آخر الأخبار
The news is by your side.

السلطة الرابعة والحرية المطلقة فى بلاط صاحبة الجلالة !!

كلام بفلوس: السلطة الرابعة والحرية المطلقة فى بلاط صاحبة الجلالة !!

بقلم: تاج السر محمد حامد

(1)
الكلمة الراقية فى الصحيفة المقروءة عكس السلعة الفاخرة الموضوعة بعناية شديدة وبتركيز فائق داخل تلك الفترينات الزجاجية المرصوصة فى المحلات التجارية المبهرجة بالأنوار الملونة لمخاطبة طبقة معينة من الناس مستعدة للشراء والدفع بسخاء .. بينما الخبر الشجاع يخاطب كل فئات الشعب بجميع مستوياته لا يفرق بين حاكم ومحكوم وبين غنى وفقير .

إن الحديث المثير يصل إلى عامة الناس فى لحظة وقوعه نقلا بالصورة الصادقة والقلم الرصين لتصبح الصحيفة رسولا يدخل القطية وخيام الشمال والبروش .. لا يتوقف عند زخرفة بوابات الفيلات الجميلة ومداخل العمارات الشاهقة وحدها لذلك سميت الصحافة بالسلطة الرابعة .

فالخبر عندما يكتب من الشارع مداده عرق الشماسة وليس نداوة المياه المثلجة داخل المكاتب الوثيرة المكيفة الهواء .. نحن مع الصحيفة التى تحمل على عاتقها هموم هذا الوطن ننحاز إليها بلا تردد ننتظرها بفارق الصبر نتهافت عليها عند وصولها نحتضنها بكل اللهفة من دافع ولائنا لهذا الوطن لنجدها دائما كالطبيب تقوم بالكشف الكامل على مشاكلنا وكالصيدلية تقدم لنا الدواء النافع والعلاج الشافى بعيدا عن كلام الطير فى الباقير .

(2)
الرقابة عن الصحف هل تعنى ( حرية الصحافة ؟) من الممكن أن تكون هناك حرية صحافة .. لكن من المستحيل أن توجد صحافة حره .. لذلك فإن من الخطأ أن يقول أحد ( ان عنده صحافة حره) فالأصح أن يقول (أن عنده مساحة من الحرية) .. وفى يقينى أن الذى يقول إنه يملك الحرية الكاملة فى صحافته هو الذى لا يملك منها شئيا .. بينما الذى يعترف بأن صحافته لها المساحة المتاحة من الحرية فهو الصادق الأمين .

فالحرية التامة ( فساد كامل) ولديك صحافة بيروت التى إمتلكت حريتها الكاملة فى عز إزدهار لبنان ولكنها لم تكن حره فيما تنشر لارتباطها بسياسة الذى يدفع أو السوق الذى يطلب ما لا يعترف بدين ولا خلق ولا تقاليد .

هناك فئة من المعارضين لا تفرق بين معارضة الحكومة ومعارضة الدولة وهذه مشكلة من مشكلات الترويج لاثارة النعرات وتضخيم المظالم .. وياحبذا لو هناك هيكل قيادى فى كل المؤسسات الصحفية للتمكين من الإطلاع على كل المواد الصحفية للتأكد من خلوها من المحاذير الواردة أصلا فى ميثاق الشرف الصحفى .. فالسودان يحكم (ضم الياء) بشرع الله الذى كرم الإنسانية ( ولقد كرمنا بنى آدم) فمصلحة الوطن هو أمانة فى أعناق الجميع وفى ظلال هذه الحرية ستعيش صحافتنا على إمتداد تاريخها الذى مكن الصحافيين المخلصين من أداء وأجب الرسالة المناطه بهم والتى أحتملوا أمانتها بإخلاص وإقتدار.

واخيرا أقول .. الصحافيين المدركين لمسؤولياتهم وفى ظل الحرية المتاحة الأن ستستطيع صحافتنا الراشدة أن تقدم الفكر المستنير والرأى الناضج لقرائها .. وأن تكون لهم عينا تنظر بها عمل العاملين فتقول للمحسن أحسنت وللمسئ اسأت لكى يتبين طريق الصواب فينتهجه .. والله من وراء القصد .. وكفى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.