آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور … منع من النشر

لِمَاذَا يَكْرَهُونَنَا..؟!

ثلاثة عشر يوماً، منذ تفجُّر مَوجة الاحتجاجات التي بدأت في مدينة عطبرة، ويبدو أن الرقعة آخذةٌ في الاتّساع، ففي كل صباح تدخل منطقة أو مدينة جديدة، بالمُقابل يبدو أنّ الحُلول المُتاحة بالنسبة للسُّلطات تبدأ من القمع وصولاً للقتل كما هو حال الأيام الماضية.
إنّ أرخص ما في هذه البلاد هو الإنسان، وكلما تراكم فشل السُّلطة قلّت قيمة الإنسان، ما حدث خلال الأيام الماضية وتحت سمع وبصر الجميع يؤكِّد أنّ السُّلطة لن تتغيّر، بل أنّها في كل صباحٍ تُقدِّم آلاف المُبرِّرات لانتفاض الناس.

فهي ماضيةٌ بكل ما تَملك باتجاه الحل الأمني ولا سواهُ.. تظاهرات سلمية لا تتعدّى الهتافات وبضع لافتات، تُقابلها السُّلطات بترسانتها الأمنية والعسكرية دُون استثناء موضع.

السُّلطات مُهمّتها حماية المُمتلكات وحفظ الشارع، لا قتل المتظاهرين ومُطاردتهم داخل منازلهم، هل من توصيفٍ لما حَدَثَ في حي بُرِّي بالخرطوم ليلة الجمعة، غير أنّه إرهابٌ وإثارة الذعر وسط الأُسر، بُرِّي وبعض المناطق شَهِدَت عُنفاً لا تفسير له غير أنّ السُّلطات تتبع سياسة جديدة؛ إرهاب الناس وإهانتهم!!

إن كانت هذه السُّلطات المسؤولة عن فَضّ التّظاهرات بعدما كفرت الحكومة بحق التظاهر السَّلمي، لماذا تُطارد الشباب داخل بيوتهم بعد فَض التّظاهرات، كي تثبت ماذا؟

لماذا التّعامل بهذه الدرجة من الكَراهية والغُبن، ومَن يستحق أن تُوجّه ضده هذه الكراهية؟

الحكومة لم تعد قادرةً على طرح حُلُولٍ لأزماتها غير أن تدعو الناس للصبر والانتظار، بالمُقابل هي لا تتحمّل مُجرّد صوت غاضب عبّر عن ضيقه، الضيق الذي تراكم على مَرّ السنوات!!

الحل الآن ينبغي أن يُخاطب ما يحدث في الواقع، والواقع هو أنّ الناس في الشوارع لا يُريدون حُلُولاً وُسطى، والخطاب الرسمي منذ تفجُّر الاحتجاجات يُؤكِّد أن لا حُلُول لدى الحكومة لا وسطى ولا غيرها.

لم تترك الحكومة خياراً للناس إلا الخُرُوج إلى الشارع.. على الحكومة أن تُخاطب الناس بمَا يَتَنَاسب وعُقُولهم بعيداً عن خلية لعبد الواحد أو عُملاء للموساد ومثل هذه الخطابات التي تُحوِّل الحكومة إلى “مسخرة”!!

هناك أزماتٌ طاحنةٌ تَرَاكَمَت على مَـــــرّ السنوات، يُقابلها فَشلٌ مُستمرٌ وفَسادٌ مُمنهجٌ ومَحميٌّ. وهذه هي النتيجة، الهروب لن يُجدي، وخطاب الكراهية لن يزيد الناس إلا غُبْنَاً..!

منع من النشر

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.