آخر الأخبار
The news is by your side.

إعتصام نيرتتي الثورة وقضايا الحقوق السياسية والمدنية

إعتصام نيرتتي الثورة وقضايا الحقوق السياسية والمدنية

بقلم: سعد محمد عبدالله

لقد دخل إعتصام نيرتتي يومه السادس بذات الزخم الثوري الذي حرر شهادة ميلاده عاكساً جسارة الثوار وصمودهم في ملحمة من البطولة الشعبية التي سطرت تاريخ جديد لمنطقة نيرتتي وشعبها العظيم، فقد رد هذا الإعتصام روح الثورة وأعاد السودان إلي منصة التأسيس الثوري التحرري منعشاً بذلك أشواق التغيير وتطلعات الشعب لبناء دولة السلام والعدالة والمواطنة بلا تمييز، ومن الحقائق التي لا تقبل أبداً التبديل والتدويل وموازين السياسات المختلة أن قضايا الحقوق السياسية والمدنية وقضايا الأمن وحق الحياة الكريمة لا يمكن إبطال مفعولها في كفاح الجماهير لإرتباطها بحياة الناس اليومية في حاضر ومستقبل الكون، ولا بد للجميع من الوقوف قليلا للتأمل في جماليات هذا الحراك الثوري والحقوقي والديمقراطي النبيل بغية التشبع بوهج الإستنارة من الساحات الشعبية التي أظهرت علو قيم الشباب والنساء ضمن روائع آخرى لإعتصام نيرتتي الذي عبر عن أخلاق المجتمع الإنساني التعاوني.

إن ما يحدث في نيرتتي ليس مجرد حركة إحتجاج محدودة بمفهوم ومقايس الجغرافيا السياسية القديمة التي تحصر السودان في مثلث الخرطوم، فمن ينظر بعين الحقيقة يدرك مضامين الإعتصام الذي نظمه النساء والشباب من جيل الثورة في نيرتتي، ومن يبصر الأشياء من حوله بعيون غير التي تحلم بالسلام الشامل والعدالة والمواطنة بلا تمييز يكون كمن يسعى وراء سراب كلما كاد يصله إبتعد ثم لا يجد إلي مبتغاه سبيلاً، ذلك لأن جيل الثورة والتغيير في نيرتتي مشبع بالوعي السياسي والأدب الثوري وأخلاق السودان الجديد الديمقراطي الموحد طبقاً لأسس الحرية والسلام والعدالة كما جاء في ثورة ديسمبر المجيدة منذ عام خلت من تاريخ الإنتصار علي النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري الذي أفسد حياة السودانيين باستبداده وإفقاره لسكان الريف المهمش والمدن المريفة، واليوم أضحى النظام الفاسد والمستبد في غياهب التاريخ، لذلك يجب النظر لما يجري الآن في نيرتتي من منظار سياسي وحقوقي جديد لإيضاح طبيعة الحراك في تلك المنطقة وفهم مطالب شعبها وطرائق وضع الحلول المناسبة التي تعيد الحقوق السياسية والمدنية لمجتمع الريف والمدينة ولا تخل بقيم ثورة الحرية والسلام والعدالة، فمشكلة نيرتتي لا تنفصل عن مشاكل السودان وقضايا الثورة بل بينهما إرتباط عضوي لا يخفى لمن يريد الحقيقة، وما دون الحقيقة وحديث الصراحة سيكون مركب مجهول ومن يتشدق بها كمن يبني القصور علي الرمال المتحركة كلما أتاها الريح إنهارت بين أيدي من بناها.

يجب أن تعي حكومة الثورة أن إعتصام نيرتتي تجاوز حدود المنطقة للتعبيير عن قضايا الوطن التي لا زال الناس يتحاورن لإيجاد حلول مناسبة لها، وأن تأخر حسم قضايا الثورة والتغيير سوف ينعكس علي الهامش والسودان ككل، وعلي الحكومة تسريع وتيرة التغيير وتلبية المطالب العاجلة في نيرتتي، وعلي القوى الوطنية والحكومة تقديم الإجابات اللازمة للأسئلة الكبيرة التي يطرحها المعتصميين فيما يتعلق بقضايا السلام والعدالة والحقوق الأساسية من التنمية والأمن والإستقرار في نيرتتي، وعدم الإستجابة لمطالب الجماهير والإجابة علي أسئلة الشباب والنساء هو الذي أدى لسقوط النظام الإنقلابي المباد، ويجب أن نعي هذه الدروس كي لا تتكرر التجربة الإنقاذية السيئة لنعبر بالسودان والسودانيين نحو فجر جديد، ومن هنا نحي شعبنا الصنديد الصامد في نيرتتي من أجل إسترداد الحقوق، وفي هذا الظرف الدقيق من تاريخ تحول السودان من الحكم الدكتاتوري إلي رحاب السلام والديمقراطية يكون تضامن الشعب هو العنصر الفعال في التغيير، وقضية نيرتتي هي قضية السودان لا يمكن عزلها عن المشهد العام، وعلي شباب ونساء نيرتتي وكافة السودانيين الإحتفاء بهذا الإعتصام الملهم الذي كان مضرب مثل من حيث التنظيم والتعاون الشعبي والتعبيير السلمي عن قضايا ساعة الثورة التي تدور بلا توقف من أجل الوصول إلي لحظة إكتمال أهداف ثورة ديسمبر المجيدة وتأسيس سودان السلام والعدالة والديمقراطية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.