آخر الأخبار
The news is by your side.

الخازوق الأكبر … بقلم: أمجد هاشم

الخازوق الأكبر … بقلم: أمجد هاشم

إذا صح خبر القاعدة الروسية في البحر الأحمر و توجيه فلاديمير بوتين لوزارة الدفاع الروسية بالشروع فوراً في إنشاءها فسيكون هذا الخازوق هو الأكبر في خوازيق المخلوع التي تركها لنا قبل أن يرحل غير مأسوف عليه، فالبشير كما هو معلوم كان قد إقترح على بوتين علناً أثناء زيارته لسوتشي إنشاء هذه القاعدة في السودان لحمايته من أمريكا و قال له نصاً أمام الكاميرات (نحن محتاجين للحماية من العدوان الأمريكي علينا) و في حينها لم يبدي الروس إهتماماً بالموضوع و لكنهم بعد أربع سنوات سارعوا في هذه الخطوة الآن تحديداً قبل أن يكتمل تطبيع العلاقات بين السودان و أمريكا (العدو التقليدي والمنافس الرئيسي للروس) مستغلين إنشغال الإدارة الأمريكية هذه الأيام بنتائج الإنتخابات الرئاسية و إجراءات الإنتقال إلى الإدارة الجديدة.

إن الأطماع الروسية في السودان لا تنحصر فقط في مخطط الهيمنة على تعدين الذهب الذي قوضه الأمريكان عندما فرضوا عقوبات على الشركات الروسية العاملة في السودان بل تتجاوزه إلى إيجاد موطأ قدم روسي في أفريقيا لتصريف الأسلحة الروسية الفاسدة عبر السودان (البلد الهامل)، فروسيا معروفة في المنطقة بتشجيعها الفساد الحكومي لتمرير صفقات التسليح المضروبة والعراق نموذجاً هو إحدى الدول التي وقعت ضحية مافيا السلاح الروسي وتقدر خسائرها بـ150 مليار دولار تم إهدارها مقابل أسلحة لم تستطع الصمود أمام داعش في أول إختبار جدي يواجه الجيش العراقي بعد الغزو الأمريكي مما إستدعى العراقيين للإستعانة بالتحالف الدولي!!!

المطلوب الآن من السلطة الإنتقالية بجميع مكوناتها أن توضح للرأي العام السوداني حقيقة هذا الخبر و في حال ثبتت صحته فهي مطالبة بتوضيح مضار هذه القاعدة و فوائدها للسودان إن وجدت بالإضافة إلى الإجابة على السؤال التالي هل السودان ملزم قانونياً بتنفيذ صفقات النظام السابق المشبوهة و ما أكثرها!!!

إن هذا الملف يستحق البحث والملاحقة بواسطة الصحافة السودانية المنغمسة للأسف في التفاهات وهو ملف مهم سيشكل في ظني إختبار حقيقي لمساحة الحريات المتاحة للصحفيين وحقهم في الوصول للمعلومة في عهد الديمقراطية الرابعة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.