آخر الأخبار
The news is by your side.

السودان ومعادلة العنصرية … بقلم: سعد محمد عبدالله

السودان ومعادلة العنصرية … بقلم: سعد محمد عبدالله

سيطرت خطب الكراهية والعنصرية علي خطوط السياسة في السودان منذ تأسيس الدولة التي بنيت أعمدة مؤسساتها علي موازنات الإمتيازات اللونية والجهوية، وقد أنتج هذا الوضع المختل تهميش واسع في الأقاليم وأطراف المدن وداخل أجهزة الدولة وصارت العنصرة لغة ومذهب للسلطة المركزية المهيمنة علي كافة موارد البلاد حتى لحظة سقوط نظام الإنقاذ الذي يمثل إمتداد للفشل الذي إستمر لسنوات، وفي القرن الحادي والعشرون مع نفحات ثورة ديسمبر التي تنبعث من عمق الهامش كانت أحلام السودانيين في دولة سلام ومواطنة بلا تمييز.

ضجت وسائط التواصل الإجتماعي في الأيام السابقة بسبب عبارة عنصرية لإحسان فقيري، وقد إعتذرت عنها لاحقا، إلا أن الإعتذار لا يخفي حقيقة العنصرة الكامنة في العقول المحشوة بخطاب وتعاليم السودان القديم، وهذه العبارة العنصرية واحدة من تمظهرات الفشل الذي صاحب تأسيس السودان، والتخلص من هذه المشكلة يكمن في تربية الأجيال الجديدة علي السلام والتسامح والمحبة وهذا جزء من مهام المثقف المستنير والقائمين علي أمر تغيير المناهج والسلطات السودانية المنوط بها تحقيق السلام والعدالة.

نحن بحاجة للعودة مرة آخرى لمنصة التأسيس التي وقف عليها المناضليين الأوائل، فلم تتحقق أحلامهم في بناء دولة السودان التي ناضلوا من أجلها، ولكن ثورة ديسمبر فتحت آفاق جديدة أمام السودانيين لإختيار مصيرهم وشكل دولتهم في المستقبل، فدولة المستقبل تقوم علي السلام الشامل الذي يلامس هموم المجتمع ويعالج مشكلاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية ويصون الديمقراطية وحقوق وحريات الإنسان.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.