آخر الأخبار
The news is by your side.

الكيزان إذا عادوا إلى الحكم …كيف سيحكمون ؟؟

الكيزان إذا عادوا إلى الحكم …كيف سيحكمون ؟؟

بقلم: بشرى أحمد على

أكاد أجزم أن رسالة الغفران لابي العلاء المعري من أفضل الكتب التي قرأتها ، والسبب لأنه هو الذي ابتدر فكرة time machine والتنقل بين الفترات الزمنية ، وقد أختار ابي العلاء المعرى المستقبل وأجرى مقابلات مع شعراء في الجنة والنار.

واعتقد أنني شاهدت فلماً سينمائياً حول ماذا كان سيحدث إذا انتصرت كل من المانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية .

وكل ذلك لا يمنعني من كتابة فصلي الخاص عن الكيزان ..ماذا سيحدث لو رجعوا للمرة الثانية لسدة الحكم ؟؟ وكيف سيتعاملون مع ازمة المعيشة والدواء وتردي الامن والخدمات ؟؟

أعتقد أن كتابي ليس شيقاً وممتعاً للقارئ لأن عودة الكيزان تتطلب clean the board ، فهم لم يرحلوا عن السلطة حتى يعودوا إليها ، صحيح أن سجن كوبر ضم بعض قادتهم ولكن أغلبيتهم احرار ويجوبون البلاد بحثاً عن الفتنة ، ولا زالت منابر المساجد التي يملكونها تحرض على الدولة ، وحتى قنواتهم الفضائية تبث بكل حرية وسلاسة.

لم تتم محاكمة اي كوز بسبب جرائم العنف والفساد ، وهناك ندرة في القضاة الذين يتولون محاكمتهم ، ولو تعمقنا في المؤسسة العسكرية سوف نجد أن معظم اصحاب الرتب الكبيرة هم من افرازات التمكين ، وكذلك ينطبق الحال على الشرطة والنيابات.

اليوم رفضت السلطات الأمنية السماح لمراسل AP بالذهاب إلى دارفور ، وقد شهد هذا الإقليم انقطاع خدمة الانترنت والهاتف ، وكذلك رفض السودان التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ، وغير كل ذلك عادت قوائم الترقب عند المطارات ، وحتى بيوت الأشباح عادت للعمل من جديد.

لذلك فإن الكيزان لم يرحلوا حتى يعودوا ، وبالأمس استمعت لمقطع صوتي لوزير الخارجية السابق علي كرتي وهو يحرض أنصاره على الإطاحة بالحكم ويتحدث عن الفراغ الأمني والأزمة المعيشية الطاحنة.

لا يعنيني ما قاله ، لأنه في عهد الحركة الإسلامية انفصل الجنوب ومات 300 ألف في حرب دارفور ، وفقدنا حلايب والفشقة وشلاتين ، والسؤال الحقيقي هو كيف خرج علي كرتي من السجن وكيف تمكن من الفرار عبر مطار الخرطوم ، علي كرتي تلاحقه تهم فساد جمة واستغلال للنفوذ والتربح عن طريق استخدام المنصب ، وها هو اليوم يقود ثورة الكيزان القادمة ويتحدث من مخبئه في تركيا عن تردي الاوضاع الإقتصادية في السودان.

ولا زال السؤال معلقاً هل سينصلح حال الكيزان إن استلموا الحكم ؟؟ ام سيكون حالهم كالسابق وتعاملهم مع المواطنين سوف يكون بالرد مثل (لحس الكوع ) أو الإغتسال من ماء البحر ؟؟

والاجابة كما وردت في القرآن الكريم : “وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ”.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.