آخر الأخبار
The news is by your side.

الصحة العالمية تصدر بيانا حول كورونا فى شرق المتوسط

الصحة العالمية تصدر بيانا حول كورونا فى شرق المتوسط

القاهرة: صلاح غريبة

أصدر المركز الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية ، لشرق المتوسط بالقاهرة مصر ، اليوم الإثنين الثاني من أغسطس 2021م , بيانا صحفيا جاء فيه – :

لقد أبلغ إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ، عمّا يقرب من 12.6 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 ، وأكثر من 236 ألف حالة وفاة ، حتى 31 يوليو الماضي . كما أبلغت العديد من البلدان عن زيادة كبيرة فى عدد حالات الإصابة والوفيات على مدار الشهر الماضي ، ومنها جمهورية إيران الإسلامية ، والعراق ، ولبنان ، وليبيا ، والمغرب ، وباكستان ، وتونس ، والصومال .

وعلاوة على ذلك ، تم الإبلاغ عن 363 ألف حالة إصابة ، و4300 وفاة جديدة أسبوعيًّا فى المتوسط ، على مستوى الإقليم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة ، وهو ما يُشكل زيادة بنسبة 67% فى عدد الإصابات ، و24% فى عدد الوفيات مقارنةً بالشهر السابق .

وبينما نعمل جاهدين لإتخاذ خطوات تهدف إلى مكافحة جائحة كوفيد-19 ، لا يزال الفيروس يتحور وينتشر بوتيرة أسرع ، وعلى نحو أعنف ، فى شتى أنحاء الإقليم ، مصحوبًا بما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الصحة العامة .

وحتى 28 يوليو الماضي ، أبلغ 132 بلدًا حول العالم ، عن إكتشاف المتحور دلتا ، منها 15 بلدًا فى إقليمنا . ولا يزال المتحور دلتا ينتشر بسرعة ، وسرعان ما سيصبح متحوّرًا سائدًا على الصعيد العالمي .

كما أن الإحصاءات المتعلقة بأثر المتحور دلتا صادمةٌ : فقد أشارت الدراسات إلى أن خطر إحتجاز المصابين بالمتحور دلتا فى المستشفيات يزيد بنسبة 120% فى المتوسط ، على خطر إحتجاز المصابين بالسلالة الأصلية ، كما أن خطر الوفاة يزيد بنسبة 137% فى المتوسط .

والأمر الأكثر إثارة للقلق ، هو خطر الدخول إلى وحدة العناية المركزة ، فالمصابون بالمتحور دلتا تزيد إحتمالية دخولهم العناية المركزة بنسبة 287% فى المتوسط .

ومن ناحية أخرى ، هناك عدد قليل من بلدان الإقليم تشهد إرتفاعًا كبيرًا فى حالات الإصابة والوفيات بسبب المتحور دلتا ، ومعظم حالات الإصابة والوفاة التي أُبلِغ عنها كانت فى صفوف غير الحاصلين على اللقاح . ولذلك تزداد الأهمية البالغة لحصول جميع البلدان على جرعات كافية من اللقاحات بسرعة ، وحصول الأشخاص على اللقاح فى أقرب فرصة تتاح لهم .

ولا تزال أهم طريقة للسيطرة على الإنتشار السريع للمتحور دلتا ، وغيره من المتحورات الأخرى هي الحفاظ على التدابير الوقائية المُثبَتة ، لحماية أنفسنا وغيرنا ، ومنها الحصول على اللقاح مع الإستمرار فى الوقت نفسه ، فى الحفاظ على التباعد البدني ، وإرتداء الكمامات ، وغسل اليدين ، وتجنب الأماكن المزدحمة ، وتأجيل جميع التجمعات الإجتماعية . وإضافةً إلى ذلك ، يُعَدُّ تكثيف جهودنا لتوسيع نطاق الحصول على لقاح كوفيد-19 وتوفره ، خطوةً مهمةً أخرى ، لا سيما فى بلدان الإقليم ذات الدخل المتوسط والمنخفض .

ولكن للأسف ، لا يزال يوجد تفاوت يبعث على القلق فى توزيع اللقاحات ، فى ظل تأثر بلدان كثيرة فى إقليمنا ، تأثرًا شديدًا بهذه الجائحة .

جدير بالذكر أنه حتى 1 أغسطس الحالي ، كان قد تم إعطاء 132 مليون جرعة من اللقاحات فى جميع أنحاء الإقليم ، ولكن لم يحصل على اللقاح كاملاً سوى 44 مليون شخص (5.9%) من سكان الإقليم . كما أن 41% من جميع جرعات اللقاحات أُعطيت فى ستة من البلدان ذات الدخل المرتفع ، التي يعيش فيها 6% فقط من إجمالي سكان الإقليم .

وقد وقّعت بعض البلدان إتفاقات مع شركات التصنيع للبدء فى إنتاج اللقاحات محليًّا وإجراء التجارب السريرية للمرحلة الثالثة . ومن هذه البلدان: مصر ، وإيران ، والمغرب ، وباكستان ، والإمارات العربية المتحدة ، التي وقّعت إتفاقات مع شركة سينوفاك ، ومعهد فينلي الكوبي ، وكانسينو ، وسينوفارم ، على التوالي .

