آخر الأخبار
The news is by your side.

الحديث المسكوت عنه .. (كيان الشمال V كيانات دارفور)

الحديث المسكوت عنه .. (كيان الشمال V كيانات دارفور)

بقلم: بقادي أحمد عبدالرحيم

تمنيت كثيرا أن لا ينطق لساني بعد إفاقتي من الغيبوبة العميقة التي كنا فيها ، والإنشطارات الأثنية و الصراع البيني الذي قذف بنا كشعب إلي بئر الظلمات ، واحط من قدرنا بين الأمم ، السودان الوطن القارة تحكمه الرجعية والتفكير السِلبي لدى أغلب نخبه دون مراعاة للأجيال القادمة أو احترام لأصل الإنسان ذلك الكائن الفاني الذي ينحدر من أصل واحد (متطور كما زعم داروين أم مخلوق كما أكده الخالق) تظل النخب المثقفة تمارس التمييز الأثني مُحدثة صراعات حياتيه من أجل تأكيد أفضلية العِرق لا إعتزازا بالثقافة القبلية ! ويا ليت تلك الصراعات كانت تنافسية خدمية تنموية من أجل الفخر بما أنجز للكل ويفيد بنى السودان (سْودان في لغة شعب النوبة :تعني المخلوط -الأسود والابيض) .

الميزان المُختل

شهد السودان مابعد الإستقلال إختلال عميق تفاقم مع مرور الزمن إلي مُعضلة _تحول إلي جدلية عنصرية تتستر خلف جُمل منمّقة ومُسميات متعددة شرّعنة الصراع الأثني (مركز و هوامش ) مطلبها الحكم مع الانفراد الكامل لا الإقتسام العادل والتعايش وحصر الأمر في إطار حقوق إقليمية مشروعة بعيدة عن زج المكونات المجتمعية في توتر حاد يولد كراهية أثنية بين أبناء الوطن (السود والأقل سوادً) .

حكم القبيلة وتحول الوطن إلي دولة قبائل غير متحدة

مع بروز حلف القبائل اليوم في (دارفور ) والتأصيل لهيمنة محتملة مُقرفة في تكوينها الزنجي والعروبي نجد أنفسنا أمام خطر عظيم ينذر بكارثة في المستقبل القريب بعد أن صنعت (جوبا بإتفاقيتها) قطب عدواني يطمح للسيطرة على مؤسسات الدولة والإقليم على حد سواء يزاحم قطب آخر كان شبه منبوذ صنعته دولة التمكين والأخطاء التاريخية، لتأجيج الصراع في إقليم مُمزق والقضاء على تمرد القوى الريفية فيها وتعزيز الشُقه وضرب مجتمعها الذي كان قريباً من التعافى، ما كنا لننتقد مْن خَدعنا اذا لم ينطلق الي الهيمنة على السودان وسحل مكوناته الأخرى وإحداث ميزان مختل وهضم حقوق الآخرين بحجة (هم حكموا قبل كده وجاء دورنا لنحكم !) والشروع الفِعلي بالتنكيل ببعض قبائل دارفور الذين كانوا في نفس الخندق(التهميشي وصراع انتزاع الحقوق الإقليمية ) مع هذه القوى التي اتضح انها قبلية صِرفه لديها مشروع خفى كان يُطبخ في نار هادئة ،وقد يقود هذا التسرع إلى هلاكها حتما إذا لم تتدارك نفسها وتُعرض عن هذا.

كيان الشمال
فيه من اللمسات العبقرية ما يلي:-
أولا: قيامها إقليميا دون سيطرة أحادية الجانب .

ثانيا: النشأة بإجماع قبلي لا تحمل رؤية اثنية محدد بل بدأت في استمالة الشرق الذي ركلته اتفاقية جوبا و الانتهازية من الطامعين مدعي التمثيل الإقليمي لغربنا عند أول منعطف سلطوي.

ثالثا: يتقدمها رجل أعمال يجيد الإدارة والذكاء هنا خارق جدا؛ لأن في هذا إتاحة الفرصة للمفكرين والباحثين والمحللين السياسيين والنخب السياسية في العمل المنظم دون تناوش أو تحكم ايدلوجي أو تخوف من سيطرة أحادية الجانب قبلية المنطلق .

نتمنى أن يكون المطالب المشروعة ووحدة تراب الوطن ثنام انطلاقة جميع كيانات السودان الآنية والمستقبلية والتخلي عن حب الذات والعمل لرفعة البلاد وتنمية المجتمع والأرض وتبتعد عن كل ما يقود إلي الهلاك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.