آخر الأخبار
The news is by your side.

“الانتخابات هي المخرج و الحل” .. بقلم:عثمان قسم السيد

“الانتخابات هي المخرج و الحل” .. بقلم:عثمان قسم السيد

إنّ السبيل الأسلم لكل متطلع إلى تحسين الواقع، أو تثمين المكاسب المُنجَزة، سواء كان في موقع المعارضة أو فى الحكومة، هو الاحتكام إلى الإرادة الشعبية الحرّة والنزيهة عبر الانتخابات الديمقراطيّة، وكل دعوة لتجاوز هذه الآليّة الإجرائية هي مغامرة غير محسوبة العواقب سوف تدفع بالسودان نحو المجهول.
ما معنى أن يتشبّث المنتقدون للأوضاع بموقف سلبي وانهزامي لتكريس التشبث بالمقاعد والسلطة عبر التماطل فى أمد الأزمة والفترة الإنتقالية لأعوام أخرى وخوفا من تقرير مصيرهم السياسي، عبر الترويج لفترة انتقالية أخرى، إلا أن يكونوا غير واثقين من قدرتهم على تجنيد الشعب لصالحهم في مواجهة دعاة الاستمرارية؟

سيقول هؤلاء إن الأوضاع الحالية بالبلاد لا تسمح بعقد إنتخابات مبكرة، بقدر ما تضفي الشرعيّة على التمديد فى فترة إنتقالية أخرى ، ولو افترضنا أن هذه الدعاوى حقيقيّة، فهل يكون من المفيد مقاومة تهميش الإرادة الجماعية بتغييب الشعب، لتخلو ساحة الحكم لأفراد وأحزاب يقرّرون بدلاً عنه ما يخدم مصالحهم الضيّقة؟ أليست الانتخابات على مساوئها الكثيرة هي المخرج الوحيد للانتقال نحو البناء الديمقراطي مهما طال الزمن؟

أقولها بصراحة إن رجل السياسة المتجرّد في العمل السياسى والمتطلع لمشروع الإصلاح والتنمية يتفاعل مع الواقع برؤيةٍ موضوعية هادئة وعقلانيّة، يحكمها التوازن في التفكير والتجاوب مع الممكن والمتاح، دون أنانية ومصلحة شخصية وحزبية ضيقة أو الانتقام، لأنه يمارس السياسة بحسّ المسؤولية الوطنيّة، فيحسب للخيارات والمواقف ألف حساب تجاه المصلحة العليا للوطن أولاً، ثم تأتي لاحقا الطموحات الحزبية والشخصية.

لذلك يبدو حتى الآن أنّ المنتفعين من العسكر والمتسلقين اليوم فى السلطة فى السودان يتجاهلون مطالب الثورة بتحقيق مدنية كاملة ودولة تحكم عبر أجهزة تشريعية وتنفيذيه منتخبة بإرادة الشعب فهؤلاء لا يملكون مشروعًا سياسيّا واضح المعالم لفائدة البلاد، بل إنهم يهيمون مع العامّة أو هُمْ واقعون تحت تأثير كرسى السلطة الوثير الذى تسلقوه عبر دماء شهداء الثورة ، لا يقنعها فارسٌ ولا حزب ولا جماعة ولا حركة، تفكر بمثاليّة لا أثر لها حتّى في جمهورية أفلاطون!

إنّ ما ابديه من اعتراض على منطق هؤلاء “المتسلقين ” ليس تخوينًا مبدئيّا ولا انتقاصًا من قدر أحد، بقدر ما هو دعوة للتفكير العملي والجاد بقضايا وهموم الوطن، الذي يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرّق، يقوّي ولا يُضعِف، يغرس الأمل ولا يبثّ اليأس في نفوس المواطنين.

لذلك اعتقد ان اجراء الانتخابات الان هي الحل الأمثل والأفضل للخروج من حالة الأزمة السياسية المستعصية بالبلد ومرحلة الضائقه الإقتصادية والمعيشيه التي يعيشها شعب السودان، وهي المخرج مما تتمسك به قوى الحرية والتغير (قحت) والمجلس السيادي الانتقالي وشركاء الفترة الإنتقالية من ذرائع للإبقاء على سيطرتهم فى السلطة والتمكين دون افق بحياة افضل للشعب او لدولة مدنية حقيقية، لان اجراء هذه الانتخابات بشقيها الرئاسية والتشريعية، وكذلك الولائية، أصبحت بمثابة القاعدة الصلبة لإنجاح مرحلة الانتقال بالشعب السودانى من مرحلة المعاناة والعذاب الى مرحلة الرفاهية والنماء.

من المؤسف تصور السودان على أنه أسوأ بلد في العالم، بينما الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فالسودان بلد حباه آلله بخيرات غض البصر صحيحٌ أنّ بلادنا ليست على ما يُرام، والأسباب لا يمكن حصرها الآن، بيد أنّ تحقيق المزيد من التطلعات لا يكون بتغليب المصلحة الشخصية والحزبية والقبلية الضيقة ، بل برفع معاول البناء وشحذ الهمم واعلا قيمة الوطن، ونشر فكرة أنشأ إنتخابات مبكرة تنقل السودان من مرحلة الأزمة إلى الانفراج….

ولك الله ي وطن

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.