك الضيف ، حينما أعد له موزرع الموسيقى اللحن بطريقة رائعة إنفرد الفرنسي وعزف المقطوعة للجميع – طار زين الدين زيدان فرحًا بهدف مواطنه الذي أتى في الدقيقة الـ 29 .

خشى الضيف من سُياط الملك الجبار وفشل في مُقارعته كليًا – في حين سعى رِجال زيدان لزيادة الغلة التهديفية ، واللقاء يسير بوتيرة مُسرعة للغاية ؛ ليستل القائد سيفه ويركض نحوى شباك الغواصات لكنه لم يصل إزاء إعاقته ليتحسب حكم اللقاء ركلة حزاء لصالح ريال مدريد نفذها كريم بنزيمه بنجاح رافدًا رصيده التهديفي إلى 22 هدف في الليغا .

نفض الغواصات غبار تكاسلهم ، وأبحروا نحو مرمي كوراتو ليقصلوا الفارق بهدف في الدقيقة الـ 82 بعد جملة رائعة . لتنقضي باقي الدقائق ، ويُغتسل عُشاق الميرنغي بماء حضور الليغا التي غابت عن الدِيار لفترة أربع سنوات.