آخر الأخبار
The news is by your side.

الطيب مصطفى وشريعته وكباشيه! … بقلم: منعم سليمان

الطيب مصطفى وشريعته وكباشيه! … بقلم: منعم سليمان

من منكم لا تخِجله الكتابة عن الطيب مصطفى؟

شخصيِّاً تشعرني بذلك. لذا كنت قد عاهدت نفسي بعدم الكتابة عنه أو الرد على الكراهية والعنصرية التي ظل ينثرها ليُسمِّم بها حيوات السودانيين لثلاثين عاماً متصلة، يُحرِّض ويشتم ويذّم ويهمز ويلمز؛ بلا هوادة ودون كللٍ أو خجلٍ، مُستنداً ومُحصّناً بحقيقةٍ بيولوجية صماء؛ تتمثل في خؤولته للمُجرِّمِ الفاسد المعزول، وهي بلا شك قرابة مستحقة، وقد جاء في المثلِّ، أنّ “الولد خال”، ومن في هذا البلد أحقر من ذاك الولد؟!

سأحاول هُنا أن أكون موضوعيِّاً رغم مشقة الأمر وصعوبته لكونِه يتعلق بهذا الرجل الذي يفيض خسة ووضاعة؛ وهاتان صفتان لا يمكن دحضهما بالحجة والمنطق، وأن يُنصّبَ شخصٌ منخور أخلاقياً وإنسانياً نفسه مُتحدثاً باسم العنايِّة الإلهيِّة ويخطُب في الناس عن الدين والفضيلة ومكارم الأخلاق ، فهذا ما يستفزنا ويجعلنا نتحفز للانتصار للأخلاق والفضيلة ولرب الأخلاق والفضيلة، خاصةً وإن الرجل الذي (بلا فضيلة) أصبح المُتحدث الأول باسم الحركة الإسلاميِّة، ولا ريب، فالنسخة الدينية التي قدمتها حركته تخاطب أسفل الأعضاء لا العقل، وقد “وافق شن طبقة”!

أمس الأول كتب “الخال الرئاسي” السابق، شاتماً ولاعناً فينا في معرض دفاعة عن الفريق شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة، وظل يهرف ويقرف ويدلق محتويات ماعونه القذر من نتن وعفن، ولكنِّه وفي غمرة نشوته بشتائمه ومفرداته “الرهيفة” التي حفظها السودانيون عن ظهر قلب فملوها وسفهوها كما فعلوا مع صاحبها، كشف الرجل عن ما لم يكن الكباشي يريد كشفه، فأصبح كالدبة التي قتلت صاحبها!

فقد تحدث الرجل عن الكباشي بوصفه (كوزاً) قُحِّاً، بل ووصفه بالمدافع الأول عن الدين والشريعة في البلاد، ولم ينس أن يفتح صفحات مصحفه، ويقرأ عليه ما تيسر من آيات السيف والجهاد والقتال، مُتكرماً له بالجنات التي تجري من تحتها الأنهار، والتي سيدخلها (الكباشي) أجراً وثواباً من عند الله بسبب إفشاله ورشة مناقشة العلمانية مع الحركة الشعبية (الحلو)، طالباً منه الصبر ومُذكِّراً إياه بمن هُجِّروا وأُخرجوا من ديارهم في سبيل الله.

ولعل من سخريات الأقدار، أن يأتي الرجل الذي امتهن التمييز العرقي والعنصرية والكراهية والتحريض على القتل باسم الدين؛ خلال سنوات حرب الجنوب ليطوِّع الآيات المقدسة الكريمة ويقدمها هديِّة مُفخخة للكباشي، مع إنه لا أحد سُيهجِّر الناس ويخرجهم من ديارهم سوى (كباشيِّهُ) هذا، الذي يريد إرغام الناس وأخذهم حتف أنوفهم لقبول شريعة الطيب مصطفى، وقد جربوها ثلاثين عاماً من الفساد والموت والدمار والسرقة والسلب والنهب والقتل والعنصرية.

إنّ دين الله سبحانه وتعالى، تنزّه عن إفكِ الأفّاكين أمثال الطيب مصطفى، لا علاقة له بدين هؤلاء، فالإسلام الحنيف متعالٍ عن دين (الكيزان) الذي ثوابته هذه العمارات الاسمنتيّة التي تشهد بها شوارع الخرطوم، وشريعته طائرات البراميل المُتفجرة التي تتحدث عنها صور الأطفال في دارفور وجبال النوبة!

ولم ينس الرجل الخبير في المدالسة والموالسة أن يتقرّب زلفى لكباشي القصر، مُختتماً مقال شتائمه ضدي بـ” لي جولة معه أؤدبه فيها وأفحمه”، وأستعجب والله: هل الحياة طويلة إلى هذا الحد حتى يواصل فيها رجل في أرذل عمره التملق وممارسة أخطاء الماضي ولعق أحذية العسكر؟!

الديمقراطي

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.