آخر الأخبار
The news is by your side.

السودان هل أصبح على أبواب المجاعة؟ ( آلله يكضب الشينة)

السودان هل أصبح على أبواب المجاعة؟ ( آلله يكضب الشينة)

بقلم: عثمان قسم السيد

من لم يمت بـ”كورونا” في السودان يموت كل يوم مئة ميتة… فمن المواطنين من قضى نحبه على أبواب المستشفيات أو بسكتة قلبية أو دماغية لعدم توفر العلاج وارتفاع أسعار المستشفيات، ومنهم من قضى عليه لصّ سلبه ماله وحياته، وبعضهم يصارع الموت بحثاً عن لقمة عيش مغمّسة بالذل، و”تطلع روح” البعض بين صيدلية وأخرى استجداءً لحليب أطفال مفقود. “كل شي بدأ فى الزوال” والسلع الغذائية والحيوية تتناقص في الأسواق، ولا يزال من يحكمون البلاد بأمر السلطة ينامون ملء جفونهم مفترشين شروطهم على بساط تحصيل مكاسب حزبية ومحاصصة شخصية ضيقة في عملية تشكيل مزيف لإدارة شؤون البلاد !

أي ضمير منفصل عن الواقع هو ذلك المتحكم بأداء أهل الحكم والنخب السياسية في السودان؟ الناس متروكة لتلاقي مصيرها المشؤوم، والبقاء أصبح للأقوى في ظل “عهد الصراعات والمدنية المزعومة”، حيث صمود السودانيين بات محكوماً بقدرتهم للصراع من أجل البقاء والحصول على فتات الخبز ومجابهة إرتفاع الأسعار فى كل شئ وبدون استثناء، وما دون ذلك مجرد مشاريع شهداء يتساقطون تباعاً على الطريق نحو “المجهول ”.

أكثر من نصف سكان السودان أصبحوا تحت خط الفقر، والطبقة الوسطى تضمحل، والتقارير الدولية سبق أن حذرت قبل أعوام من خطر المجاعة على السودانيين، والواقع المعاش اليوم يؤكد أنّ البلد يسير في هذا الاتجاه بعدما طاولت صرخات الاستغاثة كافة القطاعات التي تغرق أكثر فأكثر في رمال أزمات متحركة في مختلف الاتجاهات، مالياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنيا وسياسيا وحياتياً وصحياً.

منذ بداية العام، هناك عدة عوامل “إهمال” تجمعت لتخلق واقعاً معيشياً ضاغطاً كان بالإمكان تجنبه، فما فرضه تفاقم الأزمة الصحية وانعدام الأدوية المنقذه للحياة وارتفاع أسعارها وندرتها بالإضافة للأزمة المالية و اتخاذ قرارات عامة جراء تفشى وباء الكورونا والأزمة والإقتصادية، ترافق مع الانفلات الأمني بالبلاد بحسب تقارير صحفية وإعلامية سودانية وعالمية ، ومع إجراءات لا تمتّ إلى واقع الأزمة بصلة، “الأمر الذي عطّل وجود أي حل وعقّد الأمور أكثر، وصولاً إلى إرتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية الأساسية والأدوية وأحيانا إلى عدم توفيرها من الاسواق؛ ”.

وإحدى هذه التعقيدات، زحف إرتفاع العملات الصعبة مقابل الجنية السودانى، إذ منذ بداية العام الجديد لم تتمكن المؤسسات المالية والحكومة الإنتقالية من إيجاد المصل الشافي لعلاج إقتصاد البلاد، بسبب عدم الإتجاه لدعم الزراعة ودعم المنتج المحلى وفتح أبواب وتسهيل وتشجيع الإستثمار ومشاكل سياسية أخرى.

وعلى الرغم من إمضاء وزيري التجارة والمالية على قرار يقضي برفع الدعم عن الوقود وإيقاف إستيراد السيارات وغيرها من القرارات بتاريخ 12.06.2021، فإن المواطن لم يعترف بالقرار إلا رؤية تحسن واضح وملموس فى الحياة المعيشية اليومية، ونحن فى إنتظار صدور قرار رسمى من الدولة بتوحيد جميع أسعار السلع فى الأسواق وأسعار الوقود والنقل، مع إلزام جميع التجار من جملة وقطاعي و شركات وجماعات وأفراد بتوحيد الأسعار.

وإذ لا يفوت على ضرورة ان “ يتم دعم الأسر السودانية بجميع مستوياتهم بمبالغ شهرية ونقدية تخصص من بنك السودان المركزي ووزارة المالية والإقتصاد الوطنى لسد العجز عن الأوضاع الإقتصادية و تسيير أمورهم الحياتية، لا سيما وأنّ إرتفاع الأسعار ورفع الدعم أدى وبكل أسف إلى لجؤ بعض الأسر المتعففه للشحدة ”، أشير في الوقت عينه إلى كون قرار رفع الدعم عن الوقود دون تحوطات و معالجات أسعافيه لما بعده “زاد الطين بلة” أيضاً، وشئ مؤسف أن يتم الرفع من دون عمل الاحتياطيات اللازمة لإدراك سلبيات القرار على المواطن، رغم تعهد وزارة المالية والإقتصاد الوطنى والحكومة الإنتقالية باتخاذ أقصى درجات الحماية والدعم للسلع الإستراتيجية والوقاية، ما خلق مزيداً من التعقيدات على مستوى الأزمة الاستهلاكية خصوصاً في ضوء إرتفاع الأسعار حتى فى المحال التجارية الصغيرة في الأحياء، وعدم تلبية كافة احتياجات ومتطلبات المواطنين خلال فترة ما بعد رفع الدعم.

كل المؤشرات وللأسف توحي بأن الأمن الغذائي للمواطن السودانى مهدد، ما نمر به في السودان لن يوصل إلى مجاعة الحرب العالمية بالمعنى المقصود، لكن قياساً لما نعيشه الآن مقارنة مع ما تعيشه دول العالم، يمكن الحديث عن مجاعة لناحية حجم الأسر السودانية التي لا يمكنها فعلياً تأمين خبزها اليومي”.

الأرقام تشير أنه خلال الأشهر الماضية فقط، ارتفعت الأسعار ٢٠٠ في المئة،وقد طالت حتى الخضروات وأسعار الحبوب كالفتريته التي يلجأ اليها الناس عندما لا تتوفر لديهم امكانيات شراء الخبز، لذلك يمكن القول أن ما نمر به هو بوادر مجاعة، والوضع يتجه نحو الأسوأ في ظل عدم اتخاذ المنظومة السياسية بالبلاد أي اجراء للتخفيف من حجم الكارثة التي نعيشها.
للأسف، يقول جميع من أتواصل معاهم داخل السودان اليوم إنه في أقسى الظروف، أي في الحرب ، لم يعرف المواطن السودانى الخوف على قوته كما يحصل اليوم.

ختاما
أدعو آلله سبحانه وتعالى أن ينعم على بلادنا بالأمن والأمان والطمأنينة والرفاهية وأن يبعد عنا شبح المجاعة وارتفاع الأسعار وتوفر الدواء

وللقصة بقية

 

osmanalsaed145@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.