آخر الأخبار
The news is by your side.

الأحزاب السياسية إنقلابية وأخشي على ثورة ديسمبر المجيدة من الإجهاض

الأحزاب السياسية إنقلابية وأخشي على ثورة ديسمبر المجيدة من الإجهاض

سوداني بوست: حسن إسحق

تطرق الكاتب والمفكر النور حمد ، أثناء إستضافته بإحدي القنوات الفضائية ، إلى أن الإخفاق فى مسيرة التحول الديمقراطي والعملية السياسية السودانية ، لها إرتباط تأريخي ، منذ أن نالت البلاد إستقلالها ، بإعتبار أن الأحزاب السياسية كان لها الدور البارز فى إجهاض كل الثورات التي أسقطت حكومات عسكرية .

يعتقد أن ثورة ديسمبر المجيدة ، التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير ، يخشي عليها من نفس مصير سابقاتها ، بسبب وجود التعقيدات والمعثرات التي تعترض طريقها ، وكشف عن وجود عمل منظم لوأد الثورة نفسها ، وتطرق إلى الخلافات الحادة بين أطراف قوي الفترة الإنتقالية من المدنيين والعسكريين ، وكيفية تأثير ذلك على نجاح وإستمرار هذه الفترة المعقدة ، إذ لم تعد القوي الكبري تنفق أموالها على الناس ، فى ظل وجود أزمة إقتصادية عالمية ، ثم فيروس كورونا ، الذي خلق أوضاعا معقدة ، فضلا عن الأوضاع الدولية ، وعلى السودان أن يدرك أن الوضع حرج ، وأن ذلك يؤدي إلى تحقيق أجندة وطنية ، ونبذ الأجندة الضيقة .

خنق وإجهاض الثورة :

إستضاف برنامج سودان جديد ، النور حمد ، على القناة الرسمية علي إذاعة هلا 96 ، الثلاثاء الماضي ، حيث أوضح النور ، أن خدمة الدين يعني (المصالح) ، تكون أكثر مما تنتجه البلد ، لذلك الدين مكبل جدا ، ويقعد بالبلاد تماما ، ويمنعها عن النهوض ، وذكر أن السودان به علل قديمة منذ الإستقلال حتي الآن ، الثورات الثلاثة ، القوي الحزبية كان لها دور كبير جدا فى إجهاضها ، والآن هذه الثورة يخشي عليها من الإجهاض ، وواقع الحال يكشف عن وجود تعقيد وتعثر ، ويعتقد أن هناك عمل منظم لخنق الثورة ، ومن يعتقد بعدم وجود العمل المنظم لخنق الثورة ، يشير إلى أن ذلك الشخص يجهل ديناميات السياسة ، والظروف التي تكونت فيها هذه الشراكة ذاتها بين المكونات التي تحكم الآن ، وتطرق النور ، إلى الأخطاء التي حدثت فيها ، وإشكالات فض الإعتصام .

جهات تعطل قيام المجلس التشريعي :

يضيف النور , أن هناك محاولة لشراء الزمن وتعطيل الكثير من الإجراءات ، أبرزها تعطيل قيام المجلس التشريعي ، وتعطيل مفوضيات أساسية ، على سبيل المثال مفوضية الفساد ، التي بدأوا الآن فى الإعلان عنها ، وهذه المسألة أخذت زمنا طويلا ، وربما يكون هذا الكلام أيضا مجرد شراء للزمن ، وهي حملات علاقات عامة لإسكات الأصوات المتململة من الجمهور والشعب ، وحتي كل هذه الأمور ، ربما لن تذهب فى الإتجاه الصحيح ، والوضع مزعج للغاية .

يوضح النور ، أن المجتمع الدولي لم يتقلص إهتمامه بالسودان بعد الثورة ، ويري أنه يشعر بحجم المشكلة ، وهي تحتاج إلى نقاش شفاف ، موضحا أن النقاش لم يحدث حتي الآن .

