آخر الأخبار
The news is by your side.

العودة الى المسار الثالث … بقلم: حسان الناصر

العودة الى المسار الثالث … بقلم: حسان الناصر

علينا ان نعي بان هذه النضالات ليست ضد مكون معين أو ضد فئة معينة أو ضد حزب معين، وانما هي جزء من نضالاتنا ضد شكل السلطة و ممارستها، السلطة بمعناها الذي يجمع العنف و القهر، انها نضالات ضد شكل الدولة و نموذجها الذي أطل علينا منذ 1821م، وحتى يومنا هذا.

لذلك علينا أن نعي تماما بأهمية المشروع الوطني الذي ليس هو مخيال جمالي او حس شاعري كما يظنه البعض، وانما هو تحميل اجندة المواطن ضمن الاجندية الكلية التي تراعي جميع المصالح و الخيارات فهي بالتأكيد أجندة تنموية في الاساس تسعى الى استعادة الدولة من حضن النموذج المتشكل والذي ندفع ضريبته نزاعات و تشققات لجدار الوطن الذي علينا بأن نرى ابعد من هذه المرحلة ، وبالتأكيد هي ليست خيارات اكراهية وانما خيارات المصير و الهم المشترك و التنازل من أجل احداث اختراق جديد في عجلة التاريخ التي تنتهي في كل حقبة بانهيار جديد.

ان الهم المشترك لا يصنع من جراء خطاب وتفاعل على مستوى الميديا بل يصنع من خلال المؤسسات الوطنية، التي تعمل على ارض الواقع من خلال الادوات التي تحتاج لها في سبيل سعيها نحو البناء الوطني الذي سمته استيعاب القوة الكامنة في المجتمع،وهذا الاستيعاب لا يكون الا بتحويل الحركة الى قرار و رؤية.

هذا البناء يحتاج في حقيقته الى ارادة، وهذه الارادة لم تخلق طوال تاريخ الدولة السودانية، ففي كل فترة ينتكس السودانيون على اعقابهم اما بسبب الحروب او بسبب السلطة التي اعمت النخبة عن المجتمع، وجعلت من هم البقاء في السلطة امرا اساسيا في الصراع السياسي و الاجتماعي.

علينا ان نخرج من هذا النفق المظلم جميعا،وجميعا اعني بها جميعا،لا يمكن لدرافور ان تخرج من أزمنتها دون كردفان ولا يكمن لشرق السودان أن يخرج من أزمته دون الشمالية،هذه هي النقطة التي علينا أن نؤسس لها لحراك ما بعد 30،فالناظر الى تجربة الانفصال يرى أن امراض الدولة السودانية تستعاد في ذات البنى الجديدة وما تجربة جنوب السودان الا خير مثال لذلك.

في ظل الحراك الذي تشهده الاقاليم والذي هو نتاج وعي تراكمي حدث من جراء نشاط سياسي اجتماعي طوال سنوات سواء بفعل الحركات السياسية و الكتل (مدنية / مسلحة) او بفعل الانتقال في ثورة ديسمبر تبلورت من خلالها خيارت جديدة اتجاه الممارسة السياسية وتشكلت على اثرها هذه الموجة،وحتى لا يستعاد نموذج انتظار السلطة في الاستجابة علينا ان نتحرك خطوة نحو الحل و الانتقال من المطالبة الى الفاعلية.

هذا الانتقال يمكن ان يكون في شكل مؤتمرات قاعدية من خلالها تضع المحليات و الاجسام الفاعلة في الولاية اهدفها واجندنتها و رؤيتها لشكل الحل و طبيعة تنفيذه و اليات تنفيذه وهذا الحل يعالج في البداية الازمات الاجتماعية عبر منصة المصير و الهم المشترك ومن ثم يتوجه الى افق حل ينبغي ان يبنى بصورة ديمقراطية وذات مسار معروف وادوات رقابة معينة و فترة زمنية محددة،وهو ما سأقوم به اتجاه مناقشة مسألة (اعتصام كسلا أم مؤتمر كسلا)،وهي اطروحة قد بدأ تبلورها منذ نهايات الثورة وهي كيفية صناعة مسار بديل ثالث لشرق السودان،بعيدا عن سيناريو الحرب الاهلية أو الحل السياسي الفوقي الهش ويدعم الاجندة الوطنية نحو التغيير وفق مسار التنمية و السلام.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.