آخر الأخبار
The news is by your side.

الاستاذ بجامعة ميسورى عبدالله على ابراهيم في حديث ممتع

 استقراء المستقبل

الاستاذ بجامعة ميسورى الامريكية بروفيسور عبد الله على ابراهيم في حديث ممتع 201‪7

ينهج نحو تأسيس دراساته عن التاريخ الثقافي والاجتماعي للسودان وأفريقيا على دراسات حقلية طويلة منها التي قضاها في بادية الكبابيش 1966 – 1975 وبين الرباطاب من مزارعي النيل الأوسط وبين قضاة الشريعة في التسعينيات من القرن الماضي.

وتستفيد أبحاثه من تداخل اختصاصات التاريخ والأدب والأنثربولوجيا والفلكلور والتاريخ والسياسة، والنشر باللغتين العربية والإنجليزية، مع شغف وانشغال بالممارسة السياسية والصحفية، وتعتني دراساته بشكل أخص بالتاريخ الثقافي على عهدي الإستعمار وما بعد الاستعمار نشر مقالاته الأكاديميّة في عدّة دوريات ونشرت له دار بريل في هولندا في 2008م في سلسلتها عن “الإسلام في أفريقيا” كتابه عن الصّحوة الإسلامية في السودان منظورا لها من زاوية ثنائية القضائية السودانية بين قسم شرعيّ ومدنيّ طوال عهد الاستعمار البريطاني وما بعده.

كما نشر في معظم دوريات الدراسات الأفريقية والإسلامية بالولايات المتحدة استاذ التاريخ الافريقى بجامعة ميسورى الامريكية من مواليد منطقة جلاس بمدينة مروي في درس المرحلة الأولية في أبو حمد وعطبرة الجنوبية، ثم عطبرة الأميرية، ثم عطبرة الثانوية.

تخرّج في جامعة الخرطوم وجامعة إنديانا- بلومنغتن في الولايات المتحدة حيث حاز علي البكلاريوس والدبلوم والماجستير من جامعة الخرطوم وحصل علي الدكتوراة من جامعة انديانا-بلومنقتن بالولايات المتحدة.

ودرس في معهد الدراسات الأفريقية في جامعة الخرطوم وترأّس شعبة الفلكلور وعمل رئيس تحرير “مجلّة الدراسات السودانية” بجامعة الخرطوم بين 1987 و1991 ونال زمالة في الإنسانيات الأفريقية بجامعة نوروسترن لعامي 1991 و1993 البروفسيور عبد الله على ابراهيم التقيناه فى حوار حول قرار أوباما رفع الحظر عن البلاد فكانت هذه اجاباته .

بداية بروف كيف تقرأ توقيع الرئيس الامريكى المنتهية ولايته أوباما لقرارات رفع الحظر الاقتصادي على البلاد ؟

كانت عقيدتى الدائمة أن الحكومة الأمريكية راضية عن السودان ، لأنه تعاون معها منذ عهد الرئيس بوش وأشير هنا إلى لقاءات مدير الأمن وقتها الفريق امن صلاح عبد الله قوش بمسؤلين أمريكان الشئ الأخر أن أمريكا كبوليس دولي لا تحب أن ترى منطقة فراغ ليس فيها حكومة واعتقد أن الحكومة الأمريكية قبلت بالمساومة على انفصال الجنوب على مضض على مضض لأنها تعرف انه قد يخلق فراغ يملاؤه مايسمونهم بالإرهابيين لكن قصة انفصال الجنوب طبعاَ كانت وراءه مسالة أخلاقيه والتزامات (لوبي) ولم يكن فيها اى نوع من السياسة المعروفة لدى امريكا ان نخدمهم دون شروط أما كونك كنت ديمقراطياً وتراعى حقوق الإنسان فهذا للاستهلاك المحلى ، والشئ الآخر أن أمريكا كشرطة دولية تتخوف من اى تطور سياسي يؤدى إلى فراغ وهذا هو السبب الذي حمل الأمريكان على قبول التعاون مع الحكومة ، على اعتبار أن اى هزه لأركان هذه الحكومة من المنتظر أن تخلق الفراغات المخيفة بالنسبة لهم .

