آخر الأخبار
The news is by your side.

الملك يتزوج …والخارجة تحتفل !

الملك يتزوج …والخارجة تحتفل !

بقلم: د. عاطف معتمد

أصدر الباحث “عمرو بحر” بحثا رشيقا في حدود 100 صفحة عن وقائع جرت في عام 1938، وهو العام الذي تولى فيه “محمد بك أحمد أمين” مأمورية الواحات الخارجة.

والبحث عبارة عن قراءة وتحليل ما جاء في مذكرات شخصية لهذا المأمور عن فترة عمله في الواحات الخارجة بصحراء مصر الغربية.

نحصل من هذه المذكرات على معلومات طريفة وذات دلالة، من أهمها تطور التبعية الإدارية للواحات الخارجة في النصف الأول من القرن العشرين حتى تاريخ كتابة المذكرات، فضلا عن أعمال الطرق والمدقات التي تربط الخارجة بالداخلة وتربط كل منهما بأسيوط بعد أن تخلت بريطانيا عن خط السكة الحديد وحملت الحكومة المصرية نفقات تكلفته؛ كما يضم البحث بعض العادات والتقاليد التي جاءت في هذه المذكرات عن أهالي الواحات الخارجة وبساطة الحياة وبدائيتها في تلك الفترة المبكرة من التاريخ الحديث للمنطقة.

لكن أهم مشهد تضمه تلك المذكرات هو قيام المأمور بتنفيذ قرار القصر الملكي في القاهرة بالإشراف على ثلاثة أيام من احتفالات الواحات الخارجة بالزواج السعيد للملك فاروق على الملكة فريدة، مع نثر بعض الهدايا والعطايا للمواطنين احتفالا بهذه المناسبة.

سافر المأمور بإشراف من المحافظ إلى أسيوط في 19 يناير 1938 وأحضر معه من هناك فرقة موسيقية للاحتفال بزواج “الملك المحبوب”.

اتخذ المأمور من مدرسة الخارجة الابتدائية مقرا للاحتفال الموسيقى بزواج الملك، الذي تم تزامنا مع زفاف الملك السعيد في القاهرة يوم الخميس 20 يناير في القاهرة.

وفي اليوم التالي استمرت الخارجة تحتفل بالزواج السعيد فطافت الفرقة الموسيقية شوارع البلدة.

وفي فترة ما بعد العصر أقيم حفل شاي للمواطنين ابتهاجا بالمناسبة، ثم اختتم المهرجان في مساء يوم الجمعة بإقامة احتفال ديني تلى فيه شيخ المسجد الكبير القرآن الكريم في حضور المحافظ والمأمور والعمد وأعيان الخارجة وعدد من المواطنين.

وفي اليوم التالي عادت الفرقة الموسيقي إلى أسيوط وانتهت مراسم الاحتفال الذي دام ثلاثة أيام.

وبمجرد انتهاء الاحتفال تلقى المأمور تلغرافا بضرورة أن تقدم الخارجة والداخلة هدية ملكية بمناسبة الزفاف السعيد.

سافر المأمور إلى الداخلة لجمع المناسب من الهدية الواجب إرسالها إلى القاهرة باسم الواحات الخارجة والداخلة ابتهاجا بزواج الملك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.