ويجري حاليًا تصنيع لقاحات كوفيد-19 ، فى الإمارات العربية المتحدة ومصر وباكستان ، وقد حصل اللقاح المُصنَّع فى باكستان (Pak Vac) واللقاح المُصنَّع فى الإمارات العربية المتحدة (Hyat-Vax) على موافقة السلطات التنظيمية الوطنية ، ويجري توزيعهما داخل هذين البلدين .

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية ، تدعم حاليًا إنتاج اللقاحات محليًّا من خلال إنشاء مركز تكنولوجي إقليمي ، من شأنه أن يُسهل نقل منصات التكنولوجيا، بما فيها منصة تكنولوجيا Messenger RNA (mRNA).

ولكن إذا لم يزداد نطاق التغطية باللقاحات بشكل مُنصف للجميع فى كل مكان ، سوف يستمر الفيروس فى الانتشار والتحوُّر ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة إحتوائه ، ويؤدي إلى حدوث مزيد من الإصابات والوفيات .

والخبر السار هو أنه من المتوقع وصول مزيد من جرعات اللقاحات إلى إقليمنا فى الشهر المقبل ، كما أننا نعمل مع البلدان على التأكد من جاهزيتها لتلقي هذه اللقاحات وطرحها ، وكذلك التأكد من توعية المجتمعات المحلية بفوائد اللقاحات بوصفها أداة رئيسية مُنقذة للحياة تكفل حمايتهم من كوفيد-19 .

وقد تابعنا جميعًا الوضع عن كثب فى تونس التي تواجه تصاعدًا مفاجئًا وضخمًا فى عدد الحالات والوفيات . ‏ويتسبب المتحور دلتا فى أكثر من 90% من جميع حالات العدوى المُبلَّغ عنها فى مختلف أنحاء تونس ، وهو ما يزداد مدفوعًا بإنخفاض مستوى الإلتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الإجتماعية ، فضلاً عن إنخفاض التغطية باللقاحات ‎.

ويصادف هذا الأسبوع مرور عام على الإنفجار المفجع الذي وقع فى ميناء بيروت وأسفر عن مقتل 200 شخص ، وإصابة 6000 شخص ، وتشريد 300 ألف شخص آخر ،. وقد شهدت الفترة التي أعقبت الإنفجار إرتفاعًا مهولًا فى عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 ، خصوصًا فى صفوف العاملين فى مجال الرعاية الصحية . ولا يزال تأثير ذلك ملموسًا حتى يومنا هذا ، حيث يستمر النظام الصحي فى الكفاح لتأدية واجبه فى ظل موارد محدودة وفى خضم أسوأ أزمة إقتصادية وإجتماعية شهدها لبنان فى التأريخ المعاصر .

وعلى الصعيد التأريخي ، يشترك كل من لبنان وتونس فى العديد من أوجه التشابه ، سواء سياسيًا أو إقتصاديًا أو إجتماعيًا . وللأسف ، فهما يشتركان الآن أيضًا فى تشابه آخر ، ألا وهو الوضع المتدهور المتعلق بكوفيد-19 ، حيث يواجه كلا البلدين زيادة مثيرة للقلق فى أعداد حالات الإصابة والوفيات فى ظل أزمة إقتصادية حادة ، وقد شهدت أنظمتهما الصحية ضغطًا شديد الوطأة ، مما تسبب فى إرهاق العاملين فى الرعاية الصحية إرهاقًا شديدًا ، وفى نقص حاد فى المستلزمات الطبية .

واليوم، نُرحب بممثلي منظمة الصحة العالمية ، فى لبنان وتونس اللذين سيتحدثان بإستفاضة عن الوضع الراهن فى هذين البلدين ، وما تبذله المنظمة فى سبيل تلبية الإحتياجات الصحية الضرورية .

ولكن على الرغم من عملنا مع الشركاء والحكومات والمجتمعات فى بلدان الإقليم لمكافحة إنتشار الجائحة ، فإننا جميعًا نعلم تمام العلم أن هذه الأزمة لا يمكن حلها داخل حدود بلد واحد فقط . إنها أزمة عالمية وتحتاج إلى بذل جهود عالمية للتغلب عليها .

وتحثُّ منظمة الصحة العالمية ، البلدان الأكثر ثراءً على التبرع بجرعات اللقاحات للبلدان ذات الدخل المنخفض ، والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، كما تناشد المنظمةُ جميع الأفراد أن يواصلوا الإلتزام بالتدابير الوقائية مثل الحفاظ على نظافة الأيدي ، وإرتداء الكمامات ، والحفاظ على التباعد البدني ، حتى بعد حصولهم على اللقاح.

إننا جميعًا فى خندق واحد. ولن يستطيع أحد هزيمة هذا الفيروس وحده ، ولن يصبح أي أحد فى مأمن حتى يكون الجميع بأمان .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.