الثقافة بين مطرقة وسندان الحرب!
الثقافة بين مطرقة وسندان الحرب!
بقلم: محمد هارون عمر
السُْودان وطن الفنون والنجوم والآداب وكل ضروب الثقافة الجميلة سحر المكان يؤثر على عبقرية الإنسان، فوظف الإنسان المبدع القيم الجمالية وحورها لقيم فنية رائعة وراقية ، الفلاح يشدو مع الساقية. والصائد يغرد مع تصفيق الموج وهذيان. العباب الزارع يسجع وسط الغاب والراعي يدندن مع الهديل و السجع، والصدح والتغريد، بمزماره يطرب حتى حيوانته وهي تثقو وتيعر وتخور يتناغم مع خرير الجدوال وشلشلة الماء. الجمال الباهي ينسكب يتدفق فيدوزنه المبدع في فضائه لينبثق الغناء الشعبي أو التراثي والإنسان يحاكي ويقلد الطبيعة ويتقمصها. يدمن عالمه الفني الجميل بغير تزمت. في الريف والمدن يسبح الإنسان مع الأسماك ويطير مع الفراشات ويصدح مع اليمامات ليرتشف عبق و رحيق الحياة. الراقصة والنشوانة. المدن في لهوها غناء وطرب و رقص واناشيد دينية في حفلات الأعراس والختان والخطبة.وطقوس الصوفية ، والاحتفالات والكرنفالات الدينية. الإذاعات. القنوات تبث الغناء والدراما والثقافة. فجأة اشتعلت الحرب لتغلق دور الرياضة. و والمدارس والجامعات و المسارح و الصخافةو صالات العرض في الخرطوم وصالات الأعراس وتوصد القنوات والإذاعات .
الاعلام يوظف لخدمة الحرب والقتل والحرق (ظهرت الاناشيد الجهادية. الانقاذية) . تفغر المنايا فاه. وغول الدمار يزمجر، ينعق غراب الشؤم والبين لا دور نشر تطبع مجموعات قصصية أو روايات أو دواوين شعر أو. كتب تر اثية أو فكرية أو تاريخية. ولا صالة لعرض اللوحات. اوصدت نوافذ الثقافة. لا تشكيل لا اغنية. لالوحة جديدة ولا شاعر. يقرض الشعر لا ملحن يبدع لحنًا لا مطرب يحاول أن يغني.. قصف وقنابل وحر ائق دماء واشلاء و دخان ور ماد ور كام وحطام، بركان الحرب يدمر كل شئ ويفرّخ الموت.و الرعب. أدوات. الثقافة تحتاج للسلام والوئام.
دوحة الثقافة. لا تزهر وتثمر وتينع إلا في ظل الهدوء والمرح والفرح . الجمال هو الفن والفن هو الجمال. الإحتراب هو. سرطان الثقافة. وهاهي الهيجاء المدلهمة. تكشر عن انيابها الحمراء لتقضم وتخضم وتفترس تستعر و َتتقد لتحرق. القاصي والداني تلتهم. الكمنجة الأكور يون ، الريشة، الاورغن، السكسفون، العود والغيثارة، الجيتار وتترك الثقافة. قاعًا صفصفًا. وتفرّخ طبول الحرب لتشعل حماسًا، لهبها القاني الأرجو اني يقتل المطرب والملحن والعازف أين المغنية شادن الجميلة.؟ أين الممثلة آسيا الفيتوري؟. وأين الشاعر تاج الدين الفيتوري؟ كلهم. طوتهم للجج الهجاء و حصدتهم نيران الموت لقد تكفلت وتعهدت أن تدك بؤر الجمال والإبداع وأن. تقتل كل جميل لتترك. الوطن ينعق وينعب فيه الغربان. والبوم. تستعر موسيقى الحرب التي يرقص على دوي طبولها النارية المجوس ليرقصون رقصتهم. المقدسة. الأخيرة..
ورغم ذلك ستنتصر عليهم الثقافة لأنها هي ظئر الثورة . التي ظنوا أنهم اجهضوها ووأدوها ولكن هيها ت! الثقافة. هي محور الحياة وهي كفيلة ببناء الأوطان لتخليصها من جور السلطان الشيطان..قيل إن مدير الجستابو الألماني (البوليس السري) في زمن النازي هتلر قال كلما أسمع كلمة الثقافة اتحسس مسدسي! لهذا هم يتحسسون مدافعهم لكيلا يسمعون كلمة ثقافة .!
