آخر الأخبار
The news is by your side.

التصعيد الاسرائيلي وفوهة البركان

التصعيد الاسرائيلي وفوهة البركان

بقلم: اللواء/ مستشار مأمون هارون رشيد

      منذ أن شكل بنيامين نتنياهو حكومته القائمة كان واضحاً ، بل ومتوقعا أن هذة الحكومة ستجر الأوضاع و المنطقة إلى حافة الحرب، بل ستذهب بها إلى حرب يرى فيها نتنياهو أنها مخرجة الوحيد من ازمتة الداخلية المستفحلة .

       حكومة نتنياهو الاكثر عنصريه وتطرفا ، والمشكلة من غلاة المستوطنين العنصرين الذين يرون في ضعف نتنياهو فرصتهم الكبرى لتمرير مشاريعهم العنصرية والاستيطانية ضد الشعب الفلسطيني وارضة ومقدساتة ، ونتنياهو الخاضع لابتزازاتهم ، والذي يعمل على تنفيذ كل رغباتهم حتى لو أدت إلى انتقادات داخلية وخارجية له ، وحتى لو تعرضت علاقات كيانة مع حلفائة وداعمية في الخارج ، سواء في الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي ، أو حتى المطلعين من العرب ، كل ذلك في سبيل وقف انفراط عقد حكومتة في حال لم يلبي مطالبهم وينفذ سياساتهم ومخططاتهم كي ينأ بنفسة من سجن مؤكد في حال سقوط حكومتة ، وذلك بتهم الفساد التي تثقل كاهلة ، والتي ستذهب بة للسجن لا محالة ، وما التعديلات الدستورية التى أثارت ضجة كبيرة في دولة الكيان ، والتظاهرات التي عمت ارجائة وشارك فيها كل شرائح المجتمع إحتجاجا على هذة التعديلات والمطالبة بعدم إقرارها ، وإصرار اليمين المتطرف ونتنياهو على تمرير هذة الإصلاحات، الا مؤشر واضح من قلق نتنياهو ، بل وخوفة من الذهاب للسجن حال سقوط حكومتة القائمة الآن .

      نتنياهو الذي رأس عدة حكومات سابقآ ، العارف تماماً للعبة الحكم ودهاليزة في كيانة الاحتلالي ، يعرف تماماً أن لا مخرج أمامة لمحاولة إعادة ترميم وضع حكومته المتأكل داخلياً وخارجياً ، لا مخرج أمامة إلا ايجاد تهديد خارجي و حرب قد تعيد الالتفاف الشعبي حولة بحجة تعرض كيانة لخطر وجودي ، وما الممارسات الاستفزازية وسياسة القمع والقتل التي يمارسها جيش الاحتلال وقطعان مستوطنية سواء في القدس ، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى ومنع المصلين من ممارسة شعائر عباداتهم ، وكذلك السياسة العدوانية ضد المواطنين في نابلس وجنين واريحا وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، حيث سقط نتيجة هذه السياسة العشرات من الشهداء ، كل ذلك بهدف توتير الأجواء والدفع برد يخلق مبرراً لنتنياهو وحكومته لادعاء وجود تهديد ، ومن ثم شن عمل عسكري وخاصة على قطاع غزة ، الحلقة الأضعف الآن في المعادلة ، والتي قد لا تثير الكثير من الاحتجاجات الدولية في حال تنفيذ عملية عسكرية هناك ، عكس ما قد ينتج عن عمل ضد حزب الله في الشمال ، لأن ذلك سينتج عنة عشرات الصواريخ عالية الكفاءة التي ستضرب مدن الكيان ، تقتل معها أحلام نتنياهو وادعائة في تحقيق الأمن ، وكذلك ما سيواجه الكيان من إدانات وانتقادات دولية في حال مهاجة لبنان الساعي لعدم خلق اي اشكال يؤدي لعمل عسكري إسرائيلي ، هذا عدى أن حزب الله ليس بوارد شن اي عمل ضد الكيان الآن ، فهو أفضل من يسعى لبقاء واستمرار الهدوء ، وقد سارع بنفي تورطة في إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية مؤخراً ، لذلك لا اعتقد أن حزب الله هو خيار محتمل لنتنياهو الآن لتوجيه ضربة ضده ، ولا حتى سوريا ، علما أن الإعتداءات أصبحت شبه يومياً على أهداف داخل الأراضي السورية ، سواء أهداف سورية أو لحليفه الإيراني ، علما أن هذا الحليف الإيراني أخر ما يفكر بة هو مواجهة دولة الكيان ، وهو الذي يتلقى يومياً الضربات دون اي رد أو تحريك ساكن ، فالخيار الأفضل لنتنياهو اذن هو عمل عسكري ضد قطاع غزة يعيد له بعض من شعبيته المتأكلة ، و غلافي ظل موجة عنصرية تجتاح الكيان ضد الفلسطينيين ستبرر لنتنياهو فعلة وأي تداعيات قد تنتج عن هكذا فعل ، وذلك بحجة محاربة الإرهاب ، وما يتعرض له كيانة من تهديدات من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة .

       المعلومات والأخبار المتداولة تدفع جميعها في تأكيد قرب القيام بعمل عسكري كبير ضد قطاع غزة خلال الأيام القادمة بعد الاعياد اليهودية ، حديث نتنياهو لرؤساء المستوطنات في غلاف غزة ، إن حكومته تعمل علانية وسرا ضد الإرهاب في غزة ، وطمأنتهم بذلك ، استدعاء الاحتياط ، تعبئة الداخل والخارج وايهامة بوجود تهديدات من قطاع غزة والترويج لذلك ، بيان وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الذي يحذر من عمل عسكري قريب ضد غزة ، كل هذة المؤشرات تدفع باتجاه قرب القيام بعمل عسكري كبير هناك ، وهذا ما تسرب من بعض المعلومات التي تؤكد أن حكومة الاحتلال قد أبلغت بعض الدول عن نيتها تنفيذ عمل عسكري في قطاع غزة بعد الاعياد اليهودية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.