آخر الأخبار
The news is by your side.

الجامعة مؤسسة علمية يجب أن تقود إلى مشروع التنوير والإستنارة

الجامعة مؤسسة علمية يجب أن تقود إلى مشروع التنوير والإستنارة

سوداني بوست: حسن إسحق

إستضاف مركز مناظير الفكري ، أستاذ الفلسفة بجامعة النيلين ، دكتور مجدي عزالدين ، السبت الماضي .

حيث ناقش فيها ورقة فكرية عن الجامعة كفضاء للمقاومة النقدية .

ويناشد فيه بالعمل على إعادة تعريف مفهوم الجامعة بطريقة جذرية ، بدلا من حصرها فى المفهوم الكلاسيكي السائد .

إذ أن الجامعة كمؤسسة أمرها ليس مقصورا فقط على منسوبيها، بل أن تمثل مؤسسة طليعة تقود إلى مشروع النهضة والتنوير والإستنارة.

ومن مهامها تغيير طبيعة الدولة، بما يستلزم مفهوم المقاومة النقدية.

وكذلك المشاكل التي تدور فى الإقليم الشرقي ، تستدعي دور الجامعة فى القيام بدور إيجابي فى مثل هذه القضايا الوطنية.

ووجه مجدي ، إنتقادا إلى غيابها من المشهد السياسي والإجتماعي .

وأشار إلى إشكالية أخرى متمثلة فى أن المؤسسة التعليمية مسجونة داخل أسوارها الأكاديمية.

والطالب المفترض أن يقوم بالدور القومي، صار على الهامش، والأنظمة الشمولية من مصلحتها أن يكون الطالب على الهامش.

وأن الحركة الطلابية كانت رأس الرمح فى مناهضة الأنظمة الشمولية التي مرت على السودان.

وكانت مقاومة الحركة الطلابية للأنظمة الشمولية ، تبدأ من أول دقيقة لإعلان بيان الإنقلاب إلى أن يسقط النظام .

الجامعة مؤسسة طليعة:

بدأ دكتور مجدي عزالدين , حديثه عن إعادة تعريف مفهوم الجامعة بشكل جذري، موضحا أن إعادة التعريف يقتضي صياغة مفهوم كلاسيكي لها.

والحديث عن مؤسسة الجامعة فى السودان يأخذ الطابع الكلي بما يتضمن ويشمل كل المؤسسات الجامعية فى السودان.

وبدأ الندوة بمدخل نظري، يرى أن الجامعة كمؤسسة أمرها ليس مقصورا فقط على منسوبيها، والحديث عن منسوبي الجامعة يشمل كل العاملين فيها ، من أساتذة وموظفين وعمال وفنيين وتقنيين وطلاب وخريجين.

وفى حال الرجوع إلى قانون جامعة الخرطوم لسنة 1973م تعديل 1975م ، والقوانين التي وضعت فى التسعينيات من القرن العشرين، ما زالت سائدة إلى اليوم.

والجامعة ككيان تربط الأساتذة والطلاب والخريجين، يطالب مجدي ، بإعادة تعريفها بإعتبارها مؤسسة من مؤسسات الشعب السوداني، ولابد أن يظهر بشكل واضح خلال تعريفات قوانين الجامعة.

وربط ذلك ما بين الجامعة والمجتمع، ثم ربط ما بين الجامعة والمواطن، مشيرا إلى نقطة أخرى، متمثلة فى علاقة الجامعة بالمجال العام، وهذا الموضوع يهم المشتغلين فى المجال العام السوداني، ولا يهم فقط منتسبي الجامعة، وبهذا المنظور الجامعة للجميع، فى إرتباطها بالشعب، وهو ينتظر منها إنجاز وتحقيق عدد من المهام، يمكن تلخيصها فى أنها يفترض أن تمثل مؤسسة طليعة تقود إلى مشروع النهضة و التنوير والإستنارة.

إعادة تعريف الحركة الطلابية :

يرى مجدي, أن مشروع النهضة والإستنارة والتنوير فى السودان، إذا لم تقوده الجامعات، من الذي سيقوده؟.

وطالب بالتركيز على فهم الجامعة بالمفهوم الجديد، وليس فى المعنى القديم ، والعمل على ربط الحاضر ’’ هنا ‘‘ وإحدى هذه المهام هي مرتبطة بتغيير طبيعة الدولة، كل هذا الحديث الأداة الأساسية له، هو عنوان المحاضرة “الجامعة كفضاء للمقاومة النقدية” .

