آخر الأخبار
The news is by your side.

إرفعوا الفقر والجوع، قبل أن يأتينا رفع الدعم ! .. بقلم: عثمان قسم السيد

إرفعوا الفقر والجوع، قبل أن يأتينا رفع الدعم !

بقلم: عثمان قسم السيد

بعد أيام غير بعيدة، سيضطرّ حمدوك ووزير ماليته وقحته لاتخاذ قرار برفع الدعم عن بعض السلع. سيعني ذلك ارتفاعاً كبيراً في الأسعار يشمل، تقريباً، مختلف المواد الاستهلاكيّة. سيُحدث هذا القرار انقلاباً في طبيعة حياة السودانيين، وسيدفع البلد الى انفجارٍ اجتماعي وانهيارٍ ماليٍّ إضافيّ.

لسنا نكشف سرّاً في ما سبق، لكنّنا نقوله لنسأل: كيف، في ظلّ هذا الواقع المرير، وبعد انفجار الدولار وما خلّفه من أضرار، لا تجد هذه الطبقة السياسيّة حرجاً في وضع شروطٍ وعراقيل أمام حياة المواطن؟
وكيف يجد القحاته ومجلس سيادتهم جمهوراً يؤيّدهم، ويتحدّثون عن الحقوق والاصلاحيّات من دون أن ينظروا من حولهم ليجدوا أنّه يعيش في ظلّ فقر وصفوف خبز ووقود قاسٍ، وفي وضعٍ معيشيّ صعب، وبلا عمل وإن عمل فبراتبٍ بلا قيمة؟

من يحكمنا مجرمون، بلا ضمير، “بلا مخّ”. ولكن، ماذا عن الناس الذين يؤيّدون ويصفّقون ويدافعون بشراسة، وكأنّ تحصيل ما يسمّى برفع الدعم والسلام والتطبيع سيؤمّن دفع أقساط أولادهم المدرسيّة ويحسّن أحوالهم المعيشيّة ويقيهم الصرف من وظائفهم؟

في الأمس، قرأت مئات المقالات، على مواقع التواصل الاجتماعي،المدافعة عن وزير الصناعة وحميدتي وقرارات الصادر .يا جماعة، ننسى أصل المشاكل ونتلهّى بسفاسف الحديث. وطننا ينهار، والطبقة السياسيّة مسؤولة عن ذلك. من حكم اليوم، ومن حكم قبله. وزراء اليوم والأمس. أصحاب المناصب الرفيعة والمكاسب. كلّهم أوصلونا الى ما نحن عليه. أليس غباءً إذاً أن ندافع عنهم؟

رفع الدعم دون التركيز على حال المواطن المأساوي المعروف .. ووضع الوطن المستضعف ككل .. فاننا جميعا نعيش اصعب المحن ونعاني يوماً بعد يوم .. ويموت نصف ابنائنا من سوء التغذية والمرض والوباء. وتشرد النصف الآخر فراراً للجوء اينما فتحت لهم الابواب ..

ان رفع الدعم عن المحروقات يعني ارتفاع أسعار البنزين والغاز المرتفعة أصلا مما سيؤدي الى ارتفاع اسعار جميع المنتجات والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والخدمية التي تعتمد اعتماداً اساسيا ومباشر على الترحيل من مصادر الانتاج والمزارع والمواني الى الاسواق.

على حكومة الكفاءات الإنتقالية العمل على تقليص الانفاق الاداري .. وإعادة النظر في هيكلة الموازنة العامة للدولة وابواب نفقاتها.. عليهم بترشيد الاستهلاك والحد من المؤتمرات والندوات غير المجدية وتقليص حجم الوفود والسفريات الى الخارج وضبط النفقات والاستخدام السيء للمال العام..

هناك مشكلة نظام، وهناك مشكلة شعب. شعبٌ تزيده السياسة غباءً، ويوالي في السياسة نكايةً بالآخرين. إن لم يتغيّر الناس، فينتفضون ويحاسبون، عبثاً ننتظر أملاً.

على جميع فئات الشعب السودانى أن ترفض هذه القرارات المفرطة ولمجابهة هذا الفشل وازالته من اجل الكرامة والعيش والرخاء …..

ولك الله ي وطن
والسلام

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.