آخر الأخبار
The news is by your side.

البرهان: أغلب القوى السياسية والمدينة لم ترفض التطبيع مع إسرائيل

البرهان: أغلب القوى السياسية والمدينة لم ترفض التطبيع مع إسرائيل

الخرطوم : عبدالرحمن الكيال

أكد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، أن أغلب القوى السياسية والمدينة لم ترفض التطبيع مع إسرائيل ، حيث جرت تشاورات معها .

وأضاف البرهان ، أمس ، في لقاء خاص بثه تلفزيون السودان ، أن السودان لم يتعرض لأي إبتزاز لإتخاذ قرار بالتطبيع مع إسرائيل ، مشددا على أن السودان لم يتخل عن القضية الفلسطينية .

وأشار الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، إلي أن إتفاق التطبيع سيتم عرضه على المجلس التشريعي .

وتحدى البرهان ، أن يدعو أي حزب سوداني في برنامجه خلال الإنتخابات القادمة إلى مقاطعة إسرائيل أو مقاطعة أمريكا .

وقال: المؤسسات السودانية تشاورت في الأمر ووجدنا فوائد في القرار ، وربما نكون حققنا مكاسب ، حيث تم رفع العقوبات عن السودان ، وعادت له الحصانة السيادية ، والشطب من لائحة الإرهاب” .

وتابع البرهان: “حين نتحدث عن رفع العقوبات عن السودان ، لا يمكن أن نتحدث بمعزل عن التطبيع مع إسرائيل ، وأنا أفضل أن أسميه صلحا ، لأننا الآن نعمل علي إعداد إتفاقية صلح ، وهو عمل مشروع” .

وأشار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، إلى أن رفع إسم السودان من لائحة الإرهاب عملنا عليه منذ فترة ، ونفذنا كل المطلوب مننا في هذا الملف ، لأنه صارت هناك إرتباطات سياسية معروفة ، فالملفان مرتبطان ببعضهما البعض .

وقال البرهان:” قضية التصالح مع إسرائيل نظرنا إليها من جانب التغيير الذي حدث في السودان ، وأحدث تغييرا في التفكير في كل الملفات ، خصوصا أن واحدة من العقبات التي كانت تواجه رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب كان التمييز الديني ، أو حالة العداء مع واحدة من الدول بسبب الديانة أو العرق ، وأعتقد أن التطبيع معناه العودة إلى العلاقات لطبيعتها ، والطبيعة ما فيها عداء ، فالعداء هو الحالة الشاذة” .

وكشف الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، أن كل قادة العالم يسعون إلى مكاسب وطنية ، وكل قائد يبحث عن مصلحة وطنه وبلده ، مشددا على أنه لا أحد تدخل في قرار السودان الخاص بالتطبيع .

وتابع قائلا:” السودان يريد أن يغير نظرة العالم له ، ويريد أن ينهي العداء مع أي من الدول ، حتي يتثني له الإنخراط في المجتمع الدولي ، ونحن نظرنا إلى السودان فقط ، ورفع الظلم عن الشعب السوداني” ، مضيفا أن التطبيع مع إسرائيل كان محفزا لأمريكا لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان .

وأكد رئيس المجلس السيادي أن جميع القوي السياسية والمجتمعية كان صوتها يؤيد الأمر ما دام فيه مصلحة للسودان ، لافتا إلى أن تلك المشاروات شملت أيضا القوى التي ترفض الخطوة الآن ، ولم نكن نجد إعتراضا .

وأضاف أنه تشاور مع قادة القوى السياسية وتوصل إلى إتفاق على أن أي إتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يعرض على المجلس التشريعي ، وهو أمر معلوم بالنسبة للجميع أن الإتفاقيات الدولية تجب المصادقة عليها من الجهاز التشريعي .

وتابع البرهان قائلا: “إتفقنا على أن الآراء الشخصية لا حجر عليها ، والمبادئ التي يؤمن بها قادة الأحزاب لا حجر عليها ، وكل فرد يعبر عن رأيه ورأي حزبه ، والفيصل هو الجهاز التشريعي” ، منوها إلى أنه عندما تأتي حكومة منتخبة ، وبرلمان منتخب ، يمكن له أن يعيد النظر في القرارات التي إتخذتها الحكومة الإنتقالية .

