آخر الأخبار
The news is by your side.

اعتذار لأسماء التي أعرفها ولا أعرفها

اعتذار لأسماء التي أعرفها ولا أعرفها

بقلم: عواطف عبداللطيف

ختمت مقالي الاخير بعبارة ” لقد ذبحتم المواطن والذي لم يحصد من ثورته غير الندامة والحسرة وهناك علي الطرف البعيد المنسي امهات شهداء لم يجدن ما يبرد حشاءهن .. في ظل تزايد كوتة المظاليم باعداد جدد هم شهداء الجوع والعطش وضيق الخلق والتراشق بالالفاظ من نوعية ” ما استلمت دولار واحد من لجنة التمكين .. او الصحفيين كرهونا العمل ” فهل استبدل السادة الجدد” لحس الكوع ” بمنهج تركيع جمل الشيل … انتباه فالمواطن فاض به .

علقت اسماء بحسم ” مقال غير موفق فالمواطن لم يندم او يتحسر علي ثورته ” فارجعتني عبارتها القوية لسنوات بعيدة حينما كنت علي مقاعد الدرس انتهرني استاذي ” ما تنطي لي في حلقي ” اليوم الثاني ” حرنت ” وجلست بركن قصي ودلف استاذ اللغة العربية للصف وكالعادة علقت في خبايا ذهنه كلمة فمسح علي شعره المشتعل شيبا .. وحرك نظارته المقعرة .. ولم تسعفه الذاكرة لاكمال بيت الشعر الذي تاه بين تلابيب النسيان .. فجال بنظره ليبحث عن مشاكستي وكنت قد” حرنت ” ولزمت الكرسي القصي …. نهاية الدرس.

“عواطف تعالي المكتب ” تصببت عرقا وزفتني صديقات وشمتانات والشمارات بلغة اليوم .. احداهن كأسماء التي أعرفها ولا أعرفها جذبتني لحيث مكتبه… فقعر نظارته وبحزم يشابه الأسماء .. لماذا تركتي كرسيك الامامي .. يا استاذ عشان ما انط ليك في حلقك .. فتح درج مكتبه وناولني ثلاثة من بطون الكتب العربية المنقحة وسجل علي حافة احد الكتب اهداء من استاذ مخضرم لطالبة نابهة علي كراسي الدرس.

وخرجت منتشية وكأني من مؤلفات المعلقات السبع بعد ان كنت بالكاد افك الخط و اكمل لاستاذي بيت الشعر الذي يتوه من ذاكرته وطافت بي رفيقاتي لاركان المدرسة تباهيا فزاد نهمي للقراءة وتعلمت الكثير فما بال ومعاصرتي في ميادين العمل لقامات فكرية موسى المبارك ود. منصور خالد د. عون الشريف ود ابراهيم الشوش الحسين الحسن وجمال محمد احمد صانعي الفكر حاملي القلم اطبع ما يكتبونه وأخزن بتلابيب مخي ما تنتقيه روحي المتعطشة للمعرفة.

وها هي صديقتي التي اعرفها ولا اعرفها تشاغبني بكلمات مشاكسات تارة ومبطنات تارات اخر لكنها رفعت الصدأ عن ذكري حميمة حينما كان المدرس استاذ ومعلم وموجه ملهم يبث في مفاصلنا الحيوية ويحركون مكامن العطاء والمجاهدة وكثير منه … وعودة لتلك الساكنة ببلاد الضباب والتي حينما تضع امامها كاسة النسكافي والتوست المحمص اكون حاضنة لورد اختم به يومي ونعاس يهدهدني كحال الساكنين ببلاد صيفها يرمي العصفور من اغصان الشجر الذي يشتعل صيفا.

اقول انني احترمت نهمها لتحليل مقالاتي واستيضاحي كيف اكتب ان ” المواطن ندم وتحسر علي ثورته ” فاقول لها علي روؤس الاشهاد نعم ان كان في العصر الحديث كتب لثورة شعبية هادرة لامعة مبرأة فهي ستظل ثورة ديسمبر التي ما زالت تمر بعشرات العثرات ويتخندق الكثيرون فقط للنط في الحلاقيم لايقاف مسيراتها وتتزايد قوائم المظاليم ولم تحصد امهات الارض غير الوعود بانجاز ملفات العدالة .. كم كان مؤجعا حينما عرفت ان أسماء من أصحاب الدم .. فتراجعت كل الكلمات وخنقتني العبارات … ولا نقول غير قوموا للعدالة فبدون الثالوث ” حرية سلام وعدالة ” لن يتعافى الوطن ولن تهجد اجفان المظلومين.. العدالة .. العدالة … العدالة لاولياء الدم المتوجعون حد الوجع وها نحن نتصافف معهم .

والمجد للشهيد اكرم ورفاقه شهداء حركة رمضان ١٩٩٠ المجيدة وكل شهداء الوطن منذ الاستقلال وحتى فض الاعتصام والي ان تنصب المشانق لكل من اراق دما دون وجه حق ..

Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.