آخر الأخبار
The news is by your side.

الشاعر الجاسمي: كل أنثى لا بد أن تغار

الشعر هو المتكأ والملاذ الآمن حين تصب علينا الحياة جام همومها ، وتلفحنا بهجيرها، فنستظل بدوحه الوريف، لتهدأ نفوسنا، وتنشرح صدورنا، لتخرج القوافي درراً وعبيرا لتكون بلسما ناجعا.

شاعر عراقي سامق كنخل العراق، ينثر القوافي بعذوبة دجلة والفرات، جمعني به قدر جميل على صفحات الأزرق، فأجريت معه هذا الحوار الذي بين أيديكم.

حوار: نوال حامد الطيب

*أهلا وسهلا بك شاعرنا ضيفاً عزيزاً على موقع سودان بوست الإخباري، من هو الجاسمي؟ نتعرف بك عن قرب.

 _أهلا وسهلا بك أستاذة نوال حامد، ولي عظيم الشرف أن أكون ضيف Sudan post، سعيد بذلك.
أنا محمد صالح الجاسمي، عراقي الجنسية والمولد، ولدت بمدينة القادسية عام 1976، أعمل مدرساً للغة العربية منذ عشرين سنة، متزوج ولي ابنان وبنت.

*متى تعرفتَ على ذاتك المبدعة شاعرنا الجاسمي؟

_تعرفتُ على ذاتي المبدعة وأنا في المرحلة الإعدادية، حيث كتبتُ أبيات بسيطة، هي:
وبدا القلب الحزين
شاكياً طول السنين

قائلاً ياقلب هيا
قم وبح هذا الأنين

*أستاذ الجاسمي برأيكم، هل مازال الشعر يحتفظ بمكانته بين الأجناس الأدبية؟ بإعتبار أن الشاعر قديماََ كان يمثل لسان قومه.

_أجل، الشعر الآن على رأس الأجناس الأدبية وأكثرها شهرة.

*إلى أي ضروب الشعر يميل شاعرنا الجاسمي؟

_كتبتُ في شتى الضرب ولكني أميل للغزل المحافظ.

 *لو تفضلت لنا ببعض أبيات من الغزل.

_على الرحب ست نوال، قصيدة (نثرتُ لها)

اقول :

نثرت لها من كل قلبي ومن كبدي
تباريح اشواقي ولم أخف ما أبدى
فحبي على كفى ولم اخش لائما
وجمر بنات العين سفحا على الخدِ
على وصل خرساء الأساور مهجتي
تحث لباب الشعر كيلا بلا عدِّ
واسرف في شعري وفكري وامتطي
بصهوات أحلامي بجهد على جهد
وكم كنت ارجو ان اراه بذي الرؤي
ولكن نومي طار مني على فقْد ِ
فارقني همي وشوقي ولوعتي
متى ارتمي في حضن ذا الحب والسعد
فلو لاح برق الثغر منها بومضه
سألهج في شكري بحمد على حمد
وفي كل ليل لي طريق إلى الهوى
اغازل محبوبي بنأيي وفي بعدي
وارسم منها الوصل لوحة حاذق
وريشة فنان على الخصر والقد ِّ
ولولا حيائي واتزاني وعفتي
لاطلقت اشعاري وخالفت بالعهد ِ

 *حييت شاعرنا القدير  محمد الجاسمي برأيكم، موجة الحداثة و التجديد و تأثيرها في الشعر المعاصر و هل أخرجت الرمزية الشعر من مدلولاته و إيحاءاته المعقولة لضرب أقرب للخطرفة بواقع بعض التجارب الموغلة في التهويم و الطلسمة اللغوية؟

_إذا كنتِ تقصدين تجديد الشعر بما يسمى الشعر الحر أو الشعر المرسل في رأي الشخصي أعد ذلك هروباً من الأصالة والإلتزام، أما الرمزية والتعقيدات فللبيئة تأثيرها.

*رأيك في شعر التفعيلة؟ وهل كانت لك تجربة في ذلك؟

_التفعيلة تضعف الشعر، وهو هروب من قيد البحر العظيم، نعم كانت لي تجربة، لكنني سرعان ما تركته، فيجب أن يكون الشاعر قويا باسلا، كما عنترة وزهير، والمتنبئ وبقية الأفذاذ .

*هل أثر شعر الغزل في حياة محمد الجاسمي الزوجية سلباً؟ بمعنى آخر هل ما تنظمه في الغزل يضايق شريكة حياتك؟

_كل أنثى لا بد أن تغار، ولكني أحاول أن أخفف من ذلك التأثير، فكتبتُ لها :

واقول لرفيقة العمر من البحر الطويل

اَلَاْ تعلمين اليوم شيماء ما بيا
من الشوق والآهات يرثى لحاليا
وهذا لهيب الشعر من حرِّ خافقي
يسجل ّ تحناني ويسدي القوافيا
فما مثل ذاك الوصل كالشهد طعمه
يمد نماء القلب يبرأ. دائيا
لشيماء اهدي الشعر والحب قاتلي
لكم ام زيد قد سكبت حروفيا
رفيقة دربي في ثبات ومنْعةٍ
هي الهاجس الثوري يذكي احتداميا
لها القلب ميال بكل اشتياقه
ويسمو بها حبي ويحلو احتفائيا
اقمنا ربيع العمر مابين زهرة
وورد سُقينا الحب سلسا وصافيا
ومنها يغار الورد والزهر كله
وتغبطها في الحسن هذي الغوانيا
تطيب بها روحي وتطرب مهجتي
كما طاب في اللقيا وروّت زمانيا
حوتني بكل الطيب طفلا مدللا
فراقت بفحواها وطاب احتوائيا
فزادت بهذا السحر شوقي تلهفا
وروّت شغاف القلب زادت جماليا
ويسمو بها الإيثار معنى محببا
فتضفي جمال الطهر تحيي فؤاديا
ويرقى بها عمق الوفاء وانني
بها قد رفعت اليوم فخرا لوائيا
سكبت لها حرفي بعذْبِ قرائحي
واهديت روحي للفدا ووفائيا
تحلّى بها وصلي واسرار خافقي
تجلى بها للشوف لهفا لقائيا
ونور المحيا مثل بدر بتمّهِ
وذاك البها النوريٌ منها علانيا
فغنّى بها شعري وكل قصائدي
واضحت بها زرقا بصفوٍ سمائيا
فما اجمل اللقيا وما اجمل الوفا
واجمل بمحبوب يزين التدانيا
بها زدّتُ الهاما وسرّ محجّةٍ
وعشت سمو ّ الوصل نلت المعاليا
وحيٌّ انا بالحب والسعد قربها
بقاها بنبض القلب يذكي حياتيا

*من خلال تجربتك الشعرية، هل يكتب الشاعر تجاربه أم هو خيال الشعراء كما يقولون، أم يشبع حاجة في نفس الشاعر؟

_لقد مررت بهذه الخيارات الثلاثة في تجربتي الشعرية، ولك ست نوال بعض النماذج
اقول :

يا صحابي أن اشتياق اشتياقي
فاق في الحب صولة العشاق
فبكيت الغداة حبا لطه
واشتياقا فاغرورقت ذا المآقي
حن قلبي وذاب خفقا بخفق
حنت الروح داخل الأعماق

*شاعرنا المتألق محمد الجاسمي كنتَ ضيفاً عزيزاً علينا، سدد الله خطاك ووفقك.

_جزيل الشكر والتقدير لك ست نوال فقد أسعدني جداً حوارك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.