الحلو مر بالنمسا .. والمحراكة وقدح الضيفان بدنقلا العجوز
الحلو مر بالنمسا .. والمحراكة وقدح الضيفان بدنقلا العجوز
بقلم: عواطف عبداللطيف
ما ان هلا شهر شعبان وكما كانت امهاتنا يستنفرن طاقتهن ” لكوجيق ” خلط عجين صناعة الحلو مر .. تجمعت سيدات سودانيات في تلك البلاد الاوربية البعيدة بفيينا بلاد العلم والنور وليقفزن من خانة الاحباط والاوجاع التي التبست الزولات اينما كانوا .. فشهر رمضان هو أمر الله وسنة نبيه الكريم .. نساء النمسا ككل مهاجري ومغتربي دول العالم من السودانيات كانت تصلهن طرود رمضان المعتقة ” الابري والحلو مر والويكة واللوبيا والشمار والكول ” وقبل ان تحول الحرب اللعينة دون ارثهم وتراثهم وبقيادة الاعلامية الامدرمانية المعتقة مراسلة صحيفة الشرق الاوسط المعروفة سونا عبدالرحمن اجتهدت كوكبة نساء فيينا لتزريع الفتريتة لان النمسا معروف اجواءها الباردة والتي توصف بانها بلاد تموت من البرد حيتانها .. دخلنا لموقع امزون وبحثنا واجرينا تجارب عديدة لكي لا يغيب جك مشروب الحلو مر من سفرة افطار رمضان .. وبحمدالله نقل لنا الفيس ان تجربة التزريع نجحت بامتياز واول امس قالت سونا بموقعها انه تم ” كوجيق ” العجينة وسيتم عواسة الحلو مر صباح الجمعة ..ليس لان النمسا لا يوجد بها مشروبات ولكن لكي لا تموت عاداتنا وتقاليدنا السمحة وتاكيدا لان السودانيين شعب يعشق هويته وتراثه وارثه وانه سيتخطى الصعاب ويتجاوز المرارات ..
في ذات هذا الوقت وبمدينة دنقلا العجوز قرية القدار ارض الحضارات جهز الفنان التشكيلي المبدع ساتي صالح عزير معرض فني تشكيلي تراثي فقد اعاد تدوير سلال البيض الورقية وجسمها في شكل مزارع فقد كان الاجداد يضعونه في اطراف مزروعاتهم لحراسة الفول والقمح من الطيور الضارة للمحاصيل … وصنع ساتي المحراكة ” الطاحونة اليدوية التي كانت الحبوبات يطحن بها القمح والذرة لصناعة القراصة والكسرة في ذات يوم غدا الجمعة ٢٣ / ٢/ ٢٠٢٤ التي تتجمع فيها نساء فيينا لعواسة الحلو مر يفتتح الفنان ساتي معرض تشكيلي فني في الهواء الطلق بالدربرق بحي الحمنتني والدربوق كلمة نوبية اطلقت علي الشارع الذي كان يمر عبره المفتش التركي في ذلك الزمان .. المعرض الفني هو اول معرض فني تراثي تعليمي ترفيهي في الهواء الطلق ومفتوح لاهل القدار والقرى المجاورة . شكرا الاعلامي يوسف ابو الحجاج الذي ينقل لنا هذه الاخ بار ومن البعد المكاني سنستنشق ريح الابري السودنمساوي وبذات الوقت سنمتع انظارنا بذاك المعرض الفني التراثي لان وسائل التواصل الاجتماعي قربت المسافات وجيرت النجاحات لتقول ان الحرب لن تهزم الارادة المعتقة .. شكرا سونا وشكرا ساتي عزير .
Awatifderar1@gmail.com
