آخر الأخبار
The news is by your side.

إن كان الفساد كيزاني .. هل التهريب أفرخته الثورة ؟

إن كان الفساد كيزاني .. هل التهريب أفرخته الثورة ؟

بقلم: عواطف عبداللطيف

كل ما يتعلق بضيق المعيشة بات المسوؤلين يرجعون أسبابه للتهريب وكأن البلاد مستباحة وقادتها ومؤسساتها التنفيذية والأمنية والضبطية لا تدري أنها بذلك تدين نفسها وتلبسها أثواب القصور والتراخي إن لم تكن الانظمة الامنية وتوابعها غير قادرة علي حماية قوت شعبها من هذا البعبع والذي يمس غالبية الشرائح ويبدو أنه بعيد فقط عن النافذين وفخامة قصورهم وفارهات سياراتهم ومعاشهم اللهم لا حسد …

فبعد نجاح ثورة ديسمبر التي غذاها الشباب بدماء تدفقت حمراء بالساحات وانتشرت بيوت العزاء بالأحياء والازقة وفتحت لجنة التمكين ملفات الفساد والأفساد والتزمت برفع الستارة عن المثير وتقطيع أوصال ما يشابه خيوط العنكبوت في مؤسسات ومنظمات لحس ريعها النافذون والمتحكرون بمقاعد قيادة النظام البائد وربما أجلست ايضا بعض المنتسبين للنظام المباد والبعيدين عن تلك الصفوة الفاسدة ومن في رحابهم بمقاعد الاندهاش … كل هذا بات معروفا ولكن … ماذا عن المتهم الجديد الذي
أطل برأسه ما يعرف ب ” التهريب ” أنعدم الدواء المنقذ للحياة … اختفى الشاش والمطهرات والانسلين قالوا بسبب التهريب … صفوف تتراصص أمام طلمبات البترول وغاز الطبخ والمخابز المعدمة لنفاخ النار قالوا التهريب …أرفف تضج بالمعلبات وفاخر الحلويات ولكن ما بات المواطن يعيرها كثير اعتبار وإن جال بأسواق الخضر واللحوم لا محالة طال الفتات وربما بعض عظمات او أحشاء بهائم كان يعيفها الزولات إن لم تكن ذبيح دارهم .. هذا غير ما يقال عن الذهب وما ادراك ما الذهب والذي قيل علي روؤس الأشهاد أنه يهرب عبر بوابات مطار الخرطوم الدولي !!!

فان كان الفساد صنيعة كيزانية كاملة الدسم فهل يا ترى التهريب نهض بهذه الشراسة من جينات الكنداكات الكمل والثوريين الاشاوس ؟ خلال حكم مقطوع الطاريء كانت مهمة حراسة منافذ البلد من مطارات او مداخل برية تقوم بها حسب الانظمة القوات النظامية والجمركية وهكذا و بعد ثورة ديسمبر المجيدة أصطف بجانبهم ما يعرف بلجان المقاومة والتغيير بالأحياء والمدن والمؤسسات وامام المخابز وطلمبات توزيع الوقود وهي ناشطة وفاعلة بمعنى دخول حارس إضافي من المكون الشعبي وبرغم ذلك ازدادت الخروقات وتضرر المواطن الاغبش بل ما عاد يجد قوت يومه ولا وسيلة توصله لمقار عمله او سكنه ومشفاه وكل تلك العلل الموجعة ألبست للتهريب … فأي بعبع هذا … هل هو من جينات الثورة وإفرازاتها أم هي أيادي خفية تتغلغل في مفاصل مؤسسات الدولة وتنخر في انجازات الثورة التي شهد العالم بنضارتها وفريد نهجها السلمي لتحقيق الأمال والطموحات في رغد العيش وغسل الفساد والتمكين ليغذي خزائن الدولة والتي لا تشير ملامح قادة الحكم الانتقالي أنها شحيحة عليهم .. فيا أيها القوم فأن الشعب الذي رفض الظلم والاستلاب لن يرضى بأستبدال الفساد بالتهريب وكأن يا زيد ما غزيت .. قوموا لمهامكم وتجويد مساراتكم وضبط مصروفاتكم التي يبدو أنها من ذات قوت الغلابة .. فقد وصلت الارواح للحلقوم .

اعلامية وكاتبة
Awatifderar@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.