آخر الأخبار
The news is by your side.

المعاناة والحياة … بقلم: غيث البطيخي

المعاناة والحياة … بقلم: غيث البطيخي

إن المعاناة هي جزء من هذه الحياة، ومن لم يدرك تلك الحقيقة عليه أن يراجع فهمه لذاته وفهمه للوعي البشري.

فبوجود هذا الوعي البشري الذي يقارن بين الأشياء (علمه البيان)؟ توجب وجود الزوجية والثنائية (خلق الأزواج كلها).

وبوجود الزوجية؟ تواجدت المتعة مع نقيضها من الألم، وتواجدت المعاناة مع نقيضتها من السعادة، وتواجد الشر كمقاومة للخير.

في قصة ابني آدم التي وجب عليك فهمها، قيل: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين”

وفي هذه معنى عميق جداً، معنى أشار إليه جوردن بيترسون في دراسته لهذه القصة… فالقربان هو تضحية يقدمها الإنسان للتقرب من الله، القربان أساسه فيه “التضحية” بشيء ما يحبه الإنسان في الدنيا قد ينسيه ما هو أهم وأعظم.

أم أنها كانت صدفة رؤية إبراهيم في منامه؟ وكأن الله يقول له لا تنسى أن الاولاد زينة الحياة الدنيا، ودع عنك ما تتعلق به نفسك، وعلى قلبك أن يصدق الرؤية.

وكلنا نعرف ظلم القاتل من بني آدم لنفسه، والذي بدلاً من أن يراجع سبب رفض قربانه ليفهم سبب تقصيره، جعل من نفسه ضحية، وسمح للحقد بدخول قلبه وقتل أخيه الذي يحبه.

لكن عبرة القصة الحقيقية تكمن في الإبن الذي تُقبّل قربانه لا من الآخر، إذ أنه قد أتم قربه الى الله بما قام به، لكنه فشل في فهم نقطة مهمة جداً.

تلك هي أنك قد تصل الى الله وتتقرب بتضحيات جمّة وعبادات شتى، لكنك لم تصل إلى حقيقة بأن دورك كان أكبر من تلك بدرجة، دورك اقتضى عليك بدرء السوء والشر الإنساني الذي طغى.

اي أنه لا يكفي في هذه الحياة تقليل المعاناة والتقرب من الله فحسب من عبادات وعمل، بل يجب العمل على مقاومة قوى الشر الإنساني الوجودي وقيادة العالم نحو الخير كله.

المغزى يكمن في اختيار يومي بأن تكون يا من تقرأ تلك القصة وهذه الرسالة بوصلة التغيير للخير في هذا العالم الذي قد طغى فيه أشرار عدة….

هو ذاته الشر الذي يعلمنا الله أن لا نكونه، الشر الذي علينا محاربته جميعاً.

“أنه من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

فهل فهمتها؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.