وأن تغيير طبيعة الدولة لابد أن يكون حاضرا فى الذهن مفهوم المقاومة النقدية، والسودان فى مرحلة إنتقالية، والصراع الواضح بين المكون المدني والعسكري وصل إلى ذروته، وهناك حالة من الفرجة، مباراة بين فريقين، والأغلبية الساحقة متفرجة، فى هذا الظرف الحرج الذي يمر به السودان.

وما يحدث فى شرق السودان، وهذا يستدعي حضور الجامعة، ويلاحظ أن الجامعة تشكل غياب تام من المشهد، وطرح سؤالا ما هي فائدة الجامعة؟، إذا لم تخدم فى إطار هذه القضايا، ثم الأجندة ذات الطابع القومي والوطني، وما الذي يرجى منها؟.

ويظن أن المؤسسات الجامعية منفصلة تماما عن مجتمعاتها، إذ أصبحت الجامعة مسجونة وحدودها تنتهي بحدود أسوارها، وكذلك الأستاذ مهمة لها إرتباط بقاعة الدرس، ثم الطالب محبوس ضمن هذه الحدود.

ومن جهة أخرى، تعريفها بشكل جذري يتطلب إعادة تعريف الحركة الطلابية، لأن الطلاب على هامش المؤسسة.

الطالب علي هامش المؤسسة الجامعية :

فى حال الرجوع إلى تغريخ الجامعة فى السودان من 1902م بظهور كلية غردون التذكارية، فى حال الرجوع إلى العهود الديمقراطية الثلاثة، وكذلك الأنظمة الشمولية الثلاثة التي مرت على حكم السودان، يرى مجدي، أن الطالب كان على هامش المؤسسة الجامعية، وهذا يعني أن المؤسسة حتى فى العهود الديمقراطية لم يحصل فيها أي تغيير باين، والأنظمة الشمولية من مصلحتها أن يكون الطالب على الهامش، أما الجامعة كمؤسسة تكون على هامش الحراك المجتمعي السياسي، والنظر إلى حال الجامعة السودانية فى أبريل 2019م

ويكرر أن الطالب على هامش هذه المؤسسة، وهذا يعني أنه على الهامش وفقا للتعريف الكلاسيكي السائد منذ 1902م، وهذا يحتاج إلى تفكيك وإخضاعه إلى سلطة السؤال، وما يحدث الآن الأستاذ نفسه على هامش هذه المؤسسة، وكذلك الجامعة نفسها تسيطر عليها أقلية، ويكرر أن الجامعة كلها على هامش الحراك المجتمعي والسياسي فى السودان، وأبرز ملامحه تتمثل فى الصراع الملتهب بين المكونين الحاكمين، وإتخاذ الجامعات وضعية الفرجة، يعني أن هناك خلل فى آليات إشتغالها، ويوضح مجدى، أن هذا الخلل ليس وليد اليوم، والجديد يقتضي إعادة تعريف جذري للجامعة، وهذا لم يحصل حتى الآن فى تأريخ السودان، وإعادة التعريف ذاته يتطلب إعادة تعريف للحركة الطلابية.

إستدامة الديمقراطية السودانية :

فى مناهضة المستعمر فى السودان، يقول مجدي، أن الحركة الطلابية كانت رأس الرمح، وفى مناهضة الأنظمة الشمولية التي مرت على السودان، وكانت مقاومة الحركة الطلابية للأنظمة الشمولية تبدأ من أول دقيقة لإعلان بيان الإنقلاب إلى أن يسقط النظام، وطوال فترة الحكم العسكري، الثمن الباهظ كان يدفعه الطلاب، وهنالك تزوير فى تأريخ مقاومة الأنظمة الشمولية، وحدث إحلال وإبدال، وبعدها تظهر النقابات كتسمية أخيرة، وهذا لا يعني القدح من دور النقابات فى كل الثورات السابقة، وأي إنقلاب عسكري يأتي بتصفية النقابات والإتحادات الطلابية، وفى دور كبير لعبته الحركة الطلابية تم طمسه، وهناك حاجة إلى إعادة تأريخ مقاومة الأنظمة الشمولية، بمجرد ما يسقط نظام شمولي يعود الطلاب إلى الهامش.

أبرز ملمح لذلك قضية الشهداء من ديسمبر 2018م إلى أبريل 2019م، ستجد الغالبية العظمي من الشباب، داخل هذه الفئة غالبيتهم طلاب، وأنه دليل على أن من يخرجون إلى الشوارع، هم فئة الطلاب، يشرح حتى لا يفهم بشكل خاطئ، هناك النساء الكنداكات كن مشاركات أيضا، وبقية القطاعات وشرائح المجتمع، لكن الثقل يرجح كفة الطلاب، وفى إعادة التعريف فى دور يجب أن تقوم به الحركة الطلابية فى العمل على إستدامة الديمقراطية فى السودان .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.