هل تعتقد أن الخطوة تأخرت ؟

نعم واعتقد أن الحكومة الأمريكية كانت جبانة في أنها تأخذ هذه الخطوة فكان عليها اتخاذها وهى في صحوة وهى في عمرها الطبيعي فقد كانت تعلم من أمرها أنها يجب أن تقدم شيئاً للسودان (فالعصا طالت على السودان والجزرة المعلقة لم تنزل) فهذا حقيقة نوع من الجبن أن تنتهز حكومة أوباما سانحة خروجها من المسرح السياسي الأمريكي لتعمل شئ للسودان واعتبره حق فدعمنا للإرهاب كما يعتقدون هي مسائل خلافية فالحقيقة هي أن سياستنا منتزعة من الحكومة الأمريكية وتستولي عليها اللوبيات ( اليهودي والكنسي الإفريقي الأمريكي ) وهذا في اعتقادي ماسيضع موضوع رفع العقوبات في شك وظن فهناك تلويحات أن ترامب قد يفعل شئ والكونغرس الأمريكي أصلاً لا يحب السودان إطلاقاً ولم يمر أمر عبره إلا صوت بشبه إجماع ضد السودان وهذا أمر مقطوع التسليم به لكن طبعاً اى رفع أو زحزحة وإزالة لاى قانون أو قرار أو إجراء يقيد الوطن يكون فيه مصلحة للبلاد فيجب أن يكون مبعث فرح فدواعي الإرهاب ودعمه مصنوعه وتطبق فى حاله وترفع فى حالات وتعتمد على اشياء غير المقاييس السياسية وهذه الجوقة لا تفيد فالحكومة استطاعت أن تعمل تحالف ممتاز في الاستفادة من النفط في سوق عالمي مختلف عبر الصين وماليزيا وكندا .

ثانياً إذا كانت هناك معارضة تريد ان تعارض بأمريكا (فيأخى السلام عليكم) وإذا وجدت معارضة تعتقد أنها تخنق الحكومة ثم تخنق الشعب ثم يثور الشعب فهذه ليست ثورة لأنها وعى بالحرية أكثر مما هى وصول للسلطة وهذه نظرية غير مجديه فمثلما كررت مراراً أن ( المتغطي بأمريكا عريان) فإذا أرادت المعارضة الضغط على الحكومة عبر أمريكا فلن تمر عبر هذ الطريق ويجب ان تتعلم المعارضة مستقبلاً ان يكون الوطن مصاناً وعليهم ان يتجردوا من أهواء السلطة العالمية وليس بالأمر الجيد فى حق الوطن أن يكون معرضاً لمحاكمات مثل هذه .

اقتصادياً هل تعتقد ان هبوط الدولار هو اثر واضح لهذه القرارات ؟

اعتقد أن المقياس بارتفاع الدولار وانخفاضه هذا مقياس ساذج ولا اعتمد عليه فالبعض يقوم بتبسيط العملية الاقتصادية وهى عملية تعتمد فى الأساس على الدخل القومي والاستيراد والتصدير فإذا زالت كل العوائق الان فهل هذا يعنى أن دخلنا القومي يتسق مع الاستيراد هذا حديث (ناس سوق ساكت) ونزول الدولار لا يحل هذه المشكلة مالم ندخل فى دائرة الإنتاج نحن لاتزال دخولنا ضعيفة وهناك ثروات طبيعية نديرها بصورة بدائية بدون وجود منظومة لدولة حديثة تدير هذه الثروات وفق رؤية صناعية متطورة نحن فقط نحسن صناعة الاستهلاك وإذا دخلت على اى واحد من الأسواق الحديثة تشعر بالخجل فهناك عدد كبير من أصناف متعدده لسلعه واحده وأصبحت لدينا طبقة أن لم تهاجر إلى أمريكا فهي تهاجر هنا بتمتعها بصناعة الاستهلاك هذه فاعتقد أن هبوط الدولار هو سكه غير اللاعب فاللعبة الكبرى مازالت في بداياتها .

لكن وفور توقيع اوباما على القرار اعلنت الحكومة انها بصدد وضع خطه اقتصادية جديدة ؟

كلما قيل أن هناك خطه بديلة كلما حلت علينا كارثة ، القصة وما فيها كيف ننتج وكم سننتج وماهى الفجوة بين الدخل والاستهلاك والحكومة بقراراتها هذه لم تكترس إلى أنها القت بالأزمة على كاهل أمريكا وارى انه اذا ماتوطنت الدولة في موضوع العمليات الاقتصادية بما يحمل تعميراً للبلد لكان ذلك افضل فقضية الأمريكان (حقو) تنكمش إلى حدها وحجمها الطبيعي فالحكومة (ماطاها) في باب الكسب والمعارضة في باب الخسارة .

