آخر الأخبار
The news is by your side.

المدينة العتيقة … بقلم: سامح ادورد سعدالله

المدينة العتيقة … بقلم: سامح ادورد سعدالله

هذا كل ما رأيته على مسرح الأحداث. هناك في عالم ليس من عالمنا, و لكنه الأقرب إلينا. وجدنا أشلاء الجثث تتناثر على طول الوادي القديم، حتى دخلنا إلى أسوار المدينة العتيقة وجدنا سوقا ضخما،  يجتمع فيه كل البشر من جميع أرجاء الأرض, جموع جاءت تشتري أو تعرض بضاعتها, كانت الناس أشكالا و ألوانا. أناس بوجوه زرقاء، وأخرى صفراء,  كما وجدنا أيضا بشرا ذوي وجوه صلبة وخشبية، ولم تخل أيضا من وجوه نحاسية, و كانت بضائعهم رائجة، تطلبها الشعوب في كل مكان.

في هذه البلدة لا تُغلَق الحوانيتُ أبدا.

  متى حل الظلام تحلق الهياكل البيضاء تنشر لهيب نار في صفحة السماء السوداء، وكتل صماء تدفع بقذائف تدمر جدران المكان.  و لهذه الأسباب راجت سوق الآلة والنخاسة.  فمنذ قديم الأزل  تنتعش سوق الآلة,  وتروج معها سوق النخاسة, وبالرغم من مرور العصور, وتبدل الأزمان إلا أن الحقد والشر كما هو.  ولم تختف أبدا هذه السوق …….

استكملنا السير بين شوارع المدينة الجميلة, رأينا خروج السباع والضباع من كل مكان وكأنها جيش يحيط كل حدود المكان والزمان.

هذه التجارة تلعب لعبتها القذرة في كل مكان على مر الزمان بأشكال مختلفة، وأبطال مختلفين. لعبة قذرة ليس لها عنوان،  تحركها على المسرح أشباح برؤوس

خضراء تدعى أنها حمامات سلام. ترسل زبدا و عسلا محملا بسمّ يقضي على أى كائن من كان.

ويقولون أنهم أصحاب الحق والفضل في هذا الزمان. أو كما يكذبون؛ حمامات سلام. وهناك جيوش عظيمة ترتدى بزات جميلة تحمل خناجر مسمومة، تكمل الفتك بالحملان،  تقسو وتذبح وترش  الدم بكل مكان.  

    وهناك أبرياء يلبسون مسوحا سوداء، وعلى جبينهم اختلط العرق بالدماء والطين، وأطرافهم بجوارهم على مرمى أبصارهم، لا يدركونها، فيشاهدونها تحترق باسمين. دمرت هذه الأسواقُ أحلامَ الصغار على أعتاب الحضارة والأنهار. فماذا جنت القلوب البيضاء؟ حتى دمرتها الأيادي السوداء في تلك الأسواق الغادرة ..

تكمل الأسواق رواجها حتى انفجرت كل أركان الأرض و انهارت أعمدة المكان. ثم نزلت نار  من السماء فأحرقت كل الأسواق.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.