وأوضح أيضا أن هناك ضغوطا من الشباب لتحقيق العدالة ، كما ينبغي لشهداء الثورة والقيادة العامة ، وهذا ضغط من جانب ، وطرف آخر به رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك ، وطاقمه التنفيذي ، مضغوط من جهة المكون العسكري ، والشعب ينزعج من بطء الإجراءات ، وأيضا دخول الحركات الثورية فى المشهد ، ولها أجندتها أيضا ، والتصريحات والكلام المزعج الذي يزيد من هذا الإحتقان .

تحقيق أجندة حزبية :

يشير النور , إلى أن الحاضنة السياسية التي جاءت برئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك ، وطاقمه الوزاري ، وصفها بالمتشظية ، ومضغوطة من جانب ، ودخلت بأجندة تخصها ، وتحاول إستخدام الفترة الإنتقالية لخدمة الأجندة الحزبية ، وشرح أن مثل هذه المرحلة كان يجب فيها توحيد الجهود ، ثم السعي لوحدة وطنية شاملة ، ويطالب الجميع بوضع أجندة السودان فى المقدمة ، والعمل من أجل هذه الأجندة ، وكل هذا يحتاج إلى حوار شفاف .

وكشف عن وجود عملية ضرب تحت الحزام من أطراف الفترة الإنتقالية ، وصمت ، ولا توجد أي شفافية كافية ، وهذه الإشكالات لا تحل نفسها بنفسها ، بل عن طريق وضع جميع الكروت فوق الطاولة ، ثم النظر إلى موضوع العدالة الإنتقالية ، وتجميع الجهود ، وتبصير بهذه المخاطر ، يعتقد أن الناس لا تشعر بالمخاطر بشكل كافي ، ويمكن لهذا الوضع أن ينفجر ، ويقود إلى إحتقانات حادة جدا ، والدخول فى تجارب مرت على شعوب بعد الثورات ، وينصح بتجنب التجارب التي تقود إلى حرب أهلية ، وتشظي للدولة ، وتفككها ، وفى حقيقة الأمر ، المجتمع الدولي يراقب ، ويساعد ، إذا ساعدت الدولة نفسها ، ويحتمل أن يتخلي المجتمع الدولي أيضا عنها ، فى حالة عدم إبداء من القدرة على إدارة الشؤون الداخلية ، والتعاون معه بشكل جيد ، مشيرا إلى خروج الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان ، وقبلها خروجوا من الصومال .

مناقشة الأجندة الساخنة بشفافية :

أوضح النور ، لم تعد القوي الكبري تنفق أموالها على البلدان الأخري ، فى ظل وجود أزمة إقتصادية عالمية ، ثم فيروس كورونا ، خلق أوضاعا إقتصادية معقدة ، وعلى السودان أن يدرك أن الوضع حرج ، ويطالب بتحقيق أجندة وطنية شاملة ، والعمل على نبذ الأجندة الضيقة ، فى هذا السياق ، يحتمل أن يقدم المجتمع الدولي مساعدات للسودان ، وأضاف أن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ، إجتمع مع عدد من سفراء الدول فى العاصمة قبل أيام ، ويعتبر ذلك خطوة جيدة فى الإتجاه الصحيح ، وعلامات جيدة تقتضي تعبيد الطريق بالوحدة الوطنية ، ومناقشة الأجندة الساخنة بشفافية ، ويكرر بالأخص موضوع العدالة ، وحوجته إلى بذل مجهود أكثر ، وإنتقد رفع شعار العدالة ، دون تطبيقه كعمل واضح .

وأكد النور ، أن لجنة التحقيق فى فض الإعتصام لم تخرج بنتائج ملموسة ، وجزم ربما لن تكون هناك نتائج فى الوقت القريب ، يعتبر مثل هذا العمل ’’ جرجرة‘‘ ، وأن نتائجه ستكون خطيرة .

