آخر الأخبار
The news is by your side.

الفقر وما أدراك مالفقر فى السودان

الفقر وما أدراك مالفقر فى السودان

بقلم: عثمان قسم السيد

أبد المقال بأبيات من الشعر مطلعا:-

وَما يَدري الفَقيرُ مَتى غِناهُ وَما يَدري الغَنِيُّ مَتى يُعيلُ وَما تَدري وَإِن أَلقَحتَ شَولاً أَتُلقَحُ بَعدَ ذَلِكَ أَم تَحيلُ وَما تَدري إِذا ذَمَّرتَ سَقباً لِغَيرِكَ أَم يَكونُ لَكَ الفَصيلُ

بات المواطنين في السودان في فوهة ليس فقط الاضطرابات السياسية وطلقات الأجهزة الأمنية بل أصبحوا ضحايا تهاوي مختلف القطاعات الإقتصادية والذي نتج عنه تفاقم غلاء السلع الأساسية والخدمات وتصاعد البطالة والفقر.
إحصاءات مستوى الفقر في السودان ما زالت متضاربة وغامضة وتثير جدلاً بين المختصين.

إحصاءات مستوى الفقر في السودان ما زالت متضاربة وغامضة وتثير جدلاً بين المختصين فبينما تقول تقارير الأمم المتحدة إن 46.5 بالمائة من سكان السودان يعيشون دون خط الفقر، تقول دراسة حكومية أجريت عام 2017 إن الفقر تراجع إلى 36.1 بالمائة، إلا أن خبراء اقتصاد يرون أن نسبة الفقر في السودان تصل إلى 80% طبقاً للواقع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد…

معدلات الفقر ارتفعت بنسبة عالية جدا خصوصا فى الولايات الطرفية فالدخل السنوى للفرد يتراوح مابين 714الي 590 دولار سنويا من الناتج المحلى▼30.873 مليار دولار (الاسمي، تقديرات 2019) ▼ 175.228 مليار دولار ( تقديرات القوة الشرائية ) حسب إحصائيات البنك الدولي..

إذا اتسعت دائرة الفقر في السودان لتشمل أعداداً كبيرة يمكن في هذه الحال تقسيم المستويات إلى درجات، من ضمنها الفقر المدقع بمعنى” أن اتساع دائرة الفقر ، أصبحت هناك طبقات فقيرة وليس طبقة واحدة “

ارتفاع معدلات التضخم وثبات الدخول وعدم توفر فرص العمل وفشل السياسيات الإقتصادية الإصلاحية وعدم وجود أفكار وبرامج تكافح الفقر والبطالة وخطأ السياسة النقدية والمالية الخاطئة أدت إلى إغلاق 80% من المصانع، ما زاد من نسب البطالة وزيادة نسبة الفقر بنسبة أكثر من 70% من المجتمع برأي…

وحسب بيانات رسمية، ارتفعت نسبة البطالة في السودان إلى 19%، وبلغت نسبة البطالة بين الشباب حوالي 34% وبين الخريجين 48% وبين النساء 45%، وفقاً لنشرات رسمية.
وتوقعت دراسة حكومية زيادة مستمرة في معدلات الخريجين نتيجة للتوسع المستمر في مؤسسات التعليم العالي يقابله نمو بسيط في معدلات الاستيعاب السنوي للوظائف العامة.

بمعنى وجود خريجيين وكفاءات ومؤهلين بشهادات جامعية فى ظل عدم وجود أماكن شاغرة لتشغيل هؤلاء الخريجين للإستفادة من طاقتهم وقدراتهم المهدرة في ظل سعى دول أخرى أقل نموا فى زيادة استيعاب الشباب والخريجين في مهن مستحدثة لخلق مذيدا من الدخل لتلك الدول …

ونحنا فى السودان نصدر هؤلاء الشباب بارادتنا إلى دول تستفيد من هذه الطاقات لخدمة بلادهم فهل أصبح السودان بلدا طاردا لهذه الدرجة؟؟؟

إنّ النظام السياسي فى أى دولة فى العالم في حقيقته هو من أهم الأسباب التي تساعد المجتمع، فإما أن تنقذه من الفقر، وإما أن يستفحل الأمر فتزيد حالات الفقر، وذلك من خلال ارتباط العامل السياسي بالعامل الاقتصادي، إذ يتمثل بإنفراد الحكم بالثورة الخاصة في كل بلد، فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاقتصادي، مما يسبب الاتساع في الحاجة وفي رقعة الفقر، وذلك في المحصلة ينتشر الفساد، والظلم، والاستبداد، ويؤدي إلى دمار المجتمع وفشله.

إنّ مشكلة الفقر فى السودان أمر لا يجوز التهاون به، بل القضاء عليه من خلال حلول جذرية تساعد بذلك، ومن أهم الحلول هو التعليم، فيعد التعليم بأنه هو السلاح الذي يواجه به فقر المجتمع، فهو يؤدي إلى تطور المجتمع وتنميته، إضافة إلى محاربة البطالة المنتشرة، فالتعليم يؤهل الأفراد إلى المهن والوظائف المختلفة، ويصبح الفرد ينقاد إلى كل ما هو إيجابي في الحياة، والإيجابيّة هي أهم العوامل التي تُحارب الآفات بمختلف أنواعها.

هناك الكثير من الطُرق والوسائل التي تُساعد في معالجة الفقر بالسودان. ، ومنها الحث على العمل من أجل المحاولة في كسب المال وتوفير بعض سُبل الحياة، ثم العمل على تكافل اجتماعي من خلال زكاة الأفراد وهي الحث على فرض الزكاة على الأغنياء، وعمل جمعيات خيريّة تسعى إلى مساعدة الفقراء وأخذ صدقة بسيطة من كل عائلة مقتدرة وغنية، إضافة إلى تنمية المشاريع وتطويرها للحد من البطالة وتوفير الوظائف للعائلات المحتاجة، ولا بد من المساهمة بعمل يوم خاص يدعو للقضاء على الفقر وهنا يتكافل كافة الأفراد بذلك.

ومن الإستراتيجيات المتبعة للحد من الفقر على المدى الطويل هي قناعة أصحاب السياسة فى أي دولة حول العالم بأن التنميّة البشريّة هي القادرة على النمو الاقتصادي والذي يساعد إلى مكافحة الفقر، إضافة إلى تعديل أساليب الإنفاق في الدولة وإعادة جدولة التوازن بين المناطق في كل دولة، ومن ثمة مقارنة هذا التوازن والنظر إلى المناطق الفقيرة، ومعرفة سبب فقرها، والمحاولة في تخصيص نفقة خاصة لها من ميزانية الدولة من أجل الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية.

في النهاية لا بد من إدراك مدى خطر الفقر على المجتمعات فى السودان، وأنه يُسبب إلى إعاقة في الحياة الاجتماعية، ويقضي على فرص النجاح، والابتكار، والإبداع، وهو الأمر الذي فرض على البلدان جعل مكافحة الفقر من أولوياتها، وذلك يٌعبر أن الفقر ظاهرة إقتصادية واجتماعية تؤدي إلى فشل المجتمع وضياعه، فلا بد على الدولة في مختلف قطاعاتها ومؤسساتها مواجهة الفقر والحد منه.

osmanalsaed145@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.