آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. عورة المناهج.!!

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. عورة المناهج.!!

حكت إحدى الأمهات قصة لخصت حال التعليم في العهد الإنقاذي، تقول الأم إن طفلها الذي يدرس في الصف الخامس أساس دخل في نقاش مطول مع مدرسته في الصف، المدرّسة كانت تتحدث في الحصة عن مناطق العورة، فأشارت للتلاميذ إلى مكان العورة عند الرجل، ومضت في الشرح، أما المرأة فكلها عورة، من رأسها حتى قدميها، احتار الطفل، ودخل في نقاش مع مدرسته، خلص النقاش إلى أن رفض الطفل حديث المدرسة ولم يقتنع به، وقال لها ما يعرفه أن (ماما ما عورة).

الصورة التي يرسمها المنهج أو الأساتذة باجتهاداتهم تختلف عن الصورة في الواقع، وهذه الحالة تخلق خللا كبيرا واضطراب معرفي لدى الأطفال.

هذه القصة الحقيقية تلخص ما انتهت إليه العملية التعليمية والتربوية في عهد الإسلاميين وهي مجرد نقطة في بحر وغيرها الكثير والأسوأ منها أكثر.

الحملات المسعورة التي تنتظم مواقع التواصل الاجتماعي ضد مدير المناهج، عمر القراي والذي نافح فكر جماعات الإسلام السياسي بالحجة وبالنص طيلة السنوات الماضية، هي ليست حرصا على المناهج الفارغة من المضمون أصلا والمشوهة بكم هائل بهوس فكرتهم، هذه الحملات المسعورة ما هي إلا رد فعل لا إرادية خشية كشف عوار فكرهم وحجم جرائمهم التي ارتكبوها في المناهج التي سيطروا عبرها على عقول أجيال قبل أن ترتد عليهم ذات الأجيال وتسقط نظامهم الدموي.

لم يسيطر الإسلاميون على الحكم طيلة الثلاثين عاما بفضل آلة القمع المصروف عليها 70 بالمائة من ميزانية الدولة، فقط، بل عطفاً على ذلك سيطروا على المجتمع عبر التعليم الذي قلبوه رأسا على عقب وللأسف دون أي مقاومة تذكر.

ولولا أن السنوات الماضية من حكم الإسلاميين صادفت لحسن الحظ الطفرة المعلوماتية التي انتظمت كل العالم والانفتاح الفضائي الذي أسهم بشكل كبير في الوعي لظلوا في الحكم سنينا عددا.

جرائم الإنقاذ السياسية وانتهاكاتها المستمرة في ملف حقوق الإنسان تمثل كفة، وجرائمها في التعليم تمثل لوحدها كفة.

واللافت أن بعضهم أقر بما فعلوه في التعليم، مثلاً في حديث له نشر في صحيفة الرأي العام عام 2016 تحدث مصطفى عثمان إسماعيل عن الحاجة لمراجعة المنهج التعليمي من الابتدائي وحتى الجامعي لخلق مُجتمع قائم على الأخلاق، “الأخلاق” وقال “إن صورة التعليم بالقطيع خلقت شبابا غير قادر على التفريق بين الصالح والطالح ويجب تشجيع التعليم باستخدام العقل”.

وقبل مصطفى عثمان كان عراب ثورة التعليم العالي؛ إبراهيم أحمد عمر يجأر بالشكوى أمام أعضاء حزبه خلال مؤتمر حزبي إذ وصف المناهج بـ “الحشو”.

أكبر جرائم الإنقاذ أرتكبت في التعليم، وطالما لا سبيل للمحاسبة فالحق يعود بإنقاذ التعليم بإصلاح المناهج وإصلاح السلم التعليمي وتأهيل المدرس وبيئة التعليم، وذلك لن يتأتي إلا بميزانية محترمة تضع بند التعليم متقدماً على بند الأمن والدفاع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.