آخر الأخبار
The news is by your side.

القيمة الغذائية في الدخن وليست المريسة

القيمة الغذائية في الدخن وليست المريسة
بقلم: منعم سليمان عطرون

“وإجخموا المريسة ففيه عصارة غذاء الدخن؛ يرحمكم ربكم وكل الارباب”

تعليقا على هذه الفقرة؛ قمت بحذفها من المقال اعلاه؛ وقد وظفه البعض توظيفا خاطئا؛ او علي توضيح اكثر دون إحداث لبس.

انا لا ادعوا الى السُكر وشرب الخمر؛ أبدا. بل ادعوا الى عدم شرب الخمر؛و أحارب كل أشكال وانواع المُسكرات المصنوع داخليا او المستورد. وأحارب كل انواع المخدرات؛ بكل أشكالها؛ وحتى التُمباك والسجائر. ولا أمارس أي شئ من ذلك من مبدأ أخلاقي لا ديني. منع إستخدام المشروبات في البلدان الديمقراطية أو ترشيد استخدامه بالقانون من مبدأ إضرارها بالانسان وخطرها على المجتمعات.

حين ادعوا الى التحرر؛ أدعو اولا الى تحرير العقل والضمير . الى فضاء الانسانية والاخلاق التي تميز الانسان من غيره؛ الى عالم الابداع والانتاج؛ ووممارسة حرية التفكير؛ والفكر؛ والاعتقاد؛ وتلك ما تميز المجتمعات الانسانية المتحضرة من المتخلفة. والغاية القصوى للعقل المنتج والضمير الحي هو حماية الانسان وحقوق الانسان بكونه القيمة القصوى في الحياة. وذلك عبر تطوير العلم والعمل؛ والتجارب البشرية كلها؛ واخضاع الطبيعة وتسخيره لاجل الانسان.

والعقل الحر يبدع وينتج ما يفيد البشرية ويثري الحياة الانسانية ويجعل من المجتمع؛ مهما كان حجمه؛ مساحته؛ مكان يستحق ان يعيش ان يعيش فيه الانسان.

في حين اذا انشغل الانسان بالسُكر فيميل إلى العربدة واللهو والعبث واللعب. والعقل المخيب صنو الخبل والهبل؛ لن ينتج ما يفيد؛ ومثار للسخرية والانحطاط؛ وابرز وجوه المجتمعات المتخلفة هو انغماس جل المجتمع في اللهو والسُكر وترك العلم والعمل. والعلم والعمل هما سفينة الحضارة التي نريد ان نلحق مجتمعات الامم الزنجية عبرهما الى ركب الحضارة اقتصاديا؛ علميا؛ وذلك باكتشافه ثقافيا واجتماعيا في تضاعيف اعرافنا.
مهم جدا لكل مستنير؛ وللمستنيرين الزنوج؛ يجب ان يكون مدركا يغظ العقل والحواس؛ لا يشغل عقله اي شئ غير هدف التحرر والتحرير. والسُكر جريمة في الثورة لا يفوقه الا جريمة الكذب في الثوري.

تمارس مجتمعات الأمم الزنجية؛ عقولها وضمائرها المتمثل في القادة التقليديين الحقيقين ( نساء ورجال) أفضل الانضباط الاخلاقي في محاربة وحذر ممارسة اي شكل من اشكال المُسكرات او المخدرات. وهذا الاتجاه احد اسباب قوتنا. فيما يمثل السُكر والمخدرات اتجاه الطيش؛ والعربدة وقلة المسؤولية؛ او التهرب من ممارسة المسؤولية؛ ولعلى اهداف جهاز البوليس السري للابرتهايد هدف بتوزيع انواع من المخدرات والمسكرات في مجتمعات زنوج المدن بقصد التدمير. وهي اكمال لسياسيات العنصرية والابادة.

لكن لكل مجتمع من المجتمعات البشرية في هذا الكون في ثقافته؛ معنى مختلف للمشروبات؛ العادية او المُسكرة بعضها او الروحية كما تلقب. قلت ثقافات بشكل تحتاج الى دراسة. ظلت المريسة المصنوع من الدخن هي ثقافة من ثقافات مجتمعات الامم الزنجية؛ ليس مشروب روحي. ويظل للدخن قيمته الغذائية في المريسة كما في الكسرة والعصيدة؛ وهذا بعكس الأرقي والسِكو المصنوع من التمر والعنب والذي لا قيمة غذائية عنده بل اثبت الطب الحديث اثره المضر صحيا على الجسد والعقل.
ويشرب المريسة صفوة الرجال ورجال الدين في ازمنة غير المجاعة؛ ويسكر بعضهم. وتظل للمريسة ثقافة في مجتمعات الامم الزنجية؛ ولا تقلل من قيمة بعض الرجال. وهذا ايضا لا يفهم انني أنادي بشربه ايضا بغرض السُكر لموقفنا المبدئي اخلاقيا من السُكر.

