آخر الأخبار
The news is by your side.

المثقف المستنير جاد المولى محمد عبدالله

المثقف المستنير جاد المولى محمد عبدالله

كتب: صديق الحلو

كنا اربعتنا نقرأ في مدرسة كوستي الأهلية الوسطى. نكتب القصص القصيرة وننشرها في صحف الرأي العام. السودان الجديد. الصحافة والايام.. كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي والايام زاهية واللحظات حبلى. والزمن جميل.

أحمد صباح الخير. محمد عبدالرحيم مصطفى. وجاد المولى محمد عبدالله. كلهم من الفشاشوية العامرة بأهلها. وحدي كنت من قلى…

كان استاذنا عيسي الحلو. الأخ الأكبر يحتفي بتلك المواهب اليافعة وينشر قصصهم. تجاربهم وتلك المحاولات. في ملفاته الثقافية. جاد المولى محمد عبدالله كان أميزنا. ذكاء حاد وموهبة لاتضاهي.وحلم يسع الكون كله. وهل تضم البنفسجة أوراقها؟

س. ساء. سين.

يالوجع هذه السينات. وجاد المولى لها. جاد ومثابر والنجاح كان دائماً حليفه.

الأرض قد نفت عنها ثوبها الصيفي. تلفعت خضرة زاهية. كنا نصور المجتمع ونحلم بالتغيير. جاد المولى محمد عبدالله مثقف عضوي مشتغل بالتعليم. درس بالفشاشوية وكوستي والاحفاد بأم درمان. ثم التحق بمعهد التربية بخت الرضا. وظف جاد المولى معارفه المتعددة وقراءته في خدمة مجتمعة وفي نشر القيم الإنسانية فكان موفقا وكان راقيا مهذبا وشفيف. وهو يدعو للحرية والعدالة والسلام. يعرف مجتمعه وملتزم برفع الوعي بجدارة. حتى يقوم الناس بالتغيير المطلوب للأفضل. فهو صاحب رسالة سامية.

جاد المولى محمد عبدالله شخصية استثنائية. درس التلاميذ في قلي والفشاشوية َ. وعمل بالتوجيه التربوي بمحلية قلي ثم مديرا للتعليم بكوستي. وواصل رسالته بإنشاء مدارس المنار الخاصة.. خدم مجتمعه واستخدم علمه وثقافته وخبرته في توعية الناس الي مستقبل أفضل وغد ارغد…

من سواها قادر أن يفعم القلب بالمسرات الصغيرة والكبيرة ويبعث الشعر فيك. كنا نحفظ قصص جاد المولى. واحمد صباح الخير. ومحمد عبدالرحيم مصطفى عن ظهر قلب.

هناك الكثير لنتعلمه من الماضي. والأماني كانت براقة والأمل كبير. كان يمكن لجاد المولى أن يكون علما في مجال السرد الروائي والقصصي ولكنه اثر التوقف. حين جزت ذاك الميدان غشتك سحابة من قلق خفيف

هواجس تذرو بهج كل الصباحات المتألقة الانداء والامسيات الدافئة المشاعر.

لم يواصل أحمد صباح الخير كتابة القصص رغم موهبته الكبيرة. وتوقف محمد عبدالرحيم مصطفى بعد أن كتب أعظم القصص… حكاية عشق مرفوض.

وسيم ولي قدرة اجتياز التحرر. اصادق الفتيات والمساواة. واستغرق جاد المولى محمد عبدالله في التربية والتعليم. وفقد السودان بذلك ثلاثة من كتاب السرد العظماء.

كان يمكن أن يكون لهم دوي هائل على مستوى العالم ويثروا المكتبة السودانية.

قال جاد المولى محمد عبدالله. فلتسقط روما على نهر التايبر ولتتداعي أعمدة الإمبراطورية الرومانية. من عينيك اعرف كيف تولد اعاصير الحزن ومتى تكف الأرض عن الدوران.

وحين هممت بالخروج كان المساء قد بدأ يهبط والازهار قد أخذت تغلق أوراقها. والسؤال مازال يلح على خاطري بقوة لماذا توقف هؤلاء المبدعين بموهبتهم العالية التي تؤدي حتما إلى نجاح اكيد. وهل هي ظروف المبدع في السودان أن توأد موهبته في المهد وماهو دور الأسرة والمجتمع في ذلك؟

أسئلة تبحث عن إجابة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.