هناك أشياء كثيرة لم ينتبه إليها الكثيرين فعودة العلاقات الثقافية والأكاديمية تساعد على زيادة التماسك مع أمريكا فهناك من هلل من بعض إخواننا برفض العلاقات مع أمريكا لكن اقول ان هذا سيفتح الباب الثقافي مع أمريكا وأنا قد عشت هذه التجربة فالتبادل الثقافي والأكاديمي يفتح الكثير من الفرص ، وخلال فترة انتدابي بأمريكا كانوا يستمعون إلى بإعتبارى معارض وكنت انقل لهم تجربتي الأكاديمية وأحدثهم عن السودان وبعد عودتي لقرابة العشرون عاماً من الاغتراب اري ان الأكاديمية السودانية أصيبت بالكثير من العطب فالبعثات العلمية تراجعت والمستوى التعليمي تدهور وأصبحنا نعيش نوعاً من المحلية القاتلة ففي السابق كانت الجامعات تنشط بالبعثات .

اذن كيف تري هذه المسألة من جانب امريكا ؟

اعتقد ان هذه المسألة يتم التعامل معها بخفه من قبل أمريكا على اعتبار أن البلاد كانت تخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي وبريطانيا فقامت بإلغاء هذا الكسب التاريخي فى العراء من جانب آخر اعتقد ان هناك معارضين يحبون فقط ان يسمعوا اخبارًا سيئة عن السودان فلا يقيمون مثل هذه القضايا الأكاديمية فالآن سيتم قبول مبعوثين للجامعات الأمريكية واعتقد ان هذه نقطة تأخرت وهو أمر مؤسف فالأكاديمية السودانية خسرت دروب وأبواب كانت قد فتحت إليها .

القرار هو كسب للدبلوماسية السودانية الا تتفق مع هذا الطرح ؟

القرار كسب للدبلوماسية (المتمسكنه) وماذا تعنى بها ؟ لأنها ثارت فى هذا الجانب فالتحالف الذي تم بين جهازى المخابرات حول الإرهاب الذي لا اعلم له تعريف دقيق هل هو ان اى (زول) مسلم ملئ بعاطفة إسلاميه حاده هو إرهابي كثيرين تم شحنهم بمعاداة التمدد الصهيوني الذى طال أقدس الأماكن وفى النهاية غدر بهم على اعتبار أنهم إرهابيين فأصبح هؤلاء منفذين لسياسة محاربة الظاهرة وليسو منظرين لها هناك كثير من الاشياء نستنكرها فى أداء بعض المسلمين لكن نعلم أن الجرح غائر وهذا ما اعنيه بالدبلوماسية (المتمسكنه) التي تدفع ثمن أشياء لا حصر لها وتدفع أثمان غالية خوفاً من العصي وطمعاً في الجزرة فلا اعتقد أن هذه دبلوماسية رصينة فهي تفتقد إلى السند والدعم ومتمترسه خلف قناعاتها ويصعب القرب منها لذلك هانت الأمور وأصبح التهافت يعنى دبلوماسية .

ماهو التحدى الماثل الان برايك ؟

التحدي الأكبر هو كيفية نقل اهتمام أمريكا بقضايا البلاد من الموقف الأخلاقي إلى الموقف السياسي المصلحي اما التحدي الأساسي الآن هو كيفية استرداد الشعب إلى دائرة السياسة وهذا طريق التعريف بمصطلح الوطنية الذي ظللت أدعو إليه وكل المؤشرات تشير إلى انه لم يتبقي إلا القليل قبل أن نقع على اول دروب هذا الطريق وهذا يريد إصرار ومباشرة للأطراف فإذا قلنا أن الاتفاق الامريكى مهين للأطراف المعارضة التي تكاد تكون وصلت حد الندب لماذا تركتنا أمريكا ؟ ومهينه للحكومة التي فرطت فى معاني كثيرة جداً ببلوغ هذه النقطة فهذه اهانات وطنية يجب عبرها استرداد القوة الحقيقية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.