كانت للمريسة ومشروبات دخن اخرى (أمبكي؛ أمجنقر؛ أمطبج تمسى جميعا مريسة وبعضها غير مسكرة) فضل إنساني؛ في ظروف استثنائية في كثير من مجتمعاتنا الامم الزنجية؛ فقد انغذت أنفس في اعوام المجاعات التي تقل فيها الغذاء او تنعدم. ويحول القرويات دقيق الدخن الى مشروب ويشربه الجميع. اذا ارادت ان تصنع منه عصيدة فهي بحاجة الى أدوات ملاح (درابة؛ بندورة؛ ملح؛ كول؛ شطة؛ شرموت؛ دهن) رغم ان القرى بعبقريتها انتجت بدائل لبعض للملح من (الكمبو؛ الدودري) او جلب سبخة ( تابع القرية هي الاصل). لكن يظل تحويل الدخن الى اقرب مصنوع غذاء كان هو الانقاذ للارواح والانفس الجائعة.
وهنا القيمة في حبوب الدخن الذي يسمى في المدن (زريزرة) سواء (حمراء؛ او دامرقة؛ او جير) الذي يحتوي على كل انواع الفيتمينات المغذية لجسم الانسان او الحيوان؛ ويرجح أن القرويين في مجتمعات الامم الزنجية يكون هم أول من قام بتوطين الدخن قبل الالف السنوات ( تاستي: إدريس إبراهيم أزرق: بحث في الدخن) . ويتمتع الدخن بمادة غذائية في تقوية مناعة الجسم؛ افضل كثيرا من كل انواع الحبوب الغذائية الاخرى بالتدرج: الكيريب؛ الريز؛ الذرة الريفية (الماريك؛ الفتريتة)؛ الذرة الريفية او الشامية؛ (ابنعبات) القمح؛ الشعير.

لبحث اكثر عن قيمة الدخن؛ سنزور معا جانب من التُكل (مبطخ) القروي في الريف الدارفوري حيث يلعب الدخن دور رئيسي في مائدة الطعام اليومي.
يصنع من مسحوق الذرة:
عصيدة: عذابة او امخرافة.
عصيدة مِرير: تعتبر مكون رئيسي للمريسة.
بَرقُوق: خلط دقيق الدخن باللبن الحليب او الرايب.
سَرتية: تحويل دقيق الدخن إلى حبات كبيرة تؤكل باللبن الحليب او الرائب.
كِسرة عسلة: كسرة بطعم عسل.
كِسر حامضة: كسر حامض ويسمى أمقربقريبة.
كِسر حلومر: أبري؛ أبيض وأحمر؛ ملون. ( يصنع أغلب الأحيان من الماريك الفتريت).
طوارة: عجين حامض يستخدم كخميرة؛ للكسرة؛ للأبري؛ للمريسة.

بلايل
بليلة: نية :وضع الدخن في الماء
بليلة ناجضة؛ غلي الدخن في الماء المغلي.
دشيشة: طحن دراش للدخن ثم صب موية بعطرون؛ او لبن حليب.
ذُرة: حبات الدخن المخصبة؛ تطحن وتحول الى مكونات المريسة؛ الأبري.

خبز الدخن:
أمدفانة: خبز يدفن تحت الجمر.
أم دُردُر: خبز يصنع على الدوكة أو الساج.
فتفتو: خبز حامض يصنع على الدوكة؛ احد مكونات المريسة.
عبود؛ كبُسة؛ خبز يؤكل دون وضعه تحت الجمر.

معجنات:
مديدة: غلي دقيق الدخن قبل ان يكون عصيدة.
مديدة نشا: تحميض دقيق الدخن واضافة مسحوق النشأ؛ ثم غليه في الماء مع اضافة بهارات.
مديدة جير:تحميض دقيق الدخن واضافة جير الدخن؛ ثم غليه في الماء مع اضافة بهارات.
عجينة: غلي الدخن في الماء مع اضافة ليمون وسكر.
عجينة روب: غلي الدخن في الماء ثم اضافة الروب.
عجينة بطيخ: غلي الدخن في ماء البطيخ.

مشروبات:
أمتبج: مشروب يصنع من الدخن غير مُسكر.
أمجنقر: عجينة الدخن؛ لو تغيير طعمه الى حامض.
قَدوقدو: مسحوق الدخن يخبز بطريقة خاصة يؤكل باللبن الرائب.
عسلية: مشروب مثل المديدة يصنع من مسحوق الدخن والبطيخ.
أمبُكي: مشروب يصنع من الدخن؛ أحيانا مُسكر.
ومريسة: مشروب يصنع من الدخن مُسكر.
يصنع القرويين الكثير من هذه الاطباخ الغذائية من الماريك؛ وابونابات ايضا لكن يظل القيمة العليا للدخن.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.