وأكد البرهان أنه تمت إستشارة مؤسسات الدولة في الأمر ، وحتى قبل إعلان البيان الثلاثي المشترك (الأمريكي السوداني الإسرائيلي) ، ومن ثم تم عرض الأمر على مجلس السيادة ، وكان الحديث يتم مع المؤسسات بصورة يومية” ، لافتا إلى أنه “لا حجر على أي فكر ، ولكن لا يمكن أن نرهن أوضاعنا على أفكار قادمة من الخارج ، فالمفاهيم تغيرت والأفكار القديمة لم تعد موجودة” .

وأكد أن السودان يدعم المبادرة العربية تجاه القضية الفلسطينية ، وكل ما ورد فيها يجب أن يُنفذ بالتوازي ، فالمبادرة فيها إعتراف بدولة اسرائيل ، وإنهاء علاقة العداء مع إسرائيل أيضا يفرض عليها بعض الخطوات والمطالب ، مطالبا بتنفيذ حل الدولتين ، وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967م .

وقال رئيس مجلس السيادة الإنتقالي: “لم نوقع إتفاقا إلى الآن ، لكن بعد التوقيع ستبدأ أوجه التعاون في المجال التكنولوجي وفي مجال الزراعة وفي مجال الهجرة ، مبينا أن التعاون يشمل 4 أو 5 أنشطة ، ومسودة الإتفاق موجودة ، وسنعرضها على مكونات السلطة الإنتقالية ، وبعدها سنذهب إلى التوقيع ، وبعدها سيعرض على الجهاز التشريعي” .

وإستعرض الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الإتفاقيات الكثيرة التي وقعت مع دول عربية أو مع نظمة التحرير الفلسطينية ، منذ مؤتمر اللاءات الثلاث في عام 1967 ، وتساءل لماذا نظل نحن نعيش في عام 1967، ونتحمل هذا التكبيل الذي نحن فيه ، حتى إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقعتا إتفاقية في أوسلو ، تم فيها الإعتراف ، حيث إعترفت منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود ، وكلنا يؤمن أنه يجب إقامة دولة فلسطين في حدود عام 1967م ، لكن لا نريد أن نحمل الشعب السوداني وحده هذه المسئولية ، ويجب ألا ننساق وراء أيديولوجيات أو سياسات تقودنا وتكون وصية علينا” .

وأوضح أنه بعد إزالة العقوبات ، بقليل من الجهد وقليل من المعونات الدولية يمكن أن ينهض السودان ، حيث إنه بلد يملك إمكانيات كبيرة جدا ، وأصبح شعار “السودان سلة غذاء العالم” قريبا جدا من التحقيق ، لافتا إلى أن “السودان حتما سيحتاج إلى بعض المساعدة في المرحلة المقبلة ، لكن بعد الإزالة من القائمة وتهيئة البيئة المحلية ، داعيا إلي الإستعجال بالعمل للإستفادة من الأمر بالشكل المرجو .

وأكد البرهان أن شركاء الحكم في السودان الآن في أفضل حالات الشراكة ، حيث إن هناك تفاهما وتجانسا كبيرا جدا بين مكونات الحكم ، فإتفاق السلام حفزنا كلنا على العمل سويا ، وهدفنا خدمة السودان وشعبه .

وأضاف: “نحن كعسكريين لا نريد أي مجد شخصي ، ونحن ملتزمون بأن نفي بمطالب الوثيقة الدستورية ، وأن نسلم الأمانة في التوقيت المحدد” ، مجددا التأكيد علي الإلتزام بإتفاق السلام ، وإستدرك قائلا:”لكن الإتفاق في وضعنا الإقتصادي الحالي لا يمكن تنفيذه بدون معونات من المانحين والمنظات الإقليمية والدولية ، فالجميع يجب أن يدعم هذا الأمر” .

مما يجدر ذكره أن المشاورات التي أجراها رئيس المجلس السيادي الإنتقالي ، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، شملت كل من رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك وكافة قيادات القوى السياسية ، وأبرزهم حزب الأمةِ القومي برئاسة الصادق المهدي ، وحزب البعث برئاسة علي الريح السنهوري .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.