آخر الأخبار
The news is by your side.

الغاء حفلة زولو وتداعياتها على القومية السودانية … بقلم: حيدر عبدالكريم

مرت السودان بعهديها القديم والحديث بالعديد من التحديات التي هددت القومية السودانية سوء كان عبر أطر سياسية او تصنيف جهوي قادت الي احداث شرخا كبيرا في مفهوم السودنة وتلاشى معها احساس الانتماء لدي الكثيرين من ابناء هذا الوطن المعطاء واذا تاملنا جيدا نجد معظمها حدثت لانانية جماعة تعتقد ان لها حق تحديد مصير السودان وتتحكم في امزجة مواطنيها لاعتقادها انها الاصل والاخرين افرع يتبعون ويفعل بهم ما يشاء كانت النتيجة الاسوء التخلي عن ممسكات الوطنية وسط جميع الاجيال واصبح شتم الوطن عادة حسنة لدي كل ابناءه ليس بسبب ان القواسم الوطنية غير مصونه بل لان الانتماء الي هذا الوطن ينمي شعور الذل والهوان وتراكم الغبن يولد كراهية يصعب التغلب عليه في ساعات السلام ، انفصال جنوبنا الحبيب كان اكبر دليل علي انهزام القومية السودانية وممسكات الانتماء الهزيل فوقعت الكارثة ويتحمل تبعاته النخب السياسية بادمانها للفشل كما فندها الرائد الدكتور منصور خالد في اعترافات ملهبة في مجلده (النخب السياسية وادمان الفشل) الا ان كل تلك الاعترافات التي صاغها الدكتور والعديد من القادة السياسيين والمثقفين امثال عبدالله على ابراهيم والدكتور حيدر ابراهيم والاستاذ محجوب محمد صالح عبر مقالات عديدة ،ولم تلتئم شروخ السودنة فانهارت القيم المشتركة واصبح التمسك بالانتماء الضيق هو الخيار اقتداءً بمقولة ”انا وابن عمي على الغريب” وان كانت المعاني المبينة لهذا القول غير ما تواجهها القومية السودانية اليوم الا ان المشترك فيه ان كل فرد من افراد المجتمع السوداني ظل يتفاخر بانتماءه الي مدينته ويراها فاضلة عن بقية مدن السودان واقليمه رائد في شتي دروب الحياة من اقاليم السودان وأبناء ولايته اشطر من الاخرين وتوالت المعضلة فانعكس سلبا على هويتنا وانتماءنا القومي والمسؤول هو الحكومات باساليبها القمعية التي ارتكبت من الفظائع ما يرتجف لها الاجفان وظلمات كبيرة في حق الوطن واذابت جليد القومية بين اجزاء السودان الممتد فاصبح النسب الي جبال النوبة يسيطر على عقلية ابناء تلك المنطقة بشكل اكبر من الانتماء الي السودان الكبير وبنفس الدرجة ابناء دارفور والشرق وكردفان والسلطة تعي ذلك جيدا الا انها تعزف على وترها اروع الالحان طمعا في كرسي الحكم واصبح التوظيف بالانتماء الاقليمي والعقائدي والحزبي بل والاسري بالامس منعت السلطات الامنية اقامة حفلا خيريا للفنان الشاب محمد الفاتح زولو الذي اعلن عنه منذ ايام بالمسرح القومي دعماً لضحايا الانجراف الارضي بجبل مرة واصاب قرية ترباء ومات بسببها العشرات واريد لها التلاشي اعلاميا وسياسيا دون اكتراث من ابناء السودان والسبب ان تلك المنطقة بل الاقليم تصنفها السلطة انها معارضة في وقت تتهافت الارجل وتتعالي الاصوات لمناصرة اهالي المناصير في حادثة غرق 25 من ابناءهم في حادث غرق مركب بلدي واذا ما فسر الامر عقلانيا فهو. تمييز عنصري واضح بين أبناء الوطن الواحد وان كان احساسنا تجاه الحادثتين بنفس القدر من الحزن والحسرة الا ان الاغلبية مرت عليهم الحادثتان باحساسان مختلفان لان الوعي القومي لديهم لا يسع ان يجمع بينهما بالتساوي ووضح ذلك جليا في التعاطي معهما خلال الايام الاولي بل والكثيرون مضوا وكأن شيئاً لم يحدث في جبل مرة تدخل جهاز الامن وايقاف الحفل الخيري لزولو لابد ان لا يمر مرورا عاديا لجهة ان الحفل يدهف الي جمع تبرعات ودعم نفسي لمنكوبي تلك الكارثة التي فقدت فيها اسر كاملة وان تدخل جهاز الامن وايقافه فيه من الاستفهامات ما يجعلنا نثور ونكتب ضد القرارات الهمجية والمعاملات العبثية التي ظل يواجهه ابناء الاقليم من سياسيين وصحافيين وطلاب بل في احيان كثيرة لم يسلم منها حتي نساء الاقليم بسبب انتماءهم اليها فقط في استهداف استعلائيا نتن لا يحتمل السكوت حتي لا يستفحل ويضعنا في مأزق لا نستطيع لحظتها في التمسك بالقومية والانتماء الي الاقليم الذي نحبه بالتساوي مع الاجزاء العزيزة الاخري ويثير مخاوفي ان هذا النهج الهش الذي يقوم على اسس عنصرية من شانه ان يغرس في دواخل الاجيال المتعاقبة ازاء القومية يصعب معالجتها وتنهار معها القومية الوطنية فاين القيم التي تنادي بها منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية حيال هذا المنع غير المبرر وكيف لنا ان نبني سودانا يسع الجميع وكل علة تظهر لنا زيف شعارات مرفوعة واكاذيب استهلاكية يستقطب بها .
قضية الغاء حفل زولو الخيري والسكوت عليها جريمة تاريخية يتحملها كل الشعب السوداني لانها افقدت سكان قرية حق اصيل يستحقونه يضاف الي حقوقهم المهدورة للعيش الكريم وتقديم تنمية تلبي احتياجاتهم موطنيين سودانيين يموتون بكارثة طبيعية ولا احد يسمع انينهم باي حق يتمسك هؤلاء ب وطن لا يملكون فيه ذرة حق كيف لهم ان يقولو نحن سودانيون والسلطات تمنع حفلا خيريا لمساعدتهم ان اردنا قومية سودانية تمنحنا احساس الانتماء لابد من رفض هذه الصنوف باغلظ العبارات لتاكيد ان السودان وطنا لنا جميعاً وكوارث شماله يعتري اجسادنا كما هو الحال في كوراث جنوبه وشرقه وغربه وليس لاحد ابناءه فضل اكبر من الاخرين والا ستندثر معاني القومية وتسيطر المناطقية كفانا حروب كفانا اثنية فاجزاءه كلها لنا وطنا .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.