آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور  .. ثورة الأحزاب.!

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور  .. ثورة الأحزاب.!

المشهد الملتبس الذي بات مسيطر على الساحة السياسية منذ سقوط البشير والذي نرمي فيه المسؤولية بثقلها على أداء الحكومة التنفيذية هو في الواقع انعكاس مباشر لأداء القوى السياسية إن كانت أحزاب أو غيرها من القوى الفاعلة.

وهذا يظهر الآن جليا في إرهاصات تشكيل الحكومة الجديدة.

صحيح… هذا الوضع طبيعي، 30 عاما وظفتها الإنقاذ في إضعاف الأحزاب وتخريب الحركة السياسية بشتى السبل واستنزفت خزينة الدولة في سبيل إحكام سيطرة حكم البشير ونظامه بإضعاف القوى السياسية.

لذلك كل هذا كان متوقعاً، انعدام الشفافية، ضعف القدرات السياسية، غياب المعايير التي تؤسس لانتقال ديمقراطي، تصاعد الاهتمام بتقاسم الوزارات وتدني الاهتمام بالبرامج وقضايا الناس.

هذا يقودنا مباشرة إلى ضرورة أن تحدث ثورة مماثلة داخل هذه الأحزاب.

مالم تحدث ثورة حقيقية داخل الأحزاب لن نستطيع الوصول إلى تجربة ديمقراطية حقيقية تليق بهذه الثورة.

هذه الأحزاب نالت ما نالت من سياسات الإنقاذ التخريبية، وبسنوات الاستبداد استكانت أو تكيفت مع الوضع، لكن أوان النهوض قد حان والمنتظر من الأحزاب كبير، ومن غير الأحزاب – مهما ساءت- لن تمضي البلاد إلى تجربة ديمقراطية.

ما يحدث حالياً من الشارع تجاه الأحزاب من عدم رضا يصل في أحيان كثيرة مرحلة الرفض يبدو أكثر من منطقي وموضوعي وعلى الأحزاب أن تتقبل ذلك بواقعية، فهو رد فعل طبيعي لأدائها الذي ينعكس حالياً في أداء الفترة الانتقالية ككل.

والمؤسف أن لا رغبة تبدو ظاهرة للعمل السياسي والتركيز على استطالة الفترة الانتقالية أكبر من التركيز على النشاط السياسي الذي تفتقده الساحة الآن رغم سقف الحريات العالي الذي انتزعته هذه الثورة.

من المهم تذكير الأحزاب على الدوام بضرورة الانتخابات وأهميتها ولابد من إظهار رغبة الشارع الحقيقية في الوصول للانتخابات. لا خيار غير الضغط على الأحزاب عبر كوادرها التي شاركت بفاعلية في الثورة ووصلت مرحلة متقدمة من إدراك ما حدث في الشارع من رغبة حقيقية في التغيير.

آن الأون أن تحدث ثورة داخل الأحزاب وان تقودها الكوادر الشبابية والتي هي العنصر الفاعل في الثورة وما بعد الثورة.

آن الأوان للتيارات الإصلاحية الحقيقية داخل الأحزاب الكبيرة أن تتقدم وتنتزع الفرصة لقيادة نظام سياسي يليق بهذه الثورة.

 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.