آخر الأخبار
The news is by your side.

الإقتصاد السوداني لا يحتاج للتطبيق الأعمى لنظرية الصدمة

الإقتصاد السوداني لا يحتاج للتطبيق الأعمى لنظرية الصدمة

بيقلم: بروفيسر عصام عبدالوهاب بوب
في اعتقادي شخصيا ان وزير المالية أصدر بالفعل او سيصدر هذه القرارات ، وقد سبق لي أن كتبت انه ربيب البنك الدولي ولا يعرف إلا روشتته وهي ما أصبخ متعارفا عليها ببرنامج إعادة الهيكلة ال .Structural Adjustment Programs و ما يزيد الطين بلة انه متشبع بفلسفة مدرسة شيكاغو النقدية والتي تركز علي برامج الصدمة والتي اقترحها سابق الذكر رئيس الوزراء معتز موسي في عهد الانقاذ السابق لعهد القحاتة او ما يعرف بالمرحلة الإنتقالية. حقيقة لا ألومه لأن هذه حدود معرفته وفلسفته وقد اتت به لوبيات إقتصادية وقوي سياسية أثبتت وجوده. وفي ظل انعدام وجود هيئة تشريعية وبدون وجود من يرفض هذه القرارات تحت غطاء الشرعية الثورية ، فسوف يتم تنفيذها وتطبيقها علي الامة السودانية دون وازع و لا ضمير لا يخشون فيهم إلا و لا ذمة.

ما الضير من إعادة الهيكلة فلا أحد يريد الفوضى في حياته أو بلده؟
ظاهر هذه القرارات هو رفع الدعم كما يقال اي إطلاق عنان قوى السوق في الاقتصاد بصورة غير محدودة. هذا أثره سيكون ساحقا ماحقا علي جيوب المواطنين وبدون رحمة والحجة هي الإصلاح الاقتصادي. هنا أوجه رسالة للسيد البدوي وهي التي أوجهها الي طلابي في مطلع اول محاضرة من العام الدراسي An economist must have a cold calculating mind and a warm living heart. لابد أن يكون الاقتصادي عاقل بارد يحسب كل شيئ ولكنه ايضا له قلب دافئ عطوف. هذه السياسات تحمل عقل بارد فقط دون أن تحمل في طياتها القلب الدافئ ، فهذا يدمر قدرة المواطن العامل البسيط والمزارع الصغير على الإنتاج و يسمح بنمو الرأسمالية المتوحشة لالتهام السودان وربما الي تفتيته خصوصا الرأسمالية التي ترتكز على الإحتكار.

سياسة الصدمة وفشلها في مستودعها:
سياسة الصدمة لم تنجح في امريكا الدولة ذات الهياكل الصناعية والزراعية المتقدمة والبنية التحتية الممتازة فتم إلغائها ، فكيف ستفعل سياسات الصدمة الاقتصادية في السودان حيث المواطن مسكين ويفتقد الموارد والتمويل.

سيرتفع كل شئ مضافا إليها الكارثة التي أحدثتها زيادة المرتبات بصورة عشوائية حتي عجزت الخزينة العامة عن الدفع و تغطية هذه الزيادات. كذلك ستحدث كارثة للمواطن الذي لن يستطيع الاستهلاك وشراء ادني مستوي من احتياجاته. اعتقد أنني سأضيف هذا لأدبيات الفقر الاقتصادي والذي يعجز فيها المواطن عن تلبية احتياجات أسرته و الإنتاج كذلك مما سيدمر الصناعات والاعمال الصغيرة ويقفز بمعدلات التضخم لأرقام تتعدي الثلاث خانات.

كانت هناك حلول افضل ولكن عجزوا عن التفكير فيها. سؤالي، متي نجحت دولة اذعنت شروط البنك الدولي في الإصلاح؟
إجابتي لم تنجح إلا الدول التي رفضت تلك السياسات واستطاعت العبور باقتصادها الي الإصلاح. ولكني لا اعتقد ان هذه الحكومة الضعيفة الإدارة والارادة ليست قادرة على ان تفكر خارج الصندوق. و لا أومن بان المواطن قادر علي تحمل المزيد من الضغوط الاقتصادية ، وهو الأقرب الي الثورة التي لا تبقي ولا تذر. أما التعويل على العون الخارجي فقد سبق لي الكتابة عن ذلك عند تعيين هذه الحكومة وناديت بأن الإصلاح لن يحدث إلا من الداخل وان المجتمع الدولي لن يرفد السودان بالأموال المطلوبة.

هذه هي طبيعة الاشياء، لماذا يعطينا الأموال وهو ليس مضمون العواقب. اذا ان الاستثمار بالسودان ليس مضمونا مع صراعات سياسية لم تتوقف وبنية تحتية ضعيفة. العون الإنساني ممكن ولكن ليست التنمية الاقتصادية.

سودان اليوم يحتاج لنظرية اقتصادية يمكن تسميتها ال Big Brother او الاخ الكبير. او دولة حليفة تساعد التنمية بصورة شراكات اقتصادية حقيقية بين الدول وليس علي طراز ما يحدث اليوم. وفي هذا المضمون فان الخيارات محدودة.

خاتمة:
ذكر محمد حسنين هيكل بأن الشعوب تكون جيشها لحمايتها عدا إسرائيل فجيشها هو الذي كوّن شعبها . الشعوب هي التي تشكل إقتصادها ، لكن البدوي لديه إقتصاد يريد أن يشكّل له شعب ،
ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل

issamawmohamed@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.