الثقافة بالنيل الأزرق إلى أين؟ وتأثيرها نحو توعية المجتمع
الثقافة بالنيل الأزرق إلى أين؟ وتأثيرها نحو توعية المجتمع
بقلم : فريد الأمين
ظلت الحركة الثقافية بولاية النيل الأزرق ، نموذجا لبث الوعي وترسيخا لمفاهيم الفضيلة والوطنية لكل الأجيال ، وتوعية المجتمع ولفت إنتباهه إلى المخاطر ، من أساليب وسلوكيات شاذة وغير مألوفة فى مجتمع يشهد له بتماسك نسيجه الإجتماعي ، فى فترات خلت .
والناظر إلى الواقع بكل ضروبه منذ مطلع التسعينيات وإلى الآن يجد ، أن القائمين على أمر الثقافة بعيدين كل البعد عن فهم دور الفنون ، وتأثيرها فى شتي مناحي الحياة .
ونجد الوزارة المناط بها الأمر عبارة عن مباني (المجمع الثقافي) ، أخذت عنوة من أصحابها ، ومن هنا ينتج التفكير الإقصائي تجاه الفن والفنانين ، والنظرة السالبة تجاه معظم موروثات المنطقة .
إن التنوع العرقي يشكل رافد أساسي للثقافة والتراث ، بشقيه المادي والغير مادي ، وأن ما تزخر به الولاية من فنون شبهها الكثيرين بشبة القارة الهندية .
وظلت هذه الوزارة ، طيلة العقود السابقة للترضيات ، والدليل الذين تعاقبوا عليها ، وحتي الآن لم يقدموا شيئا يذكر ، سواء الوعود والإتجاه لما يعود عليهم بالفائدة .
إضافة إلى عدم توافق المبدعين فى كياناتهم ، وحالة الإنشقاق والإنشطار داخلهم كفنانين ، وعدم وعيهم بالمسئولية المجتمعية .
الآن أصبحنا نتساءل بعد ثورة الدماء والشهداء والثوار ، أيعقل أن ينظر إلى الفنون بمعايير لا تخدم الإنسانية والإنسان .
وعدم وجود خطط وبرامج ، وأصبح التسلط ثمة أساسية فى إبعاد من يحاولون ، وإقصاء المبدعين ، الذين يحاولون بجهد إرسال رسالتهم .
الفن لايعرف السياسة والتحزب فهو رسالة سامية تسمو بالإنسان ، ويبحث عن مناطق ومكامن الخلل ، ليلفت إنتباههم حتي يستقيم الأمر .
ويكفي هذا الإقليم فخرا ، أن أظهر الكثير من الفنانين والمبدعين أمثال الموسيقار صديق النور ..عاصم الطيب ..سيف الإسلام حاج حمد ..الضو محمد نور ..جرهام بريمة .. صلاح محمد نور .. دكتور عاطف عجيب ..الجمري الطاهر سراجية ..وسلطان الفن سبت ..وهؤلاء علي سبيل المثال لا الحصر .
نقول لحكومة الإقليم عليك أن تحتفظى بما تبقي من مبدعين وأن تفتحى لهم المجال وتدعميهم .
والا سوف تصبح هذه المنشئات بزينتها وخاوية .
ورسالتنا لحاكم الإقليم ، عليه إخراج موظفي الوزارة من المجتمع الثقافي ، وإلزام من يتولي أمرها بتنظيم مهرجان سنوي لكل الفنون ، وتأهيل الأجهزة الإعلامية بالولاية ، وفتح المجال للكوادر المختصة حتي تسهم فى إثراء الساحة الثقافية بالولاية .