العلل البنيوية:

شرح النور ، العلل البنيوية فى الفعل السياسي السوداني ، ومشيرا إلى أن الأحزاب هي التي تسببت فى هذه العلل ، وساعدت العسكر فى الوصول إلى السلطة ، بإعتبارها إحدي الأسباب التي أقعدت السودان عن النهوض ، هؤلاء العساكر لم يأتوا لوحدهم ، بل أتي بهم المدنيين إلى هذه المراكز ، وتذوقوا طعم السلطة من خلال المدنيين ، وأول إنقلاب حدث فى السودان كان دعوة من عبدالله خليل ، رئيس وزراء حزب الأمة عام 1958م ، وحكومته التي قامت على إئتلاف بينه وبين حزب الشعب الديمقراطي ، ’’ حزب طائفة الختمية‘‘ ، الذي كان ولائه لمصر، وفى ذلك الوقت المصريين رعوا إجتماع بين حزب الشعب الديمقراطي والوطني الإتحادي ، لاسقاط حكومة عبدالله خليل، بينما قطع عليهم رئيس الوزراء الطريق ، وإستدعي الفريق إبراهيم عبود ، لإستلام السلطة ، بسبب التدخل المصري فى الشؤون السياسية السودانية ، وكرر النور ، أن المشاكل الحزبية هي التي أتت بالعسكر إلى التجربة الأولي فى الحكم ، متمثلة فى تجربة الفريق عبود ، وثورة 1964م ، أسقطت نظام الفريق إبراهيم عبود ، بعدها الحزب الشيوعي حاول إختطاف الثورة فى الفترة الإنتقالية ، وجاءوا بجبهة الهيئات ، هي جبهة يسارية يوجهها الحزب الشيوعي ، هذا الوضع أزعج حزب الأمة القومي فى تلك الفترة .

أحزاب إنقلابية:

يقول النور , أن اليسار بصورة عامة الشيوعيين والبعث والناصريين فى سنة 1969م ، حدث إنقلاب جعفر نميري فى 25 مايو ، وإنقلابه كان محاولة لتصحيح ثورة أكتوبر، بسبب إجهاض الأحزاب لها ، والحزب الشيوعي دخل وأيد الإنقلاب ، وكان له وزراء فى حكومة نميري ، يريد اأن يكشف لماذا قام اليسار بهذا الإنقلاب ، يجزم أن إنقلاب جعفر نميري ، كان يساريا ، وبابكر عبدالله ، كان جزء من الإنقلاب ، وكان من القوميين العرب ، ويكرر أن الشيوعيين إنضموا إلى الإنقلاب ، وإستوزروا ، وأصبح جزء من ماكينة نظام مايو فى السنتين الأوائل ، وحكم البلاد لمدة 16 عاما ، ودخل فى العديد من التحالفات، واضاف ان الشيوعيين لم يصبروا عليه ، بعد سنتين من تحالفهم معه ، قام هاشم العطا بإنقلاب ، ما قضي على الحزب الشيوعي ، وزعاماته التي أعدمت فى محاكم إيجازية ، كانت مزعجة جدا ، وإستمر نميري يتخبط يمينا ويسارا ، وإنتهي به ذلك إلى حلف مع الإسلاميين ، وتطبق فيه قوانين سبتمبر 1983م ، وحرب الجنوب ، بعد وصول إلى إتفاق مع الجنوبين سنة 1972م ، وتحالف الإسلاميين مع نميري ، وقاد ذلك إلى إحتواء الجبهة القومية الإسلامية لنظامه من الداخل ، وبعد إنتخابات 1986م ، جاء الإسلاميون فى المركز الثالث فى البرلمان ، رغم هذا التقدم قاموا بإنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م ، وهذا يؤكد أن الأحزاب السياسية هي أحزاب إنقلابية ، ومعظمها له جماعة داخل الجيش السوداني .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.