آخر الأخبار
The news is by your side.

إشارات للتشاؤم … بقلم: منجد باخوس

إشارات للتشاؤم … بقلم: منجد باخوس

” مهداة إلى صديقي/ آدم بريمة.. هذه المرة أيضا، الذي يصرخ دون صدى، أو أثر في المدى”

الخبز- تقول الأم – أكثر ندرة – في البلاد – من الذهب؛ و ذهب الابن للحرب و لم يعد للبيت.

يقول الملك:

الأمهات إرث الملك. أحتاج المزيد من الكلاب. فانكحوا النساء للمزيد.
صلواتهن لم تعد تكفي.

يقول الكلب الملتح:
قال المعافى: البلاد خانقة، الأوكسجين ملوث، و أوروبا أطول قامة من الوطن.

قال الفريشة في السوق: كلاب المحلية أكثر لعنة من السرطان، و جيوب الناس لم تعد قادرة على الولادة.

قال العاشق: الحبيبة بيتي..و جمال البيت لا يقاس ببياض اللون.

الفقراء؟ يسأل الملك!

قال الكلب: الفقراء نائمون جميعاً/ يحلمون بالخبز..!
يقول الملك: أحلامهم في مقام الملابس الفاضحة، جريمة يعاقب عليها القانون، و أعناقهم للصالح العام، و رؤسهم مصيرها السيف.

يسأل الملك: ماذا قال الشاعر الذي يلوك الكلام في أتني ؟
يقول الكلب: لم يقل! لكنه فكر. و رصدنا ما فكر فيه. إنه قال في السر:
الوقوف على قدم واحدة يبدوا مقياساً جيداً/
ويستحق الثقة؛
للثبات الإنفعالي للكائن البشري، و يقيس- بطريقة ما- المدى الزمني الأقصى للتوالد العاطفي!

.لا.

يصرخ الكلب الجالس قرب عرش الملك في إطلاق سراح النفي: لا لا لا !

فالمؤخرة أكثر ديمومة، وليس القدم!

فالقدم للركض،
الأصابع للإشارات/و أحياناً البتر لمن لُعن فرفعها، البطن للزحف عليها،

اللسان لمساعدة البويضات على استنشاق الهواء،
الرأس للكيف-والرأس الــــ- مافيهو كيف أقطعوا بالسيف. هكذا يقول أهالي الشرق الأقصى للبلاد.

الدم للسرطان،
الرئة لتلوث الغلاف الجوي،
العرش لأكثر الصعاليك خبثاً – يمتعض الملك -، الفنادق للمعارضة و: أجمل النساء للذي تدرب جيداً على الكذب!

السوق للناجين من حروب الجينات التي يحبها رجال الدولة،
المال لأكثرهم بكاءً في خطبة الجمعة،

السوط للذي خرج عن طاعة العرش منذ الطفولة،
النفس للبيع أو يشتريها السكين،

الجسد وقود الملك،
فروة الرأس لإحتساء الشاي عند الضرورة، العصا لمن عصا: و المواطن عاص بالميلاد،
النفي بالنفي، و مؤخرة الملك -دون إنارة- تعرف طريقها، جيداً، للمقاعد الوثيرة.

الصبي الذي خرج من رحم الأم بالأمس
ضل طريقه للمراحيض،
الشجرة التي تحلم بغناء العصافير؛
ازدادت فروعا يابسة،
و الفروع بيباسها-على أي حال- لا علم لها بالدماء التي تحتسيها الجذور عند الضرورة!

قالت الفتاة:
إسمك، كإسم المسيح، يعجبني
جسدك مغري،
لكن لونك مخالف للشريعة،
كما تعلم، فالإقتراب معصية
العناق لا يرضي البلاد
و جسدي أيضا لا يحتمل!

النهر جنين الخصوبة
اليابسة وحشتها
الماء عزاء الملاريا
الحكومة في العادة براغيثها

هل ما زلت تحلم؟ سؤال سقط دون توقع من صديقي اليائس!

لا!

الحلم في مقام الدم،
كليهما يصيبك بالفزع،
أحلم كثيرا في الحقيقة
لكن
بالزمن الذي كنت فيه داخل الرحم.

يحمل الرجل أحلامه في القضيب
تحمل المرأة حبيبها في القلب،
و كلاهما في نظر المقابر موتى.

الرجل الذي كان يعبد الله في الليل
غادر المحراب للحرب
المرأة التي ترعى الأغنام
عاشرت غلاما و حبلت
و الغلام-في نهاية الأمر- لعن الأم و صار رئيسا للدولة.

الحياة كذبة،
البياض لونها،
الوطن حكايا،
السواد عقدتها،

و الفتاة التي قالت الدين عندالله العقل.. أصابت روحي بالغثيان و هي دون جدوى تحاول إخفاء وجهها المتفسخ بكتاب محاصر بوجه غير محايد لجوليا كريستيفا.

ولد الصبي،
مات صبا الأب
شب الصبي
مات شباب الأب
شاب الصبي
مات الأب و الصبي معا،
دون أي مبرر يتناسخ الموتى، و الولادة -يقول حكيم ميت أيضا-فعل مسيء ، لا يحتاج لشيء غير حمقى بأجهزة تناسلية.

الرجل عدو البيوت
المرأة أغنياتها

يكذب الرجل في الحب
تكذب المرأة في الخيانة
يصدق الرجل في الجسد
تصدق المرأة في الكراهية
و الجسد برج الضرورة، في أديان السرير.

البلاد امتلأت بالفقاقيع
امتلأت الأسافير أيضا
جفت مصانع الصابون
أيد العمال لم تعد قادرة على اللعب بالموازين
عيون الحكومة أقصر مدى من الخاطرة
و في شوارع المدن يصعب على المرء معرفة الرداء المتسخ

الوطن آيل للسقوط
الملابس هنا أنظف من قلب المواطن
الوطن للدولة
الدولة في أيد أمينة
وفي حراسة الذئب لا ينام القطيع.

قالت لي المرأة: أحبك في سبيل الوطن!
قلت لها : أحبك أيضا،
لكنني -والحق يقال- أحببتك في سبيل الوكر!

الأوكار نادرة
كلاب البوليس نائمة في الحظيرة
لكن كلاب الأحياء تكتب تقارير سرية للشرطي الذي أفنى نصف عمره و لم يعثر على وكر حتى الآن،

البلاد ثمرة سكانها
القلب حاصل ركض الشرايين
الوطن في القدرة على التشييد
المنفى في نسيان النشيد الوطني للبلاد
عموما… الوطن فكرة
و البلاد لأكثر الأرواح قدرة على التسلق.

يقف الحمار على منبر الجمعة
يؤذن الغراب لصلاة الفجر
الجنجويد حامي البلاد
البشير رمز السيادة
البلاد سكرانة
أفضل الأبناء يذهب للجيش
ألمعهم للتسكع
و آخرهم جالس تحت شجرة، يقرأ كتابين ثم يلعن الحكومة..و يسكر.

النيل ما زال يجري
هذا لا يهم
لأنه ملوث

القلب ما زال أخضر
هذا لا يهم أيضا
لأنه أسير الكراهية..!

أين الوطن؟
سؤال وجودي!
في السوق طبعا..!

الوطن سلعة، كما تعلم..
و البلاد- في ورطتها -لا تخطئ الطريق-في تخبطها- إلى بيوت